2025-11-12

وانغ لي يتحدث عن عظمة الدبلوماسية الصينية في عالم مضطرب ويكسب “قلوب” و”عقول” العالم

بكين:عبدالوهاب جمعه

أطل كبير الدبلوماسية الصينية،وزير الخارجية الصيني وانغ لي على الصحافة والاعلام على هامش الدورة الجارية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

مخضرم الدبلوماسية الصينية وانغ لي تحدث في المؤتمر الصحفي عن كل اسئلة الصحفيين المتعلقة بالصين وبالعلاقات الدولية وتطرق الى الاحداث الجارية حول العالم

من التعالق بين الصين ودول العالم الى العلاقات مع الولايات المتحدة .. ومن التاكيد على أن  تايوان جزء غير قابل للانفصال عن الصين الى التاكيد على أن دبلوماسية الصين ستستمر في تقديم دعم استراتيجي قوي وتعزيز بيئة خارجية مواتية للتحديث صيني النمط… نظرة على كلمات واقوال وانغ لي في المؤتمر الصحفي:

 خلع النظارات الملونة لرؤية الصين النابضة

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الجمعة) إن الشعوب من جميع الدول مرحب بها ليروا بأعينهم الصين الحقيقية والنابضة بالحياة.

أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عُقد على هامش الدورة الجارية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

وأشار وانغ إلى أن الصداقة بين الشعوب تشكل الأساس للعلاقات الثنائية والدافع للسلام، قائلا: “مع استمرار الصين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتوسيع الانفتاح عالي المستوى، فقد شهدنا المزيد من التبادلات المتكررة وعلاقات أوثق بين الشعب الصيني وشعوب الدول الأخرى”.

وأضاف أن الشعوب في الجنوب العالمي ينظرون إلى الصين بإيجابية، مشيرا إلى أن اكتشاف الصين واحتضانها أصبح أيضا اتجاها لدى شعوب الدول المتقدمة. وأوضح أنه من خلال السفر إلى الصين، أو من خلال التفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رأى المزيد من الأشخاص الصين التي تتسم بالأمن والانفتاح والحداثة، وتعرفوا على الشعب الصيني الودود ومتفتح الذهن والذكي.

واختتم وانغ قائلا: “لقد حان الوقت للتخلص من شرنقة المعلومات وخلع النظارات الملونة. إن شعوب جميع الدول مرحب بها لرؤية الصين الحقيقية والنابضة بالحياة بأعينهم، ولمس الحماسة والحيوية التي يتمتع بها 1.4 مليار صيني”.

الصين تقف في جانب التاريخ الصحيح

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الدبلوماسية الصينية وفرت استقرارا ثمينا لعالم متغير ومضطرب في عام 2024.

وأضاف وانغ: “نحن نعيش في عالم متغير ومضطرب، حيث أصبحت عوامل اليقين موارد نادرة”.

وقال وانغ: “ستقف دبلوماسية الصين بحزم على الجانب الصحيح من التاريخ وعلى جانب التقدم البشري. وسنوفر عوامل اليقين لهذا العالم الذي يسوده عدم اليقين”.

وأضاف وانغ أن الصين ستكون قوة عادلة وصالحة للسلام والاستقرار العالميين، وقوة تقدمية للعدل والإنصاف الدوليين، وقوة بناءة للتنمية المشتركة للعالم.

وقال الدبلوماسي البارز إن البلاد ستتمسك بالتعددية الحقيقية وتحمي نظام التجارة الحرة متعدد الأطراف.

وقال وانغ: “سنواصل توسيع الانفتاح عالي المستوى، ومشاركة الفرص الهائلة للتحديث الصيني النمط مع جميع البلدان”.

وقال وانغ إنه من خلال الجهود الدبلوماسية عززت البلاد بيئة خارجية جيدة لتنميتها عالية الجودة واتخذت خطوات جديدة وراسخة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأكد وانغ أن مهمة الدبلوماسية الصينية لا تزال دون تغيير، قائلا إن الصين ستواصل مع الدول الأخرى التمسك بما هو صحيح، وتوجيه اتجاه العصر، والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين وحماية السلام والاستقرار العالميين.

نمو سريع : تنمية اكثر ابهارا

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن المعجزة الصينية المتمثلة في النمو السريع غير المسبوق، ستعقبها تنمية عالية الجودة أكثر إبهارا.

قال وانغ: “ثقتنا تنبع من السوق الصينية الضخمة والطلب المحلي الهائل، ومن الصناعات القوية والدافع الابتكاري لدى الصين، والأهم من ذلك، من مواطن القوة المؤسسية في الصين، فضلا عن الإصلاح والانفتاح لديها”.

وأوضح أن الاقتصاد الصيني سجل نموا بنسبة 5 بالمئة العام الماضي، ما جعله يواصل تميزه بين الاقتصادات الكبرى في العالم.

وأشار وانغ قائلا: “لقد حققنا ذلك وسط دفع وطني شامل نحو التحول الأخضر، وفي ظل تباطؤ النمو على مستوى العالم، وأيضا في ظل العقوبات الأحادية والقمع الذي تمارسه الولايات المتحدة وغيرها. هذا يُظهر السمات الفريدة للاقتصاد الصيني: مواجهة التحديات بشجاعة والسعي نحو التقدم”.

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن علاقات الصين مع العالم شهدت تغييرات إيجابية وعميقة من خلال دبلوماسية رئيس الدولة.

الصين تحلق عاليا رغم العواصف

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن “الفناء الصغير المحاط بالجدار العالي” لا يمكنها كبح روح الابتكار، وإن فك الارتباط وتعطيل سلاسل التوريد لن يؤدي إلا إلى العزلة الذاتية.

أشار وانغ إلى أن العلم والتكنولوجيا لا ينبغي استخدامهما لإقامة ستار حديدي، بل يجب أن يكونا الثروة التي تعود بالنفع على الجميع ويتقاسمها الجميع.

وقال وانغ ردا على سؤال حول قمع التكنولوجيا الأمريكي للصين: “حيثما يوجد حصار، يوجد اختراق؛ وحيثما يوجد قمع، يوجد ابتكار”.

وأشار وانغ إلى أن القمع الخارجي غير المبرر على الصين، سواء في مجال علوم الفضاء أو صناعة الرقائق، لم يتوقف أبدا، مضيفا أن مسار الصين لتصبح قوة علمية وتكنولوجية آخذ في الاتساع.

واستشهد وانغ بأسطورة نه تشا، وهو شخصية أسطورية صينية معروفة بشجاعتها في تحدي قوى التنمر، قائلا إن التقدم العلمي والتكنولوجي في الصين يمكنه “التحليق في السماء” رغم “أعنف العواصف”.

وسلط وانغ الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية في الصين، بما في ذلك مهمات الفضاء المأهولة (شنتشو)، وبرنامج استكشاف القمر (تشانغ آه)، وشبكات الجيل الخامس، والحوسبة الكمية و”ديب سيك”.

تدابير مضادة ضد الولايات المتحدة

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الصين ستتخذ تدابير مضادة ردا على الضغط التعسفي، وذلك في تعليقه على الخطوة الأمريكية لفرض تعريفات جمركية إضافية على السلع الصينية باستخدام قضية الفنتانيل ذريعة.

وأضاف وانغ: “إن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تقوم على التفاعلات المتبادلة والمتكافئة. وإن التعاون سيجلب المنفعة المتبادلة، وستتخذ الصين بالتأكيد تدابير مضادة ردا على الضغط التعسفي”.

واستشهد وانغ بالمثل الصيني القائل “إذا فشل أحد في تصرفه، فليبحث عن السبب داخل نفسه”، داعيا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في ما حصل.

وأضاف وانغ أنه يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في ما حققته من حروب التعريفات الجمركية والحروب التجارية هذه السنوات، هل ارتفع عجزها التجاري أم انخفض، وهل أصبح تصنيعها أكثر تنافسية أم أقل، وهل ارتفع التضخم أم هبط، وهل تحسنت حياة الشعب أم ساءت.

وأضاف وانغ أن سوء استخدام الفنتانيل في الولايات المتحدة يعد مشكلة يجب على الولايات المتحدة مواجهتها وحلها بنفسها.

وقال وانغ إن الصين تتخذ دائما إجراءات حازمة ضد تهريب المخدرات وتصنيعها، كما وضعت الصين سياسات لمكافحة المخدرات هي الأكثر صرامة وشمولا في عالم اليوم.

وأضاف وانغ أن الصين جدولت في بداية عام 2019 جميع المواد المتعلقة بالفنتانيل بناء على طلب الجانب الأمريكي، وهي أول دولة في العالم تفعل ذلك.

اعادة تايوان ، أمر لا يمكن إيقافه

قال وانغ يي، وزير الخارجية الصيني ، إن التاريخ والواقع يؤكدان أن تايوان جزء غير قابل للانفصال عن الصين.

وقال إن هذا العام يصادف الذكرى الـ80 لاستعادة تايوان.

وأضاف أن انتصار الشعب الصيني في حرب مقاومة العدوان الياباني أعاد تايوان إلى السيادة والولاية القضائية للصين في عام 1945.

وقال وانغ إن كلا من إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام الصادرين عن الدول الرئيسية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، نص بعبارات صريحة على أن تايوان هي أرض سرقتها اليابان من الصينيين ويجب إعادتها إلى الصين، وإن اليابان قبلت أيضا شروط إعلان بوتسدام وأعلنت استسلامها غير المشروط.

وقال: “كل هذا أكد سيادة الصين على تايوان وشكل مكونا مهما من النظام الدولي بعد الحرب”.

وقال وانغ إن القرار رقم 2758 الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971، حل مسألة تمثيل الصين بأكملها، بما في ذلك تايوان، في الأمم المتحدة، واستبعد أي إمكانية لخلق “صينين” أو “صين واحدة وتايوان واحدة”.

وقال وانغ: “الإشارة الوحيدة إلى منطقة تايوان في الأمم المتحدة هي ‘مقاطعة تايوان الصينية’، ولم تكن تايوان دولة أبدا، لا في الماضي ولن تكون في المستقبل”.

وأشار إلى أن المطالبة بـ”استقلال تايوان” يعني تقسيم البلاد، ودعم “استقلال تايوان” يعني التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتواطؤ في “استقلال تايوان” يعني تقويض استقرار مضيق تايوان.

وشدد وانغ على أن احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها يجب أن يعني دعم إعادة توحيد الصين بالكامل، وأن الالتزام بمبدأ الصين الواحدة يجب أن يعني معارضة أي شكل من أشكال “استقلال تايوان”.

وقال وانغ: “إن السعي إلى ‘استقلال تايوان’ محكوم عليه بالفشل، واستخدام تايوان لاحتواء الصين لن يكون سوى محاولة غير مجدية”، مضيفا: “الصين ستحقق إعادة التوحيد، وهذا أمر لا يمكن إيقافه.”

قطع الايادي التي تستهدف الصينيين

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين انضمت إلى كل من تايلاند وميانمار ولاوس في حملة للقضاء على الاحتيال عبر الاتصالات في منطقة الحدود التايلاندية-الميانمارية.

وأوضح وانغ، أن مراكز الاحتيال عبر الاتصالات الواقعة شمالي ميانمار بالقرب من الحدود مع الصين قد أزيلت بالكامل.

وأضاف قائلا: “مهمتنا هي قطع الأيدي المفترسة التي تستهدف مواطنين صينيين، واستئصال الورم الخبيث المتمثل في الاحتيال عبر الاتصالات”

تقاسم المنافع

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على أهمية التمسك برؤية الديار المشتركة في دبلوماسية الجوار، والالتزام بهدف بناء مجتمع مصير مشترك.

قال وانغ إنه طالما تُبذل الجهود لاتباع مبادئ التشاور على قدم المساواة والتفاهم المتبادل والاستيعاب المتبادل، فإن الصين ودول الجوار ستكون قادرة بالتأكيد على تسوية الخلافات والعمل مع بعضها البعض، وتحقيق نتائج مربحة للجميع.

وفي معرض إشارته إلى أنه من الشائع ألا يتفق الجيران على كل شيء، قال وانغ إنه يتعين التعامل مع القضايا العالقة من الماضي والتضاربات في المصالح المباشرة، بشكل مناسب.

كما تعهد وزير الخارجية بأن الصين ستواصل الانفتاح على نطاق أوسع أمام دول الجوار، بما في ذلك من خلال مبادرات أحادية، وتقاسم المزيد من منافع التنمية مع جيرانها.

أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن ترحيب الصين بتعزيز التبادلات، وتعميق التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز النوايا الحسنة بين جميع القطاعات في الصين واليابان.

قال وانغ إن جميع هذه الجهود تصب في المصالح طويلة الأجل للجانبين.

وأضاف أنه في نوفمبر من العام الماضي، توصل رئيسا الدولتين إلى تفاهمات مشتركة مهمة بشأن اتباع الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان، ودفع العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة على نحو شامل، وبناء علاقات بنّاءة ومستقرة بين الصين واليابان تتناسب مع العصر الجديد.

وتابع قائلا: “بفضل تضافر الجهود، أظهرت العلاقات الثنائية زخما من التحسن والنمو”.

وفي سياق إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، قال وانغ: إن “تذكر التاريخ يساعد في صياغة المستقبل بشكل أفضل. أما نسيان التاريخ فقد يؤدي إلى فقدان الاتجاه”.

وأكد وانغ أن الحيلولة دون إحياء النزعة العسكرية واجب على اليابان يتعين عليها الالتزام به دون أي تراخٍ، مشيرا إلى أن “هذا أيضا هو العزم الراسخ للشعب الصيني وشعوب آسيا، وهو أمر لا يقبل المساس”.

واختتم قائلا إنه في خضم هذا الاختبار للضمير والنزاهة، فإن الاختيار الصحيح لليابان هو الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في دستورها السلمي والتمسك بمسار التنمية السلمية.

صعود الجنوب : ميزة العصر

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه على الجنوب العالمي تقوية نفسه والوقوف معا في الوحدة والسعي لتحقيق التنمية.

وأضاف وانغ: “أبرز ميزة لعصرنا هي تصاعد وتنامي الجنوب العالمي”.

ووفقا لـ وانغ، يمثل الجنوب العالمي أكثر من 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويساهم بنسبة تصل إلى 80 في المائة من النمو العالمي، فضلا عن كونه قوة رئيسية للحفاظ على السلام العالمي ودفع التنمية العالمية وتحسين الحوكمة العالمية.

وقال وانغ: “يكون الجنوب العالمي أهم عامل من عوامل الاستقرار والازدهار للعالم”.

وفي معرض إشارته إلى أن إندونيسيا أصبحت عضوا كامل العضوية في بريكس في بداية العام الجاري، وانضمام تسع دول شريكة إلى أسرة بريكس، قال وانغ إن بريكس تبرز كعمود فقري للتعاون ومحرك للنمو في الجنوب العالمي.

التحدث بصوت واحد

وستستضيف الصين خلال العام الجاري قمة منظمة شانغهاي للتعاون، بينما ستستضيف البرازيل قمة بريكس، بينما ستحتضن جنوب إفريقيا قمة مجموعة العشرين. وقال وانغ: “يجب أن نتحدث بصوت واحد إلى العالم ونحمي مصالحنا المشتركة ونزيد بشكل مطرد من تمثيلنا وصوتنا في الحوكمة العالمية”.

وقال وانغ: “يجب أن نحافظ على التنمية كبند مركزي في الأجندة الدولية، وبناء الزخم وتعزيز قدراتنا والمضي قدما يدا بيد نحو التحديث”.

ولتعزيز التنمية المشتركة للبشرية، قال وانغ إن الصين اتخذت تدابير حقيقية لتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، كما أصدرت خطة عمل بناء قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل الخير والجميع.

وأضاف أن الصين اقترحت أيضا المبادرة بشأن التعاون الدولي في العلوم المفتوحة بالتعاون مع البرازيل وجنوب إفريقيا والاتحاد الإفريقي، داعية الجميع إلى إعطاء الأولوية لبناء القدرات العلمية والتكنولوجية في الجنوب العالمي لضمان عدم تخلف أي دولة عن الركب.

وأعرب وانغ عن “استعداد الصين لمشاركة ثمار ابتكارها مع المزيد من الدول واستكشاف أسرار النجوم والمحيطات بشكل مشترك”.

لا تحديث في العالم بدون افريقيا

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه يتعين على العالم الاستماع إلى إفريقيا ومعالجة شواغلها ودعمها في استكشاف مسار تنمية جديد يتسم بالاستقلالية وتقوية الذات.

أضاف وانغ أنه لا يمكن تحقيق التحديث العالمي دون التحديث الإفريقي، مشيرا إلى أن استقرار إفريقيا وتنميتها يشكلان أمرا حيويا لمستقبل البشرية.

وتابع قائلا إن الصين وإفريقيا لطالما كانتا صديقتين جيدتين وشريكتين جيدتين وشقيقتين جيدتين يربطهما مصير مشترك، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية الإفريقية تعيش أزهى فتراتها في التاريخ.

وأوضح وانغ أن الصين أقامت شراكات استراتيجية مع جميع الدول الإفريقية التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية معها، مضيفا أنه تم الارتقاء بمجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا إلى مستوى “صالح لكل الأحوال”.

ومضى قائلا إن هذا العام يوافق الذكرى الـ25 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، مشيرا إلى أنه على مدى السنوات الـ25 الماضية، ساعدت الصين إفريقيا في بناء أو تحديث ما يقرب من 100 ألف كم من الطرق وأكثر من 10 آلاف كم من السكك الحديد. وأضاف أنه خلال السنوات الثلاث الماضية وحدها، وفرت الشركات الصينية أكثر من 1.1 مليون وظيفة جديدة في إفريقيا.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين ظلت الشريك التجاري الأكبر لإفريقيا على مدى 16 عاما متتالية، أكد وانغ أن التعاون الصيني-الإفريقي “مرئي وملموس ويعود بالنفع على الشعوب الإفريقية”.

وقال وانغ: “يجب أن نحافظ على التنمية كبند مركزي في الأجندة الدولية، وبناء الزخم وتعزيز قدراتنا والمضي قدما يدا بيد نحو التحديث”

“عام الصين” لمنظمة شانغهاي للتعاون

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين ستستضيف قمة منظمة شانغهاي للتعاون في الخريف القادم في بلدية تيانجين بشمالي الصين.

وقال وانغ إن القادة سيجتمعون في قمة تيانجين لمراجعة إنجازات منظمة شانغهاي للتعاون والتخطيط للمستقبل وبناء توافق للتعاون.

وأضاف الوزير أن القمة ستساعد منظمة شانغهاي للتعاون على الشروع في رحلة جديدة من الصين وستجعل المنظمة مجتمعا أكثر تماسكا ذي مستقبل مشترك.

وفي معرض حديثه عن أن هذا العام هو “عام الصين” لمنظمة شانغهاي للتعاون، قال وانغ إن الصين بصفتها الدولة المتولية الرئاسة الدورية للمنظمة، ستنظم أكثر من 100 حدث في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ومجال التبادل الشعبي هذا العام تحت موضوع “الحفاظ على روح شانغهاي: منظمة شانغهاي للتعاون على الطريق”.

وتابع وانغ قائلا: “ولدت منظمة شانغهاي للتعاون في الصين وسميت على اسم شانغهاي. وهذا له معنى خاص بالنسبة لنا. إننا سعداء جدا بعودة المنظمة إلى الوطن”، متعهدا بأن الصين ستتخذ إجراءات حقيقية لدفع روح شانغهاي قدما وتعزيز تنمية منظمة شانغهاي للتعاون.

 الرئيس شي: دبلوماسية رئيس الدولة

وأضاف وانغ أن الرئيس شي جين بينغ خطط ونفذ شخصيا خلال العام الماضي دبلوماسية رئيس الدولة، ما حقق العديد من النتائج المثمرة.

وقال وانغ إن الأحداث الرئيسية الثلاثة التي استضافتها الصين العام الماضي وهي: المؤتمر بمناسبة الذكرى الـ70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني -الأفريقي، ومنتدى التعاون الصيني-العربي، قد وضعت معيارا جديدا لتكاتف الجنوب العالمي من أجل التقدم المشترك.

وأشار وانغ أيضا إلى أن الزيارات الخارجية الأربع التي قام بها شي في العام الماضي ولّدت ديناميكية جديدة للتضامن والتعاون العالميين.

وقال وانغ إنه ستكون هناك نقاط بارزة جديدة في دبلوماسية رئيس الدولة الصينية في عام 2025.

وأضاف وانغ أن شي حضر الشهر الماضي حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الشتوية إيذانا ببداية الأحداث الدبلوماسية التي تستضيفها الصين هذا العام.

وستحتفل الصين بالذكرى الـ80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وستعقد سلسلة من الأحداث الكبرى بما في ذلك قمة منظمة شانغهاي للتعاون هذا العام، وفقا لـ وانغ.

وقال وانغ: “إن دبلوماسية رئيس الدولة ستكتب فصلا جديدا من التعاون الوثيق والنجاح المشترك بين الصين والعالم”.

“لانزال نثق في اوروبا”

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين لا تزال تثق في أوروبا وترى أنها قادرة على أن تكون شريكا جديرا بالثقة، مضيفا أن بإمكان الجانبين حلّ القضايا القائمة بشكل صحيح.

وفي معرض إشارته إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، قال وانغ إن الاحترام المتبادل هو الأصل الأكثر قيمة بين الجانبين خلال تطور العلاقات المستمرة منذ نصف قرن، وإن الدافع الأقوى هو المنفعة المتبادلة، وإن الإجماع الموحد الأكبر هو التعددية، والتوصيف الأكثر دقة هو الشراكة.

وأضاف وانغ أن حجم التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي توسع خلال العقود الخمسة الماضية من 2.4 مليار دولار أمريكي إلى 780 مليار دولار أمريكي، بينما زاد حجم الاستثمار من الصفر تقريبا إلى ما يقرب من 260 مليار دولار أمريكي، كما سيّر خط قطارات الشحن بين الصين وأوروبا أكثر من 100 ألف رحلة شحن وأصبح ممرا ذهبيا يربط بين آسيا وأوروبا.

وقال وانغ: “بعد خمسين عاما، تشكل الصين والاتحاد الأوروبي معا أكثر من ثلث الاقتصاد العالمي، وأصبح التعاون بين الجانبين يتمتع بقيمة استراتيجية وتأثير عالمي أكبر”، مضيفا أن من شأن العلاقات الصحية والمستقرة بين الصين وأوروبا أن تساهم في تحقيق الإنجاز لكلا الجانبين وجعل العالم أكثر إشراقا.

وأضاف وانغ: “يتمتع الجانبان بالقدرة والحكمة لحل القضايا القائمة بشكل صحيح من خلال التشاور الودي والإطلاق المشترك لخمسين عاما أخرى واعدة”.

مستقبل مشترك بعيدا عن قانون الغابة

دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأضاف وانغ أن هناك عدد متزايد من الدول تشارك في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، حيث تدعم أكثر من 100 دولة المبادرات العالمية الثلاث، وهي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.

وأشار وانغ إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الدول في جميع أنحاء العالم انضمت إلى عائلة تعاون “الحزام والطريق”.

وقال وانغ إنه إذا شددت كل دولة على “بلدي أولا” وكانت مهووسة بموقف القوة، فإن “قانون الغاب” سيحكم العالم مرة أخرى، وتتحمل الدول الأصغر والأضعف العبء أولا وتتأثر المعايير والنظام الدولي بشدة.

وأضاف وانغ أن دولة كبيرة يجب أن تتحمل التزاماتها الدولية وتفي بمسؤولياتها الواجبة.

وأضاف وانغ أن التاريخ سيثبت أن الفائز الحقيقي هو الذي يضع في اعتباره مصالح الجميع، وأن مجتمع المستقبل المشترك للبشرية سيضمن أن العالم ينتمي إلى كل دولة، وأن الجميع سيتمتعون بمستقبل مشرق

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في معرض حديثه عن الأزمة الأوكرانية، إن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي، في ضوء إرادة أطراف الصراع، لمواصلة لعب دورها البناء في حل الأزمة وتحقيق السلام الدائم.

وصرح وانغ أن الصين ترحب وتدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، مضيفا “في الوقت نفسه، يتعين علينا الاعتراف بأن أسباب الأزمة متشابكة ومعقدة”.

وذكر وانغ قائلا: “لا غالب في الصراع، ولا مغلوب في السلام، وطاولة المفاوضات هي المكان الذي ينتهي فيه الصراع ويبدأ السلام”.

ورغم أن الأطراف المعنية لم تتفق بعد على مواقفها بشكل كامل، فإنها جميعا تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم ومقبول من قبل جميع الأطراف المعنية، وفقا لما ذكر وانغ.

وأضاف أن “هذه نقطة مشتركة قيمة، ويجب على جميع الأطراف أن تسعى جاهدة لتحقيقها بشكل مشترك”.

وأشار وانغ إلى أن “جميع الأطراف يجب أن تتعلم شيئا ما من الأزمة”، مؤكدا أنه من بين أمور أخرى كثيرة، يجب أن يكون الأمن متبادلا ومتساويا، ولا ينبغي لأي دولة أن تبني أمنها على انعدام أمن دولة أخرى.

وقال: “يتعين علينا أن ندعو إلى الرؤية الجديدة للأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام ونعمل بموجبها، وهذه هي الطريقة لتحقيق السلام والأمن الدائمين الحقيقيين في القارة الأوراسية وفي جميع أنحاء العالم”.

تحركات الفلبين: مسرحية ظل

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن تحركات الفلبين لخلق احتكاكات في بحر الصين الجنوبي هي مجرد “مسرحية ظل” لتشويه سمعة الصين، وكتبت قوى خارجية سيناريو أحداثها وبث العرض على الهواء مباشرة من قبل وسائل الإعلام الغربية.

وقال وانغ إن الانتهاك والاستفزاز سيأتيان بنتائج عكسية ولا بد من ترك أولئك الذين يتصرفون كقطع شطرنج لصالح آخرين.

وأشار وانغ أن تحقيق حسن الجوار والسلام والأمن الدائمين في بحر الصين الجنوبي يتطلب الثقة والقواعد، مضيفا أن الحل الرئيسي يتمثل في تنفيذ “إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي” ووضع مدونة سلوك جيدة في بحر الصين الجنوبي

غزة ملك للشعب الفلسطيني

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تدعم خطة استعادة السلام في غزة التي بادرت بها مصر ودول عربية أخرى.

وأشار وانغ إن قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني، وهو جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مضيفا أن محاولات تغيير وضع غزة بالقوة لن يجلب السلام ولن يفضي إلا إلى فوضى جديدة.

ودعا وانغ إلى بذل جهود لتعزيز وقف إطلاق النار الشامل والدائم وزيادة المساعدات الإنسانية ومراعاة مبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين” والمساهمة في إعادة الإعمار في غزة.

وأشار وزير الخارجية إلى أن القضية الفلسطينية لطالما كانت لب قضية الشرق الأوسط، ودعا المجتمع الدولي إلى التركيز بشكل أكبر على حل الدولتين وتقديم المزيد من الدعم لإقامة دولة مستقلة لفلسطين.

وقال وانغ إن جميع الفصائل الفلسطينية بحاجة إلى الوفاء بإعلان بكين لتحقيق الوحدة والتقوية الذاتية، وإن جميع الأطراف في الشرق الأوسط بحاجة إلى تجاوز الانقسامات لدعم الدولة الفلسطينية، وإن المجتمع الدولي بحاجة إلى بناء الإجماع وتعزيز السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وقال وانغ: “سنواصل السعي بعزم من أجل العدالة والسلام والتنمية لشعوب الشرق الأوسط”.

مكانة الامم المتحدة

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين ستستضيف مرة أخرى القمة العالمية للمرأة في النصف الثاني من عام 2025.

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضرورة إبراز المكانة المهمة للأمم المتحدة ودعم السلطة الواجبة لها.

وقال: “أظهرت الحقائق أن الأمم المتحدة صمدت أمام الاختبارات وأنها تلعب دورا فعالا”.

وأضاف وانغ: “إن الصين تعتقد أنه كلما كانت المشاكل أكثر تعقيدا، كلما زادت الحاجة إلى إبراز المكانة المهمة للأمم المتحدة؛ وكلما كانت التحديات أكثر إلحاحا، كلما زادت الحاجة إلى دعم السلطة الواجبة للأمم المتحدة”.

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن العلاقات الناضجة والمرنة والمستقرة بين الصين وروسيا لن تتأثر بأي تحول في الأحداث، ناهيك عن أن تكون عرضة للتدخل من قبل أي طرف ثالث.

وقال وانغ إن العلاقات بين البلدين بمثابة “عامل ثابت في عالم مضطرب وليس عاملا متغيرا في الألعاب الجيوسياسية”.

وتابع وانغ أنه بغض النظر عن تغير المشهد الدولي، لن يتغير المنطق التاريخي للصداقة الصينية-الروسية ولن تتلاشى قوتها الدافعة الداخلية.

وذكر وانغ أن البلدين اكتشفا مسار “عدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث” في تطوير العلاقات بينهما، مضيفا أن هذا يمثل جهدا رائدا لتشكيل نموذج جديد للعلاقات بين الدول الكبرى، ووضع مثالا جيدا للعلاقات بين الدول المجاورة.

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الصين تعارض بحزم نشر الولايات المتحدة لنظام صواريخ متوسطة المدى في آسيا، وإن هذا النشر غير مرحب به من قبل دول المنطقة أيضا.

واضاف وانغ: “لقد مرت سنوات منذ أن أصدرت الولايات المتحدة إستراتيجيتها للمحيطين الهندي والهادئ، ولكن ماذا فعلت لدول المنطقة؟ لا شيء، باستثناء إثارة المشاكل وخلق النزاعات. لقد ثبت أنها عامل مدمر أكثر من كونها مساهما بناء”.

الصين شريك مفضل للعالم

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن دبلوماسية الصين ستستمر في تقديم دعم استراتيجي قوي وتعزيز بيئة خارجية مواتية للتحديث صيني النمط.

وأوضح أن الصين منحت حتى الآن دخولا بدون تأشيرة من جانب واحد لمواطني 38 دولة، كما مددت فترة العبور بدون تأشيرة إلى 240 ساعة لمواطني 54 دولة.

وأضاف وانغ أن الصين ستنشئ قنوات أكثر ملاءمة للسفر في الاتجاهين، مشيرا إلى أنه “قد تنضم المزيد من الدول إلى ‘دائرة الأصدقاء’ الخاصة بالإعفاء من التأشيرات، ما يعزز شعبية ‘السفر إلى الصين’ حول العالم”.

وأكد وزير الخارجية أن الصين ستقدم خدمات أكثر كفاءة تخص الشؤون الخارجية، وستنسق الموارد على مختلف المستويات، وستبتكر وستحدث البرنامج المميز لوزارة الخارجية الخاص بتعريف العالم بمقاطعات الصين، وستبني جسورا للتعاون في ظل استمرار انفتاح الصين.

وقال وانغ: “سنواصل العمل على تحسين بيئة الأعمال، والتوسع المطرد في الانفتاح المؤسسي، ودفع الانفتاح الطوعي بطريقة منظمة، إلى جانب مواصلة الانفتاح الأحادي على البلدان الأقل نموا”. وأضاف “سنقلص القائمة السلبية بشكل أكبر، وسنخفض عتبة الوصول إلى السوق، وسنحافظ على مكانة الصين كشريكة مفضلة للتعاون الدولي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *