التكنولوجيا تفتح طريقاً جديداً للتعاون الصيني-العربي
بكين :المشهد الصيني
يقام معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2024 في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر في بكين، ويشارك فيه عارضون من دول عربية وحضره العديد من المسؤولين العرب.
ومع استمرار تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي، لم يعد التعاون بين الجانبين يقتصر فقط على تجارة السلع المادية، بل ساهمت أشكال من التجارة عالية التكنولوجيا مثل التمويل الرقمي والذكاء الاصطناعي ونقل التكنولوجيا وغيرها في فتح قنوات جديدة للتعاون بينهما.
وقد حضر أحمد مصطفى فهمي، رئيس مكتب تمثيل جامعة الدول العربية لدى الصين، الدورة الـ23 لمنتدى “الحزام والطريق” لنقل التكنولوجيا والتعاون الدولي والابتكار على هامش معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2024، حيث اجتمع أكثر من مائة رجل أعمال من الصين ودول أخرى لتلخيص التجارب الناجحة السابقة واستكشاف التعاون المستقبلي المحتمل.
وقال فهمي إن نقل التكنولوجيا يشكل قوة دافعة هامة للتنمية الاقتصادية. وإنه في عصر العولمة الحالي، يتغير الابتكار العلمي والتكنولوجي بشكل متسارع وتسعى الدول إلى الحصول على التكنولوجيا والخبرة المتقدمة، وإن مبادرة الحزام والطريق تتيح مجالاً واسعاً لنقل التكنولوجيا. كما أشار إلى أنه فيما يتعلق بالتعاون مع الدول العربية على وجه الخصوص، أظهرت الصين والدول العربية إمكانات كبيرة في مجال نقل التكنولوجيا.
وأضاف أن الصين حققت إنجازات ملحوظة في مجالات السكك الحديدية فائقة السرعة واتصالات الجيل الخامس (5G) والتجارة الإلكترونية وغيرها، وأن هذه التقنيات المتقدمة لها أهمية كبيرة في تشييد البنى التحتية ودفع التنمية الاقتصادية في الدول العربية، لافتا إلى أن التكنولوجيات المتقدمة الصينية قدمت مساهمة في بناء البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الدول العربية.
وتابع قائلا “على سبيل المثال، فيما يتعلق بتكنولوجيا سكك الحديد، تشارك الصين خبرات البناء والمعايير الفنية المتعلقة بسكك الحديد مع الدول العربية لمساعدتها على تحسين كفاءة النقل وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وفي مجال تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس يمكن للطرفين إجراء البحث والتطوير وترويج التطبيقات بشكل مشترك لتعزيز التحول الرقمي في الدول العربية”.
ومع تطور التجارة الإلكترونية عبر الحدود، تحققت في السنوات الأخيرة نتائج طيبة في بناء البنى التحتية اللازمة في مجال التمويل الرقمي. وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط تحديداً، فإن ظروف التنمية الاقتصادية تختلف من بلد إلى آخر، كما تختلف سياسات الاستيراد، والسياسات المتعلقة بالنقد الأجنبي والمدفوعات عبر الحدود، حتى أن المستهلكين في بعض الدول العربية يفضلون استخدام خطاب الاعتماد في تسوية المعاملات.
وفي هذا الصدد، أشارت جيانغ لين، مديرة العلامات التجارية في سوق رأس المال والأعمال بمحطة علي بابا الدولية، إلى أنه يصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التعامل مع هذه الاختلافات ذات الصلة بنفسها. أما شركتها، فقد أسست بعد سنوات عديدة من الجهد قاعدة من البيانات الضخمة لخطابات الاعتماد ونظاما خاصا بائتمان المشترين، ما مكنها من مساعدة التجار على إتمام المعاملات التجارية بشكل أفضل.
وقالت جيانغ لين إنه خلال السنوات الخمس الماضية، ارتفع حجم الطلبات وعدد المشترين من منطقة الشرق الأوسط على محطة علي بابا الدولية، وفي ظل ذلك اكتسبت المحطة خبرات عدة تضمنت تلبية المتطلبات الاقتصادية والسياساتية والثقافية والرقابية والتنظيمية لمختلف البلدان، بل وساعدت المحطة التجار على بناء بنية تحتية رقمية من خلال الاستعانة بقدرات تكنولوجية جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وهذا سمح لمختلف التجار بالاستمتاع بالتيسيرات ذات الصلة عند ممارسة الأعمال التجارية عبر الحدود.
تعد مجموعة عجلان وإخوانه القابضة السعودية واحدة من أكبر الشركات الخاصة السعودية في الصين. وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تشارك فيها المجموعة في المعرض. وقد ذكر يان شيوي قوانغ نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة والمسؤول عن أعمال المجموعة في الصين، “لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تطور الشركات الصينية بسرعة كبيرة، سواء فيما يتعلق بالمنتجات أو الخدمات أو الثقافة المؤسسية أو الهيكل التنظيمي وما إلى ذلك، فهي تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة في العالم. ونأمل في التعاون معها”.
ولفت يان إلى أنه بعد طرح “رؤية السعودية 2030″، أنشأت مجموعة عجلان وإخوانه القابضة فريقا استثماريا في الصين، رغبة منها في مساعدة الشركات الصينية الرائدة في مختلف الصناعات على دخول المنطقة العربية.
وأضاف قائلا “إننا نتعاون حاليا أيضا مع شركات التكنولوجيا في الصين لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المملكة واستخدامها في العمليات المالية كأداة لمكافحة غسل الأموال ومكافحة الاحتيال”.