2024-11-02

فيحاء وانغ تكتب: الرئيس الصيني في زيارة لروسيا من أجل السلام

بقلم فيحاء وانغ شين
وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين ( 20 مارس ) إلى موسكو في مستهل زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام تركز على تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وهي أول رحلة خارجية لشي منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين، رحلة صداقة وتعاون وسلام.
ومن المقرر أن تضع الزيارة مخططا لتطوير شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد. كما أنها ستدفع التعاون العملي بين البلدين، وستضخ زخما قويا في الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والازدهار من أجل البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك للبشرية.
في وقت سابق من الشهر الجاري، انتشرت لقطات لباندا صينية تُدعى رويي على الإنترنت، والتي ظهر فيها وهو يلعب ويتناول الخيزران الطازج في حديقة حيوان موسكو. انتقل رويي ورفيقته دينغدينغ رسميا إلى منزلهما الجديد في موسكو خلال حفل كبير حضره شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في يونيو 2019.
خلال تلك الزيارة، وقع الزعيمان وأصدرا بيانا مشتركا يرفع العلاقات الثنائية إلى شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، ويفتح فصلا جديدا في العلاقات الصينية-الروسية يتميز بمستوى أعلى وتطور أكبر.
والآن شي على وشك أن تطأ قدمه الأراضي الروسية للمرة التاسعة كرئيس للصين. على مدى العقد الماضي، التقى رئيسا الدولتين مع بعضهما البعض في حوالي 40 مناسبة. ولطالما كانت التبادلات المتكررة وعالية الجودة هي الدافع لتنمية العلاقات الصينية-الروسية.
وشهدت السنوات الماضية نموا مطردًا للعلاقات الصينية-الروسية مع توقيع مجموعة من الوثائق المهمة مثل بيان مشترك بشأن التعاون المربح للجانبين وتعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بينهما عام 2013، والبيان المشترك بين الصين وروسيا بشأن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة في 2014، والبيان المشترك عام 2015 بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق والدعوة إلى التعاون المربح للجانبين، والبيان المشترك بين الصين وروسيا بشأن زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا عام 2017.
وفي عام 2021، احتفل الرئيسان بالذكرى العشرين لمعاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا واتخذا قرارا بتمديد الاتفاقية.
ونظرا لأن العالم يواجه تغييرات عميقة لم نشهدها من قبل وجائحة غير مسبوقة، فقد حافظ شي وبوتين على اتصال وثيق من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك عقد اجتماع خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022 وإجراء محادثات تقليدية عبر الإنترنت في نهاية العام ومكالمات ورسائل، إلى جانب المشاركة عبر رابط الفيديو في مراسم وضع حجر الأساس لمشروع تعاون ثنائي في مجال الطاقة النووية وفعاليات كبرى أخرى أقيمت في دولتيهما.
وفي إطار القيادة المشتركة لرئيسي الدولتين، نمت الشراكة الثنائية بين البلدين بشكل أكثر نضجا ومرونة.
وفي الوقت نفسه، تستند العلاقات الصينية-الروسية إلى عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث. ولا تشكل العلاقات أي تهديد لأي دولة أخرى في العالم، كما أنها لا تخضع لتدخل أو استفزاز من جانب أي طرف ثالث.
إن روسيا والصين نفذتا تعاونا نشطا بتوجيه من رئيسي الدولتين خلال السنوات العشر الماضية، معربا عن تطلعه لأن يفتح زعيما البلدين مزيدا من المجالات الجديدة للتعاون الثنائي في المستقبل.
إن لعبة شد الحبل بين طرفي العودة إلى عقلية الحرب الباردة وإثارة الانقسام والعداء وتأجيج المواجهة بين الكتل من ناحية، والعمل من منطلق الصالح العام للبشرية لتعزيز المساواة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع من ناحية أخرى، أمر يختبر حكمة القادة في الدول الكبرى بالإضافة إلى إدراك البشرية جمعاء. لقد أثبتت الحقائق مرارا أن الاحتواء والقمع لا يحظيان بشعبية، وأن العقوبات والتدخل مآلهما الفشل.
كلما كان العالم أكثر اضطرابا، ينبغي أن تمضي العلاقات بين الصين وروسيا إلى الأمام بشكل أكثر ثباتا.
وبصفتهما الدولتين المؤسستين لمنظمة شانغهاي للتعاون، فقد دفع الجانبان التعاون متعدد الأطراف إلى الأمام، ووسعا تركيز المنظمة من الأمن إلى السياسة والاقتصاد والتبادلات الشعبية والثقافية. كما قدما إسهامات مشتركة لتحسين النظام العالمي والتنمية العالمية والإقليمية، فضلا عن أمن أعضاء المنظمة.
وفي إطار آلية بريكس، لعبت بكين وموسكو، جنبا إلى جنب مع أعضاء آخرين، دورا نشطا في دفع إصلاحات الحوكمة الاقتصادية العالمية، وخلقتا بشكل مشترك صوتا أقوى في القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية. وقد مكنت هذه الجهود الاقتصادات الناشئة والدول النامية من أن يكون لها رأي أكبر على المسرح العالمي. لقد أصبحت الاقتصادات النامية، والمتمثلة في دول بريكس، المحرك الجديد للعولمة الاقتصادية في عالم اليوم الذي يعاني من بروز الشعبوية والحمائية.
إن الصين وروسيا، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وطرفين مهمين في مجموعة العشرين وأبيك وفي مجموعات رئيسية أخرى على الساحتين العالمية والإقليمية، عملتا بشكل وثيق إزاء القضايا المتعلقة بالوضع في شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان، وكذلك القضية النووية الإيرانية. لقد لعبت الدولتان دورا رائدا في تعزيز التعددية القطبية والديمقراطية في العلاقات الدولية وحماية التوازن والاستقرار الاستراتيجيين على الصعيد العالمي.
وبعد مرور عشر سنوات، ستواصل الصين العمل مع روسيا لمتابعة اتجاه العصر، ودفع الوحدة والتعاون على الصعيد العالمي واحتواء الانقسام والمواجهة، من أجل تقديم إسهامات جديدة وأكبر في سلام البشرية وتنميتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *