الشركة الوطنية الصينية للبترول CNPC تُقَدم مُعدات إلكترونية تقنية إلى جامعة الجزائر 2
عبد القادر خليل*
تربط الجزائر بالصين علاقات تقليدية قوية وعريقة، تتميز بالجودة والثقة المتبادلة والتعاون المثمر لكلا الطرفين، حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية الصين الشعبية منذ 65 عاماً وتحديداً في 20 ديسمبر 1958، أيْ مباشرةً بعد تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك.وعلى مَر عقود من الزمن، تعززت العلاقات بين البلدين لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مما خلق بيئةً مناسبة وخصبة للتعاون الثُنائي المُوَسَع في جميع المجالات، بما في ذلك مجال التعليم العالي والبحث العلمي الذي يشهد تَطوُراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث شَمل تبادل الوفود الطلابية، والمشاركة المتبادلة في مختلف التظاهرات العلمية والثقافية بكلا البلدين، وتقاسم الخبرات في مجال البحث والتطوير والتقدم التكنولوجي والتلقين اللغوي. وفي هذا الإطار ودعما لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، بادرت الشركة الوطنية الصينية للبترول بتقديم معدات إلكترونية تقنية هبةً من الشركة إلى جامعة الجزائر2 (أبو القاسم سعدالله)، في حفل التسليم المُنْتَظَم يوم الأحد 27 أكتوبر 2024 بقاعة المحاضرات مُفدي زكريا بكلية اللغات الأجنبية. إذ أن هذه المبادرة التي تعبر عن جودة علاقة التعاون الثنائي بين الشركة والجامعة، جاءت لتعُزِزَ أواصر الصداقة الصينية الجزائرية، وتدعم الوسائل البيداغوجية في كلية اللغات الأجنبية خاصةً.حضر هذا الحدث الهام كل من البروفيسور السعيد رحماني مدير جامعة الجزائر2، والسيد تشاو بينغشنغ القائم بالأعمال لسفارة الصين في الجزائر، والسيد جان يونغشانغ مدير العلاقات العامة للشركة الوطنية الصينية للبترول، ومسؤولين من الشركة والجامعة والسفارة، هذا إلى جانب حضور طلاب ومُدَرسي قسم اللغة الصينية الذي تم تأسيسه هُنَا خلال بداية الموسم الدراسي الحالي. وفي كلمته بهذه المناسبة، رحب السيد رحماني بضيوف الجامعة ترحيبا حارا، مُنوها بتميز العلاقات التي تربط بين الجزائر والصين، وبالتعاون المتواصل بين جامعة الجزائر2 والشركة الصينية والسفارة الصينية بالجزائر مُمَثَلَةً بالملحق الثقافي للسفارة، مما يٌعزز الصداقة المتميزة التي تجمع البلدين مند عقود.ومن جانبه أعرب السيد جان يونغشانغ عن تهانيه الحارة للجامعة وللجزائر بإنشاء قسم اللغة الصينية في هذه الجامعة، مُعتبراً إياه رمزاً للصداقة الصينية الجزائرية ومنصةً للتبادل والتعاون الثقافي والعلمي بين البلدين، ومُتمنياً أن يُحَقِقَ مسار تدريس اللغة الصينية في الجزائر نجاحاً وازدهارا كبيراً في المستقبل القريب، وموجها عبارات الشكر والامتنان للسفارة الصينية بالجزائر وخص بالذكر السيد تشاو القائم بالأعمال، على دعمه ومرافقته ومساهمته الفعالة في تنفيذ مبادرة التبرع هده من الشركة إلى جامعة الجزائر2، التي اعتبرها بمثابة حجر الزاوية في تنمية الأمة و الذي يُجسِد مستقبلها، باعتبار أن سي أن بي سي تولي أهمية كبيرة ومسئولية اجتماعية من خلال دعمها للقضايا التعليمية في كل مكان، معتبرا أن هده الدفعة المتواضعة من معدات التدريس الالكترونية ستخلق بيئة تعليمية سَلسة.وفي ختام مُداخلته قدم السيد جان يونغشانغ نبذة قصيرة تعريفية عن شركة CNPC. الشركة الوطنية الصينية للبترول CNPC الشريك الاقتصادي والاجتماعي للجزائر تعتبر الشركة الوطنية الصينية للبترول CNPC أكبر مُنتج ومورد للنفط والغاز في الصين، فضلاً عن كونها واحدة من أكبر مزودي خدمات حقول النفط في العالم، حيث تغطي عملياتها كافة مراحل سلسلة صناعة النفط والغاز ولديها سمعة عالمية في مجال الإنشاءات الهندسية، كما تتواجد وحداتها في أكثر من 25 دولة.للشركة الصينية CNPC اتفاقيات تعاون واستثمار مع أكبر شركة وطنية جزائرية للنفط والغاز ((سوناطراك)) في مجالات عديدة تشمل جميع جوانب الإنتاج والاستكشاف والاستخراج والنقل والتكرير والإنشاء.ولم يقتصر نشاط CNPC في الجزائر على دعم الاقتصاد والاستثمار، بل تعدى ذلك ليساهم في ترقية الحياة الاجتماعية عبر مختلف مناطق البلاد، بما فيها الجنوب الجزائري الكبير. فبادرت الشركة بتقديم الدعم بالمُستلزمات الضرورية إلى الجمعيات الاجتماعية والنوادي الرياضية والمدارس الابتدائية، وقامت بحفر آبار المياه الصالحة للشرب للمحليين وبناء الطُرُق في القُرى بالمناطق الريفية..كما كان للشركة حضور متميز في الفعاليات المتنوعة التي تنظمها السفارة الصينية في الجزائر، على غرار الملتقيات والمسابقات العلمية والثقافية وحفلات الاستقبال والزيارات، وغيرها…هذا ولم تذخر الشركة جهدا في التدخل بما لديها من إمكانيات خلال الظروف الطارئة مثل الكوارث الطبيعية وتفشي وباء كورونا، ترسيخا لما تحمله من مسئولية اجتماعية، لتساهم بكل إيجابية في التنمية المُستدامة وترقية حياة المجتمع. الحرف التقليدية الصينية تٌبهر طلاب جامعة الجزائر2تزامن تنظيم حفل تسليم الهبة الصينية من الشركة الوطنية الصينية للبترول CNPC إلى جامعة الجزائر2، مع يوم اختتام الأسبوع الثقافي الصيني بالجزائر، هذا الأخير الذي يندرج ضمن الفعاليات الفنية والثقافية الاحتفالية بمناسبة الذكرى 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر.فاحتضن بهو كلية اللغات الأجنبية معرضاً مُمَيَزاً للحرف اليدوية الصينية، عرض فيه الحرفيون الصينيون نماذج متنوعة مما تزخر به الثقافة الصينية من تنوع وثراء، فكان معرضا رائعاً جداً، نال إعجاب وانبهار جميع الزوار، وخاصة طلاب وأساتذة الجامعة. وكان فرصة لتعريف الجزائريين بالثقافة والحضارة الصينية العريقة، وما زاد المعرض جذبا واهتماما للزوار هو تلك الورشات المفتوحة من طرف الحرفيين الصينيين التي من خلالها أبرزوا مهاراتهم في الإنجاز المباشر لتلك الأعمال الحرفية اليدوية الرائعة كفن الحرير، فن النسيج النخيلي، فن العجين ، فن النسيج بالحبال، تطريز سوتشو، الرسم بالسكر. *مدير تحرير شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية،عضو مجلس الإدارة في الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل