رواية”منام ميت ” توقظ حقبة الحكم العثماني بالجزائر و”تشرحه ” على منضدة المفارقات والصراعات

الخرطوم:عبدالوهاب جمعة
صدرت في الجزائر رواية “منام ميت” للصحفي الجزائري المميز موهوب رفيق، وتعد الرواية أول تجربة روائية للصحفي موهوب رفيق،يقول رفيق :” أعتبرها مغامرة حقيقية داخل عالم الرواية والأدب عامة” ويشير إلى أنها محاولة لتجسيد هاجس الكتابة الجمالية الذي ظل يراوده منذ دخوله ساحة الكتابة ومعترك القلم، باعتباره رجل إعلامي.
وبالرغم من معرفة الجميع الفرق الشاسع بين الكتابة الصحفية الإعلامية والكتابة الأدبية الجمالية الا أن الصحفي رفيق يعي جيدا ذلك الفارق ويحسه بكل أبعاده ويقول رفيق :” هو من دفعني للإنطلاق في التجربة دون التفكير في النتائج أو تبعات ما سينتج عن العمل، كانت رغبة ملحة للكتابة استطعت تحقيقها بعون الله، وتجسدت أخيرا في هذه الرواية التي بين أيديكم”.
علي الغسال ، الشخصية الاساسية في الرواية والتي تعرضت حياته للتحول الجذري الذي يشبه تحولا خرافيا سينمائيا، من رجل متشرد إلى غسال موتى لدى القصر إلى “داي” على راس دولة. يمثل وبشكل قوي حقبة من تاريخ الجزائر ويشهد على طبيعة الدولة السياسية وبكل مفارقات الاجتماعية والثقافية.
اختبار رفيق لموضوع الرواية او عمود القصة لم يكن خيارا اعتباطيا ولا حتى موضوع صدفة ما، بل كان خيارا واعيا يشبه ضرورة غامضة دفعته للبحث في الموضوع وتتبعه، وباعتبار أن تكوينه الجامعي كان في مجال الدراسات التاريخية فقد ساعده ذلك على البحث بشكل منهجي دون ترك المجال للخيال والتأويلات لإفساد الحقيقة التاريخية المبنية عليها الرواية والمتمثلة في شخصية علي الغسال.
يقول رفيق :” لا أعتبر روايتي عملا تاريخيا ولا حتى رواية تاريخية، لأنني كمتخصص في مجال التاريخ والكتابة الإستقصائية اعرف أن التاريخ لا يُستمد من الروايات، لأن الجانب الإبداعي فيها يجعل من الخيال عاملا مهما ولاعبا في العملية، لكنني و بكل تواضع أتمنى أن تستقبل روايتي في عالم الادب كقراءة تاريخية لفهم الحاضر ، ذلك لأن البعد الرمزي فيها هو الأهم”.
“الحقبة العثمانية وإن كانت تمثل ثلاثة قرون من تاريخ الجزائر، فإن الجزائريين لا يعرفون عنها شيئا، ويتعاملون معها وكأنها تاريخ لا يعنيهم إذ لا يحسون ارتباطا عضويا بينهم وبين تلك الحقبة وهذا راجع لسببين، مخلفات الإحتلال الفرنسي والذي يشكل حاجزا تواصليا تاريخيا بين حقبتين، وراجع كذلك للنظام التعليمي الذي لا يعطي لهذه الحقبة أهميتها الحقيقية في التدريس والتعريف بها”.
علي الغسال ، الشخصية الاساسية في الرواية والتي تعرضت حياته للتحول الجذري الذي يشبه تحولا خرافيا سينمائيا، من رجل متشرد إلى غسال موتى لدى القصر إلى “داي” على راس دولة. يمثل وبشكل قوي حقبة من تاريخ الجزائر ويشهد على طبيعة الدولة السياسية وبكل مفارقات الاجتماعية والثقافية.
يشير رفيق إلى أن “علي الغسال” لا يعتبره حالة متفردة في شكل النظام السياسي العثماني، لأن الأمثلة كثيرة من حالات تثير العجب ، تبدو خارجة من قصص الف وليلة ولكنه يعتبره كشاهد على طبيعة نظام ولد من المفارقات وبني على صراعات ، وأعتبره كذلك ممثلا لتاريخ الجزائري وجزءا منه لا يمكن تجاوزه إلا بعد دراسته وفهمه
ويلفت رفيق إلى تلك المفارقات والصراعات بالقول :” هذا لأنني لا زلت أعتبر أن الحقبة العثمانية وإن كانت تمثل ثلاثة قرون من تاريخ الجزائر، فإن الجزائريين لا يعرفون عنها شيئا، ويتعاملون معها وكأنها تاريخ لا يعنيهم إذ لا يحسون ارتباطا عضويا بينهم وبين تلك الحقبة وهذا راجع لسببين، مخلفات الإحتلال الفرنسي والذي يشكل حاجزا تواصليا تاريخيا بين حقبتين، وراجع كذلك للنظام التعليمي الذي لا يعطي لهذه الحقبة أهميتها الحقيقية في التدريس والتعريف بها”.
سيجد القارئ في منامات ميت إجابات عن تساؤلات ، وتدفعه كذلك ليطرح تساؤلات أخرى وإن حدث هذا فذلك اقصى ما يتمناه الكاتب والصحفي موهوب رفيق.
رواية “منام ميت” صدرت في نسخ ورقية ، ويمكن الحصول عليها رقميا من أي متجر اليكتروني.