2024-04-18

عائشة أحمد بشير تكتب: تعلم ” الصينية” ممتع وشيّق وليست لغة صعبة

ترغب عائشة أحمد بشير في نقل صورة تعلم اللغة الصينية عبر عدستها الخاصة والتي تبتعد عن النظرة السائدة والقاصرة والتي ترى ان تعلم اللغة الصينية صعب ..وترى ان وصف اللغة الصينية بالصعب غير منصف في حق اللغات … بل ترى عائشة ان للغة الصينية درجة من التفرّد في الخصائص وتعد ميزة من ميزاتها …. تعلم اللغة الصينية أصبح أسهل وانتشرت اللغة الصينية بشكل أسرع وأفضل

بقلم: عائشة احمد بشير

تُصيب الكثير من الناس حالة من الدهشة عند سماع أن شخصاً ما يقوم بتعلم اللغة الصينية، فالشائع لدى معظمهم أنها أحد أصعب اللغات في العالم.

أرغب في نقل الصورة من عدستي الخاصة كمتحدثة باللغة الأصعب في العالم ودارسة لأحد أصعب اللغات كذلك (على حسب التقدير السائد)، لا أرى بأن وصف “الصعوبة” مُنصِف في حق تعلّم اللغات، بل أرى تلك الدرجة من التفرّد في الخصائص ما هي إلا ميزة من ميزاتها.

يعود هذا الاعتقاد نسبة للاختلاف الكبير بين اللغة الصينية عن بقية اللغات، فالأولى تختلف في أنها ليس لها أحرف أبجدية، بل رموز تُمثّل كلمات، فتركيب الجملة الصينية يعتمد بشكل مباشر على معرفة عدد من الرموز، فالشخص الصيني المتعلم يستطيع التعرف على  4000 إلى 6000رمز،

فمثلاً عندما نريد أن نلقي التحية باللغة العربية (مرحباً) نحتاج لأن نعرف خمسة أحرف، أما بالنسبة للغة الصينية فستحتاج لأن تعرف رمزين هما(你好)تتكون هذه العبارة من رمزين كل منهما يمثّل معنى لوحده، وحين نقوم بجمعهما يعطيان معنى (مرحباً) ومن هذا المنطلق عزيزي القارئ تستطيع أن تستنتج بأنها ( لغة تراكيب).

أما النظام الصوتي للغة الصينية فهو يعتمد على المقاطع الصوتية، يحتاج المتحدث باللغة الصينية للإلمام بالنغمات الرئيسية التي تميّز المقاطع الصوتية ومن شأنها أن تغير المعنى. 

تعلم اللغة الصينية أصبح أسهل وانتشرت اللغة الصينية بشكل أسرع وأفضل بعد استخدام نظام يتكون من أحرف لاتينية يعرف بالـ pinyin، وهو وباختصار كيفية نطق الرموز الصينية باستخدام مجموعة محددة من الأحرف اللاتينية، ففي المراحل الأولى من تعلم اللغة الصينية سيساعد هذا النظام الدارس على التعرف على طريقة نطق الرموز حتى يتمكن من حفظها.

كل هذه الخصائص (رموز، نغمات، تراكيب) جعلت من تعلم اللغة الصينية عملية ممتعة وشيّقة، فعند نطق مجموعة كلمات تجد نفسك تستحضر جميع حواسك وتعير حديثك اهتماماً وانتباهاً أكثر لكي لا تغيّر في نغمة كلمة ما فيؤثر ذلك على المعنى المُراد إيصاله، حتى الرموز التي تبدو كأحاجي للبعض يوجد خلف كل منها قصة، فإما أن يرتبط معناها بشكلها فمثلا الرمز (人) في شكله يشبه قدما الإنسان أثناء المشي، وهذا الرمز معناه (إنسان). ورموز أخرى لها دلالات صوتية معينة فحيثما وُجدت يعرف القارئ نطقها حتى لو لم يستحضر معناها.

  • عائشة أحمد بشير

طالبة في جامعة الخرطوم كلية الآداب قسمي اللغة الصينية والإنجليزية /المستوى الثالث ، ومعلمة لغة صينية في معهد فيجن ومعهد فيستا ،وتعمل ايضا مسؤولة قسم التسويق بشركة ساب الهندسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصفح ايضاً