2024-12-03

لجنةُ الصحة الوطنية الصينية: التقريرُ البحثي الخاص بتتبع منشأ الفيروس في الصين سيصمدُ أمام اختبارات العلم والتاريخ

الحكومة الصينية تدعم دائماً التتبع العلمي لفيروس كورونا المستجد، لكنها تعارض بشدة تسييس هذه المسألة، ويجب على منظمة الصحة العالمية أن تعمل بنشاط وثبات على تعزيز جهودها لتتبع منشأ الفيروس في مختلف دول ومناطق العالم، وتعميق التعاون والتبادلات الدولية في الأبحاث الخاصة بهذا الشأن

بقلم/ سعاد ياي

منذ تفشي وباء كورونا الجديد (كوفيد 19)، يحظى تتبع منشأ الفيروس باهتمامات واسعة النطاق على الصعيد العالمي.

وفي هذا الصدد، أكدت الصين، أكثر من مرة، دعمها الكامل لعمل خبراء منظمة الصحة العالمية، ومعارضتها تسييس هذا الموضوع.

ويوم ال30 من مارس الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها البحثي المشترك مع الخبراء الصينيين بشأن تتبع مصدر فيروس كورونا المستجد في الصين.

وفي يوليو الماضي، عقد المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة الصيني مؤتمراً صحفياً أكد فيه نائب مدير لجنة الصحة الوطنية الصينية تسنغ يي شين أن هذا التقرير البحثي يمكن أن يصمد أمام الاختبارات العلمية والتاريخية، ومن الواجب أن تجري أبحاث تتبع منشأ الفيروس في مختلف دول ومناطق العالم في المرحلة التالية.

وقال تسنغ، إنه خلال الزيارة السابقة لخبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين، كانت السلطات الصينية المعنية تدعم بشكل كامل عملهم، وبذلت أقصى جهودها لتنظيم وتنسيق الأجهزة المعنية لتلبية كل احتياجاتهم، وسمحت لهم بزيارة كل الأماكن والأجهزة التي أرادوا الذهاب إليها والالتقاء بجميع الأشخاص الذين رغبوا في مقابلتهم، وكانت عملية إعداد التقرير ملتزمة تماماً بالمعايير العلمية.

وخلال الأشهر الماضية التي تلت إصداره، أظهرت المزيد من الأدلة العلمية أن التقرير له قيمةٌ موثوقٌ بها، ويمكنه أن يصمد أمام اختبارات التاريخ.

لكن منظمة الصحة العالمية أصدرت في ال15 من يوليو الماضي خطة تتبع منشأ الفيروس للمرحلة الثانية، التي تتخذ فرضية “تسربه من مختبر صيني” كأولوية لبحثها العلمي.

وبخصوص هذا، أكد نائب مدير لجنة الصحة الوطنية الصينية تسنغ يي شين، أن ذلك يخالف القواعد العلمية، والجانب الصيني لن يقبل بمثل هذه الخطة بشأن تتبع منشأ الفيروس.

ومن جانبه، أكد يوان تشي مينغ مدير مختبر ووهان الوطني للسلامة البيولوجية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم والباحث بمعهد ووهان لعلم الفيروسات، أن مختبر P4 بمدينة ووهان لديه أعلى مستوى من الحماية والسلامة الحيوية، ولم يحدث أي حدث تسرب للفيروسات أو العدوى البشرية  فيه منذ تشغيله عام 2018، مؤكداً أن المختبر تم تصميمه وإنشاؤه وتشغيله وفقاً للمتطلبات الدولية والمعايير الوطنية، ولديه مرافق مستقرة وموثوقة لحماية السلامة الحيوية، وفيه نظام كامل لإدارة السلامة الحيوية وفريق من العاملين المحترفين، مشدداً على أن الشائعات بحق معهد ووهان للفيروسات ليس عليها أي دليل علمي.

كما نعرف أن الحكومة الصينية تدعم دائماً التتبع العلمي لفيروس كورونا المستجد، لكنها تعارض بشدة تسييس هذه المسألة، ويجب على منظمة الصحة العالمية أن تعمل بنشاط وثبات على تعزيز جهودها لتتبع منشأ الفيروس في مختلف دول ومناطق العالم، وتعميق التعاون والتبادلات الدولية في الأبحاث الخاصة بهذا الشأن، من أجل إيجاد المصدر الأكثر احتمالاً للفيروس في أقرب وقت ممكن، حتى يتجنب العالم حدوث مثل هذا الوباء مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصفح ايضاً