2024-09-19

التراث الثقافي غير المادي.. تاريخ الصين ينبض بالمستقبل

التراث الثقافي غير المادي الصيني .. روح حضارة الصين العتيقة يتطلع الى المستقبل مدفوعا بمعارض واجراءات حماية وتطوير.. عزز التراث الثقافي غير المادي مكانة الصين في خارطة السياحة العالمية

اعداد : سعاد ياي شين هوا  

مدينة بكين ووزارة الثقافة والسياحة الصينية ترفعان من قيمة التراث الثقافي المادي ، وتفتح بكين ووزارة الثقافة والسياحة  نوافذ جديدة لنمو ذلك التراث الذي يعبر عن قصة حياة الصينيين منذ الازل والى الان.

 افتتحت في بكين العاصمة الصينية ” مهرجان التسوق للتراث الثقافي غير المادي”، ويشمل المهرجان ” زيارة بكين وضاحيتها”.

ترويج  “التاريخ النابض”

تقول سعاد ياي المختصة في الثقافة والسياحة في الصين ان المهرجان  يستهدف  ترويج منتجات بكين المحلية وتعريف الناس بذلك التراث بجانب ايضاح اهمية حماية التراث الثقافي غير المادي

وتشير سعاد  الى بكين  تتمتع بكين بتاريخ عريق ويرجع تاريخها إلى ما قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة.

وتقول مختصة الثقافة الصينية ان بكين كانت عاصمة لمختلف الأسر الملكية في تاريخ الصين مشيرة الى ان ذلك منح  لهذه المدينة ثقافات عريقة ومتنوعة واضافت : ” على مر الزمن تشكلت علامات تجارية مشهورة وذات تاريخ طويل في بكين”.

وتقول سعاد : ” التراث الثقافي غير المادي بمثابة روح الماضي الذي تنبض في دواخلنا .. وتعيش فينا منذ الازل الى الابد”.

تعد سعاد ياي سلسلة حلقات على منصات التواصل الاجتماعي تعرف بالصين وثقافتها الضاربة في التاريخ.

وسعاد احد الاصوات الصينية الشابة التي تعيد تعريف الثقافة الصينية للعالم العربي، وتكتب سعاد مقالات رصينة في الثقافة والحياة المعاصرة في الصين، كما انها تكتب لـ ” المشهد الصيني”.

ويشمل ” التراث الثقافي غير المادي” التقاليد الشفهية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية

واهمية ” التراث الثقافي غير المادي” تظهر في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر والقيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف

متغير جديد.. نمو الطلب الثقافي والسياحي

واولت مدينة بكين في السنوات الاخيرة اهتمام كبير بالتراث الثقافي غير المادي.

  أعلنت بكين عن مجموعة من الإجراءات لتحفيز الطلب في مجالي الثقافة والسياحة مع سيطرة المدينة على فيروس كورونا الجديد، وذلك وفقا لمبدأ توجيهي جديد صادر عن حكومة البلدية.

وأشار المبدأ التوجيهي أن المدينة ستشجع المواقع الخلابة على تقديم السياحة عبر الإنترنت، أو “السياحة السحابية”، وتنفيذ سلسلة من خطط الترويج السياحي ، وتوجيه المواطنين في جولات شخصية ومتمحورة حول الأسرة.

وستوسع بكين أيضا نطاق تغطية “الخدمات الطرفية الذكية” من أجل تسهيل الخدمات في مجالات الرعاية الصحية والثقافة والتعليم للناس.

وستُوجه المساعدة الموجهة إلى الشركات الصغيرة المنخرطة في الابتكار التكنولوجي والخدمات الموجهة للمستهلكين. وقال المبدأ التوجيهي إنه يتم تشجيع المواقع ذات المناظر الخلابة والمتنزهات على تقديم المزيد من الخصومات خلال أيام الأسبوع العادية لتعزيز الطلب.

هدف مزدوج .. حماية  وتطوير

وفي الاثناء ، وافقت وزارة الثقافة والسياحة الصينية على خطط لبناء منطقتين تجريبيتين لحماية البيئة الإيكولوجية الثقافية على المستوى الوطني.

وذكرت الوزارة أن المنطقتين سيتم إنشاؤهما في مدينة جينغدتشن بمقاطعة جيانغشي بشرقي الصين ومدينة لويانغ بمقاطعة خنان بوسط الصين

وستبرز جينغدتشن المعروفة باسم عاصمة الخزف الصيني، في المنطقة التجريبية تاريخها العريق في صناعة الخزف، في حين ستسلط مدينة لويانغ الضوء على الحضارة القديمة على طول النهر الأصفر، وفقا للوزارة.

وقالت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت إن السلطات المحلية بحاجة إلى صياغة إجراءات التشغيل وبناء وتحسين أنظمة المراقبة ووضع سياسات حماية متعددة الأوجه ذات صلة بالمنطقتين.

ووفقا للوزارة، يجب إكمال خطة شاملة لبناء منطقتين لحماية البيئة الإيكولوجية الثقافية في غضون عام واحد.

وبدأت الصين في بناء مناطق وطنية لحماية البيئة الإيكولوجية الثقافية خلال السنوات الأخيرة للمساعدة في تطوير الثقافات التقليدية في المناطق ذات التركيزات العالية من موارد التراث الثقافي غير المادي.

وتم تحديد سبع مناطق حتى الآن كمناطق وطنية لحماية البيئة الإيكولوجية الثقافية.

تمضي مدينة بكين و وزارة الثقافة والسياحة الصينية قدما في تعزيز التراث غير المادي وخلق فرص نمو له من خلال التسويق واستخدام الانترنت في الترويج له..وهو ما جعل السياحة في الصين اكبر القطاعات الاقتصادية نموا في السنوات الاخيرة.

  • تحرير: عبدالوهاب جمعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *