باحث أمريكي بارز يحذر من النظرية المعادية للصين في ظل تفشي كوفيد-19
انتقد البروفيسور جيفري دي ساكس مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، “الكذبة الكبيرة” للحكومة الأمريكية بأن “الصين هي سبب مشاكل أمريكا”.
واشنطن: المشهد الصيني
حذّر باحث أمريكي بارز ، من أن إلقاء اللوم على الصين فيما يتعلق بكوفيد-19، بأكاذيب طائشة “يمكن أن يدفع العالم إلى صراع”.
وفي مقال رأي نشرته شبكة “سي أن أن CNN ” الأمريكية، انتقد البروفيسور جيفري دي ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، “الكذبة الكبيرة” للحكومة الأمريكية بأن “الصين هي سبب مشاكل أمريكا”.
لقد دأبت القوى اليمينية الأمريكية، حتى على الادعاء بأن فيروس كورونا الجديد، كان نتيجة لإطلاق عرضي (للفيروس) من مختبر صيني، وأن “التستر” في الصين، قد أعاق استجابة عالمية فعالة.
ولكن مثل هذه الادعاءات قد تم رفضها تماما من قبل العلماء والخبراء في جميع أنحاء العالم. ووفقا لـCNN، فإنه حتى أنتوني فاوتشي، الخبير البارز بالأمراض المعدية، الذي يرأس فريق عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للاستجابة للفيروس، والنتائج التي لا تزال سرية لوكالات الاستخبارات الأمريكية وحليفاتها (تحالف العيون الاستخبارية الخمسة)، يرفضون تماما مثل هذه الادعاءات.
ووصف البروفيسور ساكس هذه الاتهامات بأنها “متهورة وخطيرة”، محذرا من أنها “قد تدفع العالم إلى صراع مثلما فعلت أكاذيب إدارة بوش بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، في دفع الولايات المتحدة إلى الحرب في عام 2003”.
وعلى الرغم من النتائج والتحليلات العلمية التي أشارت إلى الأصل الطبيعي للفيروس، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد “هناك قدر كبير من الأدلة التي تشير إلى أنه (الفيروس) قد خرج من ذلك المختبر في ووهان”.
وفي مقال الرأي، كتب ساكس أن الوضع الحالي يذكّر البلاد “بنهاية حقبة مكارثي”، مُستذكرا بأن السيناتور جوزيف مكارثي استخدم “الأكاذيب والتلميحات لإخافة الأمريكيين ودفعهم للخضوع”.
وكتب ساكس يقول “إنه إلى جانب الادعاء بأن (الفيروس) خرج من مختبر، فإن الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام اليمينية، تتهم أيضا الصين بالتغطية على تفشي الفيروس، بشكل عام، لأسابيع”، مضيفا “ولكن، علينا النظر في السجلات؛ فقد لاحظ الأطباء في ووهان، لأول مرة، حالات غير عادية من الالتهاب الرئوي الفيروسي في منتصف ديسمبر. وقام مسؤولو الصحة في ووهان، بإبلاغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين، في 31 ديسمبر. واتصلت وكالة الصحة الصينية، بالمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض (CDC) في 3 يناير. وتم كشف تسلسل الجينوم بالكامل ونشره عبر الإنترنت في 11 يناير، وتم إغلاق ووهان في 23 يناير”.
وأوضح قائلا “وبالنظر إلى الارتباك المبكر الحتمي، حول مرض جديد لم يسبق رؤيته من قبل، فهذا جدول زمني سريع”، مضيفا “أن الاتهامات اليمينية ضد الصين لا معنى لها”.
ووفقا للبروفيسور ساكس، فإن “خلاصة القول حول الوباء والفشل الذريع لترامب” هو أنه حتى 30 يناير، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية للصحة العامة، لم يكن هناك وفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وقال “ولكن حاليا، هناك أكثر من 71 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة”، “بعد أن كان هناك الكثير من التحذيرات”.