لن يُنسى أبدًا: الصين تذكّر ضحايا مذبحة نانجينغ
نانجينغ:المشهد الصيني، نقلا عن صحيفة الشعب
قبل اليوم التذكاري الوطني الثاني عشر لضحايا مذبحة نانجينغ، اجتمعت عائلات الضحايا في قاعة تذكارية بمدينة نانجينغ، عاصمة مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، لإحياء ذكرى أحبّتهم في 30 نوفمبر 2025.
شيا شوتشين، البالغة من العمر 96 عامًا، واستنادًا إلى ذراع حفيدتها شيا يوان وآخرين، سارت ببطء نحو “جدار البكاء” خارج قاعة تذكار ضحايا مذبحة نانجينغ من الغزاة اليابانيين. وحدّقت في أسماء أفراد عائلتها المنقوشة عليه، ثم وقفت دقيقة صمت وانحنت احترامًا. “ثمانون عامًا وثمانية أعوام… 88 عامًا…” همست شيا مرارًا وتكرارًا.
قالت شيا يوان: “كانت جدتي تُخبِر عائلتها التي فقدتها بأنها جاءت لزيارتهم”.
في 13 ديسمبر 2014، دُعيت شيا شوتشين للمشاركة في اليوم التذكاري الوطني الأول لمذبحة نانجينغ بصفتها ممثلة عن الناجين. رافقها الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصيًّا إلى المنصة للكشف عن “دينغ” (قدر صيني قديم)، رمزًا للسلطة والازدهار في الصين القديمة، تكريمًا لضحايا مذبحة نانجينغ.
بعد الاحتفال، زار شي قاعة التذكار. ولضيق الوقت، كان الموظفون قد رتّبوا لقاءً بينه فقط مع شيا شوتشين وممثل المحاربين القدامى، لي غاو شان. لكن الرئيس شي أظهر اهتمامًا خاصًّا بالتاريخ وبمصير الناجين، فطرح العديد من الأسئلة وصافح كل واحد من الناجين وممثلي عائلات الضحايا البالغ عددهم 20 شخصًا، وتحدث معهم واحدًا تلو الآخر. ونتيجة لذلك، تم تمديد الزيارة التي كانت مقررة أولًا لـ45 دقيقة لتصل إلى 72 دقيقة.
قال شي آنذاك: “لم يبقَ الآن سوى أكثر قليلاً من مائة ناجٍ وشاهد على مذبحة نانجينغ. أنتم شهدتم هذا الفصل التاريخي الكبير، وهذه الصفحة المؤلمة يجب ألا تُنسى أبدًا”. وحثّ كبار السن مرارًا على العناية بأنفسهم، وعبّر عن أمله في أن يستخدموا تجاربهم الشخصية لتثقيف الأجيال القادمة، مؤكدًا أن تذكّر التاريخ المؤلم هو السبيل الوحيد لتقدير السلام والحفاظ عليه.
وبعد ثلاث سنوات، عاد شي جين بينغ مجددًا إلى نانجينغ.
أثناء زيارته لمعرض عن مذبحة نانجينغ، طرح شي العديد من الأسئلة بتفصيل دقيق وعمق مهني. وعلى جدار صور الناجين، لاحظ أن ضوءين فوق صورتين قد خفَت، دلالةً على وفاة صاحبيهما. وسأل بقلقٍ عن عدد الناجين المتبقين، وعندما عُلِم أنهم أقل من 100، شدّد على ضرورة الاعتناء بهم.
وبعد انتهاء الجولة، رأى شي شيا شوتشين، فأخذ بيديها وتمنّى لها الصحة والطول في العمر.
بالتأمل في الماضي، يجب على الشعب الصيني أن يظل يقظًا في المستقبل.
قال شي: “نسيان الماضي خيانة. أيّ من يحاول إنكار مذبحة نانجينغ لن يُغفر له لا من التاريخ، ولا من أرواح 300 ألف ضحية، ولا من 1.3 مليار صيني، ولا من جميع محبي السلام والعدالة في العالم”.
ويعكس صوت شي الحازم الموقف الثابت للشعب الصيني في تذكّر التاريخ.
إن الشعب الصيني لا يتذكّر التاريخ فقط بسبب المعاناة والألم اللذين عانا منهما الأمة الصينية، بل أيضًا بسبب الروح الخالدة والأمل الذي لا ينضب، اللذين انتقلا عبر الأجيال. وكما هو منقوش على “الدينغ”: “لا تنسَ التاريخ، وادعُ من أجل السلام. حقّق حلم الصين، وأعد إحياء الأمة”.
عن الكاتب
