2025-12-21

الخطة الخمسية الخامسة عشرة: مخطّط يُشارك الفرص التنموية التي تتيحها الصين

القائم باعمال سفارة الصين بالسودان شو جيان

بقلم:شو جيان، القائم باعمال سفارة الصين بالسودان

عُقدت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين خلال الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر 2025.

 ومع اقتراب الصين من إنجاز الأهداف والمهام الرئيسية للخطة الخمسية الرابعة عشرة، شكّلت هذه الدورة اجتماعًا حاسمًا قام بتلخيص إنجازات الصين التاريخية في تحديث نظامها وقدرتها على الحوكمة في العصر الجديد بشكل منهجي، ووضّح بشكل أعمق قوة النموذج المؤسسي ومسار التنمية الخاص بالتحديث الصيني.

 وقد تم خلال هذه الدورة اعتماد “توصيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن صياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية”، التي تُعدّ أهم نتائج الاجتماع، والتي ترسم مخطّطًا طموحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين خلال الخمس سنوات القادمة.

ستكون الفترة المشمولة بالخطة الخمسية الخامسة عشرة مرحلةً محوريةً في جهود الصين لتعزيز أسسها والمضي قُدمًا على جميع الجبهات نحو تحقيق التحديث الاشتراكي الأساسي بحلول عام 2035. وستشكّل هذه المرحلة مرحلةً حاسمةً للاستفادة من الإنجازات السابقة وفتح آفاق جديدة لتحقيق التحديث الاشتراكي الأساسي. وتتميّز الاقتصاد الصيني بأساسٍ متين، ومزايا في مجالات عديدة، ومرونة قوية، وإمكانات هائلة. ولا تزال الشروط الأساسية والاتجاه العام للنمو على المدى الطويل دون تغيير. ونرى بشكل متزايد بروز نقاط القوة التي يتمتّع بها النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، والسوق الصينية الضخمة، والنظام الصناعي المتكامل، والموارد البشرية الوفيرة.

ستركّز التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة على تحقيق “الهدف المئوي الثاني”، وهو بناء الصين دولةً اشتراكيةً حديثةً عظيمةً من جميع الجوانب، والدفع قدُمًا بنهضة الأمة الصينية على جميع الأصعدة من خلال التحديث الصيني. وستحرص الصين على تنفيذ “المخطّط المتكامل المكوّن من خمسة مجالات” و”الاستراتيجية الشاملة ذات المحاور الأربعة” بشكل منسّق.

وبالنظر إلى الاعتبارات المحلية والدولية معًا، ستُطبّق الصين فلسفة التنمية الجديدة بشكل كامل ودقيق على جميع الجبهات، وستُسرّع في بناء نمط تنموي جديد، وستلتزم بالمبادئ العامة التي تجمع بين التقدّم والاستقرار. وستواصل الصين اتخاذ التنمية الاقتصادية كمهمّة مركزية، وستجعل التنمية عالية الجودة محور تركيزها الرئيسي، وستعتمد الإصلاح والابتكار كقوة دافعة جوهرية، وستجعل تلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب لحياة أفضل هدفها الأساسي، وستعتبر الحوكمة الذاتية الصارمة والشاملة للحزب أساسًا جوهريًا لكل جهودها. وستعمل الصين على تعزيز نمو اقتصادي أعلى جودة مع تحقيق زيادة مناسبة في الناتج الاقتصادي، وستحرز تقدّمًا ثابتًا في تعزيز التنمية الشاملة للفرد والرخاء المشترك للجميع، ما يتيح لها إحراز تقدّم حاسم نحو تحقيق التحديث الاشتراكي الأساسي.

حدّدت الخطة بوضوح الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، وهي: تحقيق إنجازات كبيرة في التنمية عالية الجودة، وتحقيق تحسينات جوهرية في الاعتماد الذاتي والقوة التكنولوجية، وتسجيل اختراقات جديدة في مواصلة تعميق الإصلاح بشكل شامل، وتحقيق تقدّم ملحوظ في التقدّم الثقافي والأخلاقي عبر المجتمع، وتحقيق مزيد من التحسينات في جودة الحياة، وتحقيق خطوات كبيرة جديدة في المضي قُدمًا بمبادرة “الصين الجميلة”، وتعزيز درع الأمن الوطني بشكل أكبر. وستواصل الصين العمل بجدٍّ لخمس سنوات إضافية لضمان أن تصبح القوة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والقوة الشاملة والتأثير الدولي للصين بحلول عام 2035 أقوى بكثير، وأن يوازي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين مستوى الدول المتوسطة التطوّر، وأن يعيش الشعب الصيني حياةً أفضل وأكثر سعادة، وأن يُحقّق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي.

خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، ستبذل الصين جهودًا لبناء نظام صناعي عصري وتعزيز أسس الاقتصاد الحقيقي. وستبقي الصين تركيزها على الاقتصاد الحقيقي، وستواصل السعي نحو التنمية الذكية والخضراء والمتكاملة، وستُسرّع في تعزيز قوتها في مجالات الصناعة، وجودة المنتجات، والطيران والفضاء، والنقل، والفضاء الإلكتروني. ويجب الحفاظ على حصة الصناعة التحويلية في الاقتصاد الوطني عند مستوى مناسب، وتطوير نظام صناعي عصري يكون فيه التصنيع المتقدّم العمود الفقري له. وستعمل الصين على تحديث الصناعات التقليدية، وتنمية الصناعات الناشئة وصناعات المستقبل، وتعزيز التنمية عالية الجودة والفعّالة لقطاع الخدمات، وبناء نظامٍ عصريٍّ للبنية التحتية.

كما ستبذل الصين جهودًا خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة لتحقيق قدرٍ أكبر من الاعتماد الذاتي والقوة في العلم والتكنولوجيا، وتوجيه تطوير قوى إنتاجية نوعية جديدة. ويجب على الصين اغتنام الفرصة التاريخية التي توفرها الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي لتعزيز قوتها في التعليم والعلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية بشكل منسّق. وستعمل الصين على تحسين أداء نظام الابتكار الوطني بشكل شامل، ورفع قدرتها على الابتكار من جميع الجوانب، وتحقيق موقع ريادي في التطوير العلمي والتكنولوجي، ومواصلة توليد قوى إنتاجية نوعية جديدة. وستشجّع الصين على الابتكار الأصيل وتحقيق اختراقات في التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية، وتعزيز التكامل الكامل بين الابتكار التكنولوجي والصناعي، والسعي نحو التنمية المتكاملة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية، والدفع قدُمًا بمُبادرة “الصين الرقمية”.

وستواصل الصين تعزيز الانفتاح رفيع المستوى وفتح آفاق جديدة للتعاون المتبادل المنفعة. وستواصل توسيع الانفتاح على المستوى المؤسسي، والحفاظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف، وتعزيز التدفقات الاقتصادية الدولية الأوسع نطاقًا. وستستمد الصين زخمًا من الانفتاح لدفع عجلة الإصلاح والتنمية، وستتقاسم الفرص مع بقية العالم وتدعم التنمية المشتركة. وستفتح الصين أبوابها بشكل أوسع أمام العالم الخارجي، وستعزّز التطوير الابتكاري للتجارة، وتوسّع التعاون الاستثماري الثنائي، وستعمل على تعاون “الحزام والطريق” عالي الجودة.

من المتوقّع أن تحقّق الصين إنجازات أكبر في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية خلال الخمس سنوات القادمة، ما يُمكّنها من تحقيق خطوات أسرع نحو الهدف المئوي الثاني المتمثّل في بناء الصين دولةً اشتراكيةً حديثةً عظيمةً من جميع الجوانب. وستجلب التنمية عالية الجودة في الصين بلا شك فرصًا جديدة عديدة للسودان ولبقية دول العالم.

تتميّز العلاقات الصينية السودانية بصداقتها العريقة، وقد حافظ البلدان على تعاونٍ مثمرٍ على مرّ السنين. وبما أن البلدين يمرّان حاليًّا بمرحلة حاسمة في مسيرة تطويرهما الوطنية، فإن الصين مستعدّة لمشاركة رؤاها وخبراتها التنموية مع السودان، ودعم جهود السودان في إيجاد نموذج تنموي يتناسب مع ظروفه الوطنية. وخلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، تبدي الصين استعدادها للعمل مع السودان لزيادة تبادل الخبرات في مجال حوكمة الدولة وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، بما يحقّق نتائج مربحة للطرفين ويوفر منافع أكبر لشعبي البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *