2025-12-25

كلمة الرئيس شي ..إحياء روح مؤتمر بيجين العالمي الرابع المعني بالمرأة  وتسريع مسيرة التنمية الشاملة للمرأة   

بكين:المشهد الصيني

 تنشر المشهد الصيني نص الخطاب الرئيسي للرئيس شي جين بينغ في افتتاح القمة العالمية للمرأة  

13 أكتوبر 2025، بكين 

رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ

السادة الزملاء، 

الضيوف الكرام، 

السيدات والسادة، 

الأصدقاء الأعزاء:

قبل خمس سنوات، اقترحت عقد قمة عالمية للمرأة مرة أخرى. واليوم، يسعدني أن ألتقي بكم في بكين وفقًا للوعد، لنحتفل معًا بالذكرى السنوية الثلاثين لمؤتمر بيجين العالمي الرابع المعني بالمرأة، ونبحث سويًّا في سبل النهوض بالقضية العالمية للمرأة. وباسم الحكومة والشعب الصيني، أتقدم بأحر التهاني لانعقاد هذه القمة!

المرأة هي من صانعات الحضارة الإنسانية، ومن دافعاتها، ومن حافظاتها. ولذلك، فإن النهوض بقضية المرأة مسؤولية مشتركة على الصعيد الدولي. قبل ثلاثين عامًا، وضع مؤتمر بيجين هدفه النبيل “السعي إلى المساواة والتنمية والسلام من خلال العمل”، واعتمد “إعلان بيجين” و”برنامج العمل”، اللذين شكّلا محطةً فارقة في التاريخ، وأدخلا قضية المساواة بين الجنسين ضمن جدول أعمال العصر، وحفّزا شعوب العالم على مواصلة الكفاح من أجلها.

على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وتحت تأثير روح مؤتمر بيجين، حقّقت القضية العالمية للمرأة تقدّمًا كبيرًا، وأضفت لمسة مشرقة على التقدم الحضاري البشري. أصبحت المساواة بين الجنسين إجماعًا دوليًّا واسعًا، وتم إدراجها في برامج الأمم المتحدة للتنمية وأهدافها القطاعية، وصدّق 189 دولة على “اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة”. وتحسّنت ظروف حياة المرأة وتطورها باستمرار، حيث أصدر أكثر من 190 دولة نحو 1600 تشريع لحماية حقوق المرأة، ووضعت دولٌ كثيرة خططًا وطنية لتعزيز رفاه المرأة. كما حقّقت تمكين المرأة تقدّمًا ملحوظًا، إذ ارتفع مستوى تعليم المرأة باستمرار، وأصبحت تلعب دورًا أكثر أهمية في الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. وبرزت أعداد كبيرة من النساء البارزات على الساحة الدولية، يحقّقن إنجازات لامعة ويقدّمن مساهمات ذكية وفعّالة.

السيدات والسادة، 

الأصدقاء الأعزاء!

مصير المرأة عالميٌّ مشترك. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات معقّدة تواجه تحقيق تنميتها الشاملة. وفقًا للإحصاءات، لا يزال أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة يعشن في مناطق تعاني من النزاعات والصراعات، ويعيش نحو 10% منهن في فقر مدقع. وفي الوقت نفسه، لا تزال آفات العنف والتمييز مستمرة، ويتّسع الفجوة الرقمية بين الجنسين، ولا يزال طريق تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة طويلاً وعرًا.

في المستقبل، علينا أن نستعيد روح مؤتمر بيجين الأصلية، ونبني توافقًا أوسع، ونفتح طرقًا أرحب، ونتخذ إجراءات أكثر واقعية لتسريع مسيرة التنمية الشاملة للمرأة. وفي هذا السياق، أتقدم بأربع مقترحات:

 أولًا:  العمل معًا على خلق بيئة مواتية لنمو المرأة وتطورها. 

السلام والاستقرار هما شرط أساسي لتحقيق التنمية الشاملة للمرأة. علينا أن نتمسك برؤية أمنية شاملة وتعاونية ومستدامة، ونحافظ على السلام العالمي، لنمنح النساء فرصة العيش في سعادة واطمئنان، بعيدًا عن ظلال الحروب والاضطرابات. كما يجب تعزيز حماية النساء والفتيات في مناطق النزاعات والفقر والكوارث، ودعم دورهن في منع النزاعات وإعادة بناء أوطانهن. وعلينا أيضًا تحسين وتعزيز آليات مكافحة العنف، والتصدي بحزم لأي شكل من أشكال العنف ضد المرأة.

 ثانيًا:  العمل معًا على توليد زخم قوي يدفع بقضية المرأة نحو تنمية عالية الجودة. 

يجب أن تكون المرأة شريكةً فاعلةً في عملية التحديث العالمي ومستفيدةً منها. لذا، علينا معالجة الاختلالات وعدم الكفاية في تنمية المرأة على الصعيد العالمي، وضمان استفادة جميع النساء من ثمار العولمة الاقتصادية، ودعم تنميتهن الشاملة. وينبغي لنا اغتنام فرص الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي الجديد، واستخدام الابتكار التكنولوجي لتمكين قضية المرأة، ودعم دور المرأة في التنمية الخضراء، والسعي لتمكين المرأة من تحقيق طموحاتها وال brillance في موجة التحديث العالمي.

 ثالثًا:  العمل معًا على بناء نموذج حوكمة يضمن حقوق المرأة. 

علينا تحسين الأنظمة والقوانين، واتخاذ سياسات وتدابير ملموسة وقابلة للتحقيق، لتعميم خدمات التعليم والصحة عالية الجودة على جميع النساء، والسعي لتمكينهن من التمتع الكامل والعادل بجميع حقوقهن. كما يجب خلق بيئة اجتماعية شاملة ومتوازنة، تحمي المرأة من التمييز والتحيّز. وينبغي توسيع قنوات مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي، ودعم مشاركتها الواسعة في حوكمة الدولة والمجتمع. وعلينا معًا غرس ثقافة احترام المرأة، وجعل المساواة بين الجنسين مبدأً حضاريًّا راسخًا وممارسة يومية في المجتمع بأكمله.

رابعًا:  العمل معًا على كتابة فصل جديد من التعاون العالمي في مجال المرأة. 

لقد طرحتُ مؤخرًا مبادرة للحوكمة العالمية، أدعو فيها إلى جعل الإنسان في صميم الاهتمام، وبناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدالة ومعقولية. والمرأة قوةٌ أساسية في إصلاح وتحسين نظام الحوكمة العالمي. لذا، يجب دعم المرأة لتضطلع بمسؤولياتها في هذا العصر، وتشترك بعمق في الحوكمة العالمية، وتنال نصيبها العادل من ثمارها. وعلينا دعم الأمم المتحدة في أدائها لدورها المحوري، مع إيلاء اهتمام خاص باحتياجات المرأة في الدول النامية، وبناء منصات تعاون واسعة للمرأة في مختلف البلدان، وتعزيز التبادل والتعلم المتبادل، والسعي لتحقيق تناغمٍ جميل بين مختلف الحضارات.

السيدات والسادة، 

الأصدقاء الأعزاء!

تدمج الصين قضية المرأة في مسار التحديث الصيني على نحو شامل. وبعد جهودٍ دؤوبة على مدار سنوات، حقّقت قضية المرأة في الصين إنجازات تاريخية وتغيّرات جذرية. فقد حقّقنا انتصارًا في معركة الحد من الفقر، الأكبر في تاريخ البشرية، ودخلت 690 مليون امرأة حياة الرفاه في آنٍ واحد، وحققنا هدف خفض الفقر في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل موعده. كما انخفض معدل وفيات الأمهات في الصين بنسبة تقارب 80% مقارنة بعام 1995، وبلغت المؤشرات الأساسية لصحة الأم والطفل مستويات رائدة بين الدول ذات الدخل المتوسط إلى المرتفع. اليوم، تلعب المرأة الصينية دور “نصف السماء” الحقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فنسبة النساء في القوى العاملة في الصين تتجاوز 40%، وأكثر من نصف روّاد الأعمال في قطاع الإنترنت من النساء، وتشكل النساء أكثر من 60% من حائزي الميداليات في آخر أربع دورات أولمبية صيفية. إن المرأة الصينية في العصر الجديد تشارك بثقة وحيوية غير مسبوقتين في جميع مراحل إدارة الدولة والمجتمع، وتعمل في طليعة جهود إحياء الريف وتحقيق الازدهار المشترك، وتكافح في الخطوط الأمامية للابتكار العلمي والتحول الرقمي، لتكتب ملحمة نسائية مشرقة ومفعمة بالعزم.

إن الصين تسعى بنشاط إلى تقديم فرص وضمانات لقضية المرأة العالمية من خلال تنميتها الخاصة. فقد أطلقت الصين “اليوم الدولي للحوار بين الحضارات”، وأسّست بالتعاون مع اليونسكو “جائزة تعليم الفتيات والنساء”، ونفّذت مجموعة من المشاريع الخيرية “الصغيرة والجميلة” مثل “مشروع صحة الأم والطفل” و”مشروع المدرسة السعيدة”، ودفعت بقوة التعاون والتبادل الدولي في مجال المرأة ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق ومنظمة شانغهاي للتعاون.

ودعماً إضافيًا للقضية العالمية للمرأة، أعلن اليوم ما يلي: 

– خلال الخمس سنوات القادمة، ستتبرّع الصين بمبلغ إضافي قدره 10 ملايين دولار أمريكي لصندوق الأمم المتحدة للمرأة. 

– ستخصص الصين 100 مليون دولار أمريكي من صندوق التنمية العالمية والتعاون جنوب-جنوب لتنفيذ مشاريع تعاونية مع المنظمات الدولية لتعزيز تنمية النساء والفتيات. 

– ستدعم الصين 1000 مشروع “صغير وجميل” في مجالات سبل العيش، تكون النساء والفتيات المستفيدات الأوليات منها. 

– ستدعم الصين دعوة 50 ألف امرأة من مختلف أنحاء العالم للقدوم إلى الصين للمشاركة في برامج التبادل والتدريب. 

– ستُنشئ الصين “مركزًا عالميًّا لبناء قدرات المرأة”، للتعاون مع الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة في مجالات بناء القدرات والتنمية، بهدف إعداد المزيد من الكوادر النسائية المتميّزة.

السيدات والسادة، 

الأصدقاء الأعزاء!

يقول المثل الصيني: «إذا كنتَ ثابتًا في عملك، فسيفوح عبيرك مع الزمن». 

في هذا المنعطف التاريخي الجديد، دعونا نُحيي روح مؤتمر بيجين ونعمل على تطويرها، ونتقدّم معًا نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ونسرّع مسيرة التنمية الشاملة للمرأة، ونبني معًا مستقبلاً أكثر إشراقًا للبشرية جمعاء.

وأخيرًا، أتمنى لهذه القمة كل النجاح والتوفيق! 

شكرًا جزيلًا لكم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *