2025-12-25

الصين تدفع بعجلة تمكين المرأة وتدعم التقدّم العالمي

بكين:المشهد الصيني*

تستضيف بكين “اجتماع القادة العالميين المعني بالمرأة” اليوم الاثنين ويوم غد الثلاثاء، وهو حدث يهدف إلى إعطاء زخم جديد للمساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة على الصعيد العالمي.

وقد اقترح هذا الاجتماع الدولي الرفيع المستوى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي سيحضر حفل الافتتاح ويُلقي كلمة رئيسية.

لطالما شدّد شي باستمرار على تقدّم المرأة كجزء جوهري من رؤيته القيادية. فقد شجّع النساء على السعي لتحقيق أحلامهن، ودعا إلى احترام أكبر للمرأة في المجتمع، وناشد قادة العالم التعاون لتعزيز تمكين المرأة.

وتماشيًا مع هذه الرؤية، جعلت الصين تنمية المرأة أولوية وطنية — إذ تتضمّن خططها الخمسية أقسامًا مخصصة لرفاه المرأة والطفل، وتُصدر الحكومة بانتظام “البرامج الوطنية لتنمية المرأة” التي تحدّد أهدافًا واستراتيجيات ملموسة.

ويتماشى هذا التركيز مع الشعار الذي تبنّاه الحزب الشيوعي الصيني منذ عقود حول تحرير المرأة:  “النساء يحملن نصف السماء” . وقد وجّه هذا المبدأ جهودًا طويلة الأمد لتوسيع أدوار المرأة في الحياة العامة، وسوق العمل، والتعليم، لضمان مشاركتها الكاملة في تشكيل مستقبل الصين.

اليوم، بلغ تمثيل النساء بين النواب الوطنيين، والمستشارين السياسيين، ومندوبي المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني مستويات قياسية جديدة.

ويتّسق هذا الحضور المتزايد في المجالين السياسي والاجتماعي مع اتجاه أوسع في سوق العمل، خاصة في العلوم والتكنولوجيا. فحاليًّا، تشكّل النساء نحو 43% من إجمالي القوى العاملة في الصين، و45.8% من الكوادر العلمية والتقنية.

والوضع مشابه في قطاع التعليم. ففي عام 2024، بلغت نسبة النساء 50.76% من إجمالي طلاب التعليم العالي في الصين، بما في ذلك 50.01% من طلاب الدراسات العليا.

إلى جانب توسيع الفرص، عزّزت الصين الحماية القانونية للمرأة من خلال إطار يضم أكثر من 100 قانون ولائحة تتعلّق بحقوقهن ومصالحهن.

كما تحسّنت صحة المرأة بشكل ملحوظ. فاليوم، تحتل الصين مكانة متقدمة بين البلدان متوسطة ومرتفعة الدخل عالميًّا من حيث مؤشرات صحة الأم والطفل الأساسية، واعترفت منظمة الصحة العالمية بها كواحدة من أفضل 10 دول أداءً في هذا المجال على مستوى العالم.

في جميع أنحاء الصين، تزداد فرص ازدهار المرأة باستمرار. وتواصل السياسات الموجّهة دعم النساء من الخلفيات الريفية أو ذات الدخل المحدود، لمساعدتهن على الحصول على وظائف، وبدء مشاريعهن الخاصة، وزيادة دخولهن.

قال شي جين بينغ: “بينما يسعى الشعب الصيني إلى حياة أفضل، فإن كل امرأة صينية لديها الفرصة لتتميّز في حياتها وتحقق أحلامها.”

دفع عجلة تمكين المرأة على الصعيد العالمي

في عشية اليوم العالمي للطفل عام 2023، تلقت فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا من بنغلاديش تُدعى “أليفا تشين” هدية غير عادية — رسالة ردّ من الرئيس شي جين بينغ. في رسالته، شجّع الفتاة على متابعة أحلامها والمساهمة في الحفاظ على الصداقة بين الصين وبنغلاديش.

وللهبة هذه الصداقة معنى شخصي بالنسبة لأليفا. فعند ولادتها، واجهت والدتها مضاعفات صحية مهدّدة للحياة. وتدخلت طبيبات عسكريات صينيات كنّ على متن السفينة الطبية البحرية الصينية “سفينة السلام” (Peace Ark) أثناء زيارتها لبنغلاديش، وأنقذن حياة الأم والطفلة.

وتعبّرًا عن امتنانه، أطلق والدها على ابنته اسم “تشين”، مستوحى من الكلمة البنغالية للصين. ومستوحاة من الطبيبات اللواتي أنقذن حياتها، تحلم أليفا بالدراسة في كلية الطب في الصين لتنقذ المزيد من الأرواح مستقبلًا.

لطالما لعبت الصين دورًا رائدًا ومؤثرًا في دعم تنمية المرأة عالميًّا. ففي عام 1995، استضافت بكين المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، الذي اعتمد “إعلان بكين ومنهاج العمل”، والذي ترك أثرًا عميقًا على الحركة النسائية العالمية.

وفي عامَي 2015 و2020، بمناسبة الذكرى السنوية العشرين والخامسة والعشرين للمؤتمر التاريخي، شارك شي جين بينغ في تجمعات عالمية ركّزت على تمكين المرأة، وطرح خلالها رؤية الصين ومقترحاتها لدفع عجلة تقدّم المرأة عالميًّا.

وفي الاجتماع القادم في بكين، ستكون الصين مجددًا في قلب هذا الحوار. ويهدف تجمع 2025 إلى إحياء روح مؤتمر 1995 وضخ زخم جديد في الجهود العالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة.

قال شي جين بينغ ذات مرة: “فلنعمل يدًا بيد، ونسرع الخطى لبناء عالم أفضل للمرأة وللجميع” — جملة تجسّد الطموح الكامن وراء هذه الجهود.

  • مترجم عن شينخوا النسخة الانجليزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *