2025-12-21

كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ :تذكر الغاية الأصلية والرسالة جيدا وخلق مستقبل جميل

قمة شنغهاي تيانجين

تيانجين:المشهد الصيني، تغطية صحفية يومية لقمة شنغهاي للتعاون تيانجين 2025

وقّع قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون وأصدروا إعلان تيانجين اليوم الاثنين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون الجارية في تيانجين.

— كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ

في الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون

(تيانجين، يوم 1 سبتمبر عام 2025)

أيها الزملاء المحترمون:

قبل 24 عاما، تم تحديد “روح شانغهاي” التي تتمثل في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي إلى التنمية المشتركة فور تأسيس منظمة شانغهاي للتعاون. على مدى 24 عاما، تتمسك الدول الأعضاء بهذه الغاية الأصلية وتعمل سويا على تقاسم الفرص والسعي إلى التنمية، مما حقق سلسلة من النتائج الرائدة والإنجازات التاريخية لبناء المنظمة والتعاون في إطارها.

أنشأنا قبل الغير آلية الثقة في المجال العسكري بالمناطق الحدودية، مما حوّل حدودنا البالغ طولها أكثر من عشر آلاف كيلومتر إلى رابطة الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون. واتخذنا قبل الغير العمليات المتعددة الأطراف لمكافحة “القوى الثلاث”، ودفعنا بالتعاون في مجال إنفاذ القانون والأمن بخطوات متزنة، وقمنا بالسيطرة على النزاعات والاختلافات ومعالجتها بشكل مناسب، ورفضنا بكل وضوح التدخل الخارجي، مما حافظ على السلام والأمن والأمان في المنطقة.

أطلقنا قبل الغير التعاون في بناء “الحزام والطريق”، مما ساهم في ترجمة عدد كبير من المشاريع النموذجية و”المشاريع الصغيرة والجميلة” لمعيشة الشعب على أرض الواقع وتنمية إيجابية للتعاون في الاستثمار الصناعي وضخ مزيد من القوة الدافعة لتحقيق التنمية والازدهار في المنطقة. إن ما طرحتُ من الهدف حول تجاوز حجم التجارة الإجمالي بين الصين والدول الأعضاء الأخرى للمنظمة 2.3 تريليون دولار أمريكي قد تحقق قبل الموعد المحدد. لقد أصبحت شبكة الترابط والتواصل الشاملة الأبعاد أكثر استكمالا، حيث تم فتح خطوط النقل من الطرق العامة الدولية البالغ طولها قرابة 14 ألف كيلومتر فيما بين الدول الأعضاء، ومرت بهذه الدول أكثر من 110 ألف رحلة لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا مجتمعة.

وقعنا قبل الغير على معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل، حيث أعلنا عن الصداقة المتوارثة جيلا بعد جيل وعدم كون أعداء لبعضنا البعض أبدا. وأنشأنا لجنة حسن الجوار والصداقة والتعاون لمنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من الآليات وعملنا على تفعيل دورها بشكل واف، وقمنا ببناء شبكة التواصل الودي بين الشعوب وتوسيع التعاون في مجالات الحكومات المحلية ووسائل الإعلام والمؤسسات الفكرية والمرأة والشباب، مما عزز التواصل والتقارب بين شعوب دول الأعضاء.

طرحنا قبل الغير مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتعاون والنفع للجميع، وطبقنا تعددية الأطراف الحقيقية. عملنا على تعميق التعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، والمشاركة البناءة في الشؤون الدولية والإقليمية. ونقف دوما إلى جانب العدل والإنصاف الدوليين، وندعو إلى التسامح والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ونرفض الهيمنة وسياسة القوة، مما لعب دورا إيجابيا في تعزيز السلام والتنمية في العالم.

أيها الزملاء،

في الوقت الراهن، قد أصبحت منظمة شانغهاي للتعاون أكبر منظمة إقليمية في العالم، حيث تشارك 26 دولة وتجري التعاون في أكثر من 50 مجالا، ويقرب حجم الاقتصاد الإجمالي لهذه الدول من 30 تريليون دولار أمريكي، فيتنامى تأثير المنظمة وجاذبيتها على الصعيد الدولي يوما بعد يوم.

استعراضا للماضي، نجد أن نجاحنا جاء نتيجة لتطبيق “روح شانغهاي” رغم التغيرات والتقلبات المتعاقبة. استشرافا للمستقبل، ينبغي لنا أن نواصل التمسك بـ”روح شانغهاي” في العالم الذي تسوده الاضطرابات والتحولات، ونمضي قدما إلى الأمام بمعنوية عالية وبخطوات ثابتة، ونعمل على تفعيل دور المنظمة بشكل أفضل .

أولا، الالتزام بالسعي وراء الأرضية المشتركة مع ترك الاختلافات جانبا. تلاقي التطلعات يولد قوة وميزة، والسعي وراء الأرضية المشتركة مع ترك الاختلافات جانبا يجسد الصدر الرحب والحكمة. إن جميع الدول الأعضاء للمنظمة أصدقاء وشركاء، فينبغي لنا أن نحترم الاختلافات فيما بيننا ونحافظ على التواصل الاستراتيجي ونبلور التوافق الجماعي ونعزز التضامن والتعاون، ونعمل على توسيع نطاق التعاون وتوظيف مزايا دولنا على نحو جيد وتحمل المسؤولية المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.

ثانيا، الالتزام بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. علينا تعزيز المواءمة بين الاستراتجيات التنموية، والتعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وتعظيم قوة ديناميكية لتنمية المنطقة وتعزيز رفاهية شعوبها من خلال التشاور والتعاون والنفع للجميع. علينا الاستفادة من مزايا السوق الضخمة والتكامل الاقتصادي فيما بين الدول الأعضاء لرفع مستوى تسهيل التجارة والاستثمار، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعات الخضراء والاقتصاد الرقمي والابتكار العلمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، والمضي قدما سويا نحو التحديث في عملية تبادل الإنجاح وخلق المستقبل بشكل مشترك.

ثالثا، الالتزام بالانفتاح والتسامح. كانت قارة أوراسيا مهدا للحضارات القديمة ورائدة للتمازج بين الشرق والغرب ودافعة لتقدم البشرية، وكانت شعوبها تتواصل وتتبادل الاستفادة منذ القدم. ينبغي للدول الأعضاء للمنظمة التعارف والتقارب في التبادلات الشعبية والثقافية، والتساند والتآزر في التعاون الاقتصادي، وتضافر الجهود لبناء حديقة تسعى فيها حضارات متنوعة إلى النجاح للنفس واللآخرين  وتكمل بعضها البعض وتتعايش بوئام.

رابعا، الالتزام بالعدالة والإنصاف. علينا تكريس المفهوم الصائب لتاريخ الحرب العالمية الثانية، ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات وأعمال التنمر. وعلينا الحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، ودعم منظومة التجارة المتعددة الأطراف المتمحورة حول منظمة التجارة العالمية. وعلينا  الدعوة إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع، ودفع بناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدالة وإنصافا.

خامسا، الالتزام بالعملية والفعالية. علينا مواصلة دفع إصلاح منظمة شانغهاي للتعاون، وزيادة الاستثمار وتعزيز بناء القدرات، بما يجعل الآلية المؤسسية أكثر استكمالا والقرارات أكثر علمية والخطوات أكثر فعالية. علينا تشغيل المركز المتكامل لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية ومركز مكافحة المخدرات وتدشين بنك التنمية لمنظمة شانغهاي للتعاون في أسرع وقت، بما يقدم دعما أقوى للتعاون الأمني والاقتصادي بين الدول الأعضاء.

أيها الزملاء،

ظلت الصين تربط تنميتها الذاتية بتنمية منظمة شانغهاي للتعاون، وبتطلعات شعوب الدول الأعضاء للحياة الجميلة. لغاية اليوم، قد تجاوز رصيد الاستثمار الصيني في الدول الأعضاء الأخرى للمنظمة 84 مليار دولار أمريكي، وتجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي بين الصين وهذه الدول 500 مليار دولار أمريكي سنويا.

يهتم الجانب الصيني دائما بتحقيق النتائج العملية في دفع تطور أفضل لمنظمة شانغهاي للتعاون. يخطط الجانب الصيني تنفيذ 100 مشروع “صغير وجميل” لمعيشة الشعب في الدول الأعضاء المحتاجة، وسيقدم مساعدات دون مقابل بقيمة ملياري يوان صيني للدول الأعضاء في غضون هذا العام، وسيصدر قروضا إضافية بقيمة 10 مليارات يوان صيني لأعضاء اتحاد المصارف خلال السنوات الـ3 المقبلة. سيضاعف عدد المنح الدراسية الخاصة بمنظمة شانغهاي للتعاون على الأساس القائم ابتداء من العام المقبل، وسيطبق  للمنظمة البرنامج بشأن تربية طلاب الدكتوراه في مجال الابتكار بغية إعداد المواهب الأكاديمية والبحثية المتميزة. كما سيقيم 10 “ورشات لوبان” في الدول الأعضاء خلال السنوات الـ5 المقبلة، ويوفر 10 آلاف فرصة تدريب في مجال الموارد البشرية.

أيها الزملاء،

أهل العزم لا يعيقه بعدُ المسافة. لنتذكر غايتنا الأصلية ورسالتنا، ونتحمل مسؤوليتنا، لكي ندفع  بالتطور المستقر والمستدام لمنظمة شانغهاي للتعاون بمعنويات أعلى وإجراءات أكثر عملية، ونمضي قدما بثبات نحو مستقبل جميل نعمل فيه سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية!

شكرا لكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *