2025-12-31

 تحليل: الرسالة الواضحة الكامنة وراء أحدث تدريبات جيش التحرير الشعبي حول تايوان

بكين:المشهد الصيني نقلا عن شينخوا

أطلق جيش التحرير الشعبي الصيني يوم الاثنين سلسلة من التدريبات تحمل الاسم الرمزي “مهمة العدالة 2025” حول جزيرة تايوان، مع نشر قوات من الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوة الصواريخ لردع “القوى الانفصالية الساعية لاستقلال تايوان” والتدخل الخارجي.

هذا يرسل رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن بكين مستعدة في جميع الأوقات لسحق أي مؤامرة انفصالية تهدف إلى فصل تايوان عن الوطن الأم. فكل تصعيد في الاستفزاز سيقابله رد أقوى. جيش التحرير الشعبي مستعد للقتال في أي لحظة، وهو واثق من تحقيق النصر إذا ما اضطر للقتال.

لطالما سعت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان بعناد على مدى سنوات للحصول على الدعم الأمريكي لأجندتها الانفصالية، محولة تايوان بتهور إلى “برميل بارود”.

وهذا لا يخدم سوى كشف حقيقتهم كمثيري مشاكل ومحرضين على الحرب. مثل هذه الإجراءات لن تجلب سوى الكوارث لتايوان.

من خلال محاولة استرضاء الولايات المتحدة عبر إيماءات الولاء الخانعة وتعزيز عمليات شراء الأسلحة، يربط الحزب الديمقراطي التقدمي الجزيرة بأكملها بعربته الانفصالية الكارثية، متجاهلاً الرأي العام.

أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن حزمة مبيعات أسلحة لتايوان بقيمة 11 مليار دولار أمريكي. كما خطط زعيم الجزيرة، لاي تشينغ-ته، لمواصلة الإنفاق الهائل على شراء أسلحة أمريكية خلال السنوات الثماني المقبلة. هذه الحقائق كشفت التواطؤ بين الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي التقدمي لإلحاق الضرر بمصالح شعب تايوان.

يتحول الغضب الشعبي المتصاعد الآن إلى إجراءات ملموسة. فقد وافقت الهيئة التشريعية المحلية في تايوان على اقتراح لعزل لاي، كما وقّع أكثر من ثمانية ملايين شخص على عرائض عبر الإنترنت تأييدًا لذلك.

يريد شعب تايوان السلام. إنهم يريدون التبادل والتعاون مع إخوانهم الصينيين على الجانب الآخر من المضيق. وهم غير راغبين في أن يكونوا بيدقًا تستخدمه قوى خارجية في محاولة لاحتواء الصين.

منذ وصوله إلى السلطة، أهدر الحزب الديمقراطي التقدمي أموال دافعي الضرائب في تايوان التي جناها الناس بشق الأنفس في مسعى غير مجدٍ، مما قلص الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي بينما أسرف في الموارد لشراء الأسلحة الأمريكية.

من عام 2020 إلى عام 2022، كانت تايوان أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية. وبحلول عام 2024، كادت ميزانية الدفاع التايوانية أن تتضاعف عما كانت عليه قبل ثماني سنوات. وتبلغ ميزانية الإنفاق العسكري لتايوان لعام 2026 نسبة 3.32 بالمئة من الناتج المحلي الإقليمي، وهي نسبة قياسية منذ عام 2009.

من خلال إهدار الثروة العامة للجزيرة والتواطؤ مع قوى خارجية لاستنزاف مواردها، تفرض سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي عبئًا طويل الأمد على معيشة الناس وتعرّض آفاق تنمية تايوان للخطر.

إن محاولات الحزب الديمقراطي التقدمي الخيالية لتحقيق “استقلال تايوان” بالاعتماد على الدعم الأمريكي لن تزيد إلا من حدة التوترات في مضيق تايوان وتدفع سكان الجزيرة نحو حافة الصراعات.

إن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان لا توفر للجزيرة أي درع وقائي؛ فهي لا تخدم سوى كونها آلة صراف آلي لتجار الأسلحة الأمريكيين.

تدريبات جيش التحرير الشعبي هي تذكير واضح للحزب الديمقراطي التقدمي بأن اتجاه إعادة التوحيد الوطني لا يمكن إيقافه، وأن إرادة الشعب لا يمكن تحديها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *