2025-12-31

رداً على تجارة السلاح مع تايوان… بكين تُغلق الأبواب وتفتح دفاتر الحساب

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

مقال تحليلي:المشهد الصيني

فرضت الصين عقوبات مضادة على عشرين شركة دفاعية أمريكية وعشرة من كبار مسؤوليها التنفيذيين ردا على مبيعات أسلحة أمريكية ضخمة إلى تايوان في خطوة قانونية حاسمة تؤكد أن بكين لن تسمح بأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية أو تفكيك وحدة أراضيها. جاء هذا القرار استنادا إلى قانون جمهورية الصين الشعبية لمكافحة العقوبات الأجنبية ويشمل تجميد أصول هذه الشركات والمسؤولين داخل الصين وحظر أي تعاون معهم ومنعهم من دخول البلاد وهو رد لا يعكس فقط غضبا سياسيا بل إرادة استراتيجية مدروسة تضع الدفاع عن السيادة الوطنية فوق كل اعتبار. 

لطالما اعتبرت الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وخطا أحمر وجوديا لا يمكن التنازل عنه ومبدأ صين واحدة ليس مجرد شعار دبلوماسي بل حقيقة تاريخية وقانونية وجغرافية. وحين تقدم الولايات المتحدة على بيع أسلحة إلى جزيرة تدّعي انفصالا غير شرعي فإنها لا تخرق فقط الاتفاقيات الثنائية بل تنتهك القانون الدولي وحقوق السيادة الأساسية لأمة عظيمة. واللافت أن الرد الصيني هذه المرة لم يكن خطابا استنكاريّا بل تحركا قانونيا قويا يعكس نضجا استراتيجيا وثقة في أدوات الدولة الحديثة. فالصين لم تعد تكتفي بالاحتجاج بل باتت تمتلك القدرة على فرض عواقب حقيقية على من يهددون مصالحها الجوهرية. 

إن هذه العقوبات ليست مجرد رد على صفقة سلاح بل رسالة واضحة إلى واشنطن وكل من يراهن على تايوان كأداة لاحتواء الصين أن الزمن قد تغيّر. فالصين اليوم دولة ذات سيادة كاملة تبني نظاما داخليا يقوم على الانضباط والقانون وتدافع عن مصالحها بحزم وعقلانية. ولا يمكن فصل قضية تايوان عن المشروع الوطني الصيني الأوسع الذي يهدف إلى تحقيق النهضة العظيمة للأمة وهو مشروع لا مكان فيه للانفصال أو التدخل الخارجي. 

ومن منبر “المشهد الصيني” نعلن بوضوح تام أننا نقف مع الصين شعبا وحزبا وحكومة في قضيتها العادلة بشأن تايوان. نرى في وحدة الأراضي الصينية حقا أصيلا لا يقبل المساومة وندعم بكين في استخدام كل الوسائل المشروعة لصون سيادتها. فالمجتمع الدولي الذي يطالب باحترام الحدود لا يمكنه أن يغض الطرف عن من يسوقون الأسلحة لتمزيق أمة واحدة تحت ستار الديمقراطية أو التوازن الإقليمي. 

في عالم تسوده الفوضى تقدم الصين نموذجا مختلفا يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل لكنه في الوقت نفسه لا يتهاون مع من يحاولون اختراق جوهر كرامتها الوطنية. واليوم تثبت بكين مرة أخرى أن قوتها لا تكمن فقط في اقتصادها أو جيشها بل في إرادتها الثابتة على حماية وحدتها مهما كلف الثمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *