تقدّم محوري في ميناء هاينان للتجارة الحرة يعزز الاقتصاد العالمي المفتوح
هايكو: المشهد الصيني
بدأ ميناء هاينان للتجارة الحرة، وهو الأكبر في العالم من حيث المساحة، يوم الخميس عمليات جمركية خاصة على مستوى الجزيرة بأكملها، في خطوة محورية ضمن سياسة الصين للانفتاح الرفيع المستوى.
يمثّل هذا الإنجاز التاريخي في هذا المشروع الرائد دفعة قوية ومستدامة لتنمية مقاطعة هاينان الاستوائية وتنمية البلاد بأكملها بجودة عالية، وكذلك للتكامل الاقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي. كما يُتوقع أن يوفّر هذا التطوّر دعماً كبيراً للتجارة الحرة التي تأثّرت في السنوات الأخيرة بتصاعد الحمائية والأحادية.
يُعدّ إنشاء ميناء تجارة حرة أعلى درجات الانفتاح الاقتصادي في العالم اليوم. وبفضل موارده الطبيعية الغنية وموقعه الاستراتيجي المدعوم بسوق الصين الضخم، يغطّي ميناء هاينان للتجارة الحرة جزيرة هاينان بأكملها التي تبلغ مساحتها 33,900 كيلومتر مربع. ويضمّ الميناء حالياً ثمانية منافذ أولية مفتوحة و10 منافذ جمركية ثانوية.
تسعى الصين إلى تحويل ميناء هاينان للتجارة الحرة إلى بوابة رئيسية تقود انفتاح البلاد في العصر الجديد. وبصفته منطقة رائدة لدفع عجلة الإصلاح والانفتاح الشاملين، سيسهم هاينان في الجهود الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى إنشاء أنظمة جديدة لاقتصاد منفتح على مستوى أعلى.
دخل ميناء هاينان للتجارة الحرة مرحلة تطوير جديدة، حيث وضع إطاراً أولياً للسياسات والمؤسسات لتعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار. ويتضمّن الميناء ترتيبات تدريجية لتطبيق نظام التعريفات الصفرية، والمعدلات الضريبية المنخفضة، وهيكل ضريبي مبسّط، بهدف إنشاء نظام ضريبي تنافسي على المستوى الدولي في نهاية المطاف. واعتباراً من يوم الخميس، ارتفعت حصة السلع المعفاة من الرسوم الجمركية في ميناء هاينان من 21% إلى 74%، وتوسّع عدد البنود المعفاة من نحو 1,900 بنداً إلى أكثر من 6,600 بنداً.
من المتوقّع أن تُعزّز هذه العمليات الجمركية الخاصة من دور ميناء هاينان كمغناطيس للاستثمار العالمي والكفاءات البشرية، وكمحرك جديد للتنمية عالية الجودة.
وتشير مجموعة من المؤشرات إلى الزخم الكبير الذي يشهده ميناء هاينان. فمنذ عام 2020، تم تأسيس أكثر من 9,600 شركة أجنبية في هاينان، بمشاركة مستثمرين من أكثر من 170 دولة ومنطقة. وافتتحت المقاطعة 75 خطاً بحرياً لحاويات، من بينها 36 خطاً للتجارة الخارجية. كما زاد عدد السياح بشكل كبير مع سعي هاينان لأن تصبح وجهة سياحية وتجارية دولية.
ويركّز ميناء هاينان للتجارة الحرة على قطاعات السياحة، والخدمات الحديثة، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، وسيعزّز التنمية المنسّقة مع منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى. وبفضل الروابط التجارية الوثيقة ودرجة عالية من التكامل الصناعي، يتمتع هاينان وهونغ كونغ بإمكانات تعاون واسعة. ويمكن لمقاطعة هاينان أن تستفيد من أساليب الإدارة المعتمدة في موانئ التجارة الحرة الرائدة عالمياً مثل هونغ كونغ.
هاينان هي محور رئيسي على طول مبادرة الحزام والطريق، وتوحّد بين الأسواق المحلية والدولية. وبموقعها الجغرافي الاستراتيجي عند الممر الحيوي الذي يربط المحيط الهادئ والمحيط الهندي، سيكتسب ميناء هاينان للتجارة الحرة مكانة متزايدة الأهمية في المشهد الاقتصادي العالمي.
وبفضل موقعه الجغرافي الفريد، من المتوقّع أن يلعب ميناء هاينان دوراً مهماً في استغلال إمكانات التعاون ضمن اتفاقيات التجارة الحرة مثل بروتوكول ترقية منطقة الصين–آسيان للتجارة الحرة 3.0، واتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP).
وباعتبارها داعماً ثابتاً للتجارة الحرة والعولمة الاقتصادية، ستواصل الصين اجتذاب الزخم من سياسة الانفتاح لدفع عجلة الإصلاح والتنمية، والارتقاء بمعاييرها لتتماشى مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية الرفيعة المستوى، وتوسيع فرص الوصول إلى أسواقها. وتشير عمليات الجمارك الخاصة في ميناء هاينان إلى عزم الصين الثابت وثقتها في توسيع سياسة الانفتاح الرفيع المستوى.
بدأ ميناء هاينان للتجارة الحرة ذي الخصائص الصينية يأخذ شكلاً ملموساً وسيكتسب زخماً أكبر. ومع أنه مشروع طويل الأمد، إلا أنه لا يزال أمامه طريق طويل، وسيتطلب مواصلة الإصلاحات بثبات.
ووفقاً للخُطط، ستصبح الأنظمة المؤسسية وآليات التشغيل الخاصة بميناء هاينان للتجارة الحرة أكثر نضجاً بحلول عام 2035. وستتحوّل جزيرة هاينان بحلول منتصف القرن إلى ميناء تجارة حرة عالمي المستوى وذو تأثير عالمي.
وباعتباره رائداً جديداً في سياسة انفتاح الصين، سيواصل ميناء هاينان التقدّم في استكشاف المزيد من أشكال الانفتاح المؤسسي، ومشاركة فرص التنمية مع المستثمرين، وتقديم اليقين والمرونة الجديدين للاقتصاد العالمي من خلال تعاون مفتوح وذي منفعة متبادلة.
عن الكاتب
