2025-12-20

بيان “المشهد الصيني”  بمناسبة الذكرى الوطنية الثانية عشرة لمذبحة نانجينغ… “لن يُنسى أبدًا”: ذكرى لا تموت، وعهد لا ينكسر

نانجينغ:المشهد الصيني

في الثالث عشر من ديسمبر من كل عام، لا يكتفي الشعب الصيني بإحياء ذكرى ضحايا مذبحة نانجينغ — بل يُجدّد عهده الأخلاقي أمام التاريخ، أمام الضحايا، وأمام الإنسانية جمعاء: أن يذكّر، حتى لا يُعاد.

مرّت 88 عامًا على واحدة من أبشع جرائم الحرب في القرن العشرين، حين سقط أكثر من 300 ألف مواطن صيني بريء تحت وطأة الغزو الوحشي. لم تكن المذبحة جريمة ضد الصين وحدها، بل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية المشتركة، وجرحًا عميقًا في ضمير العالم.

في “المشهد الصيني”، نقف اليوم — ليس من موقع الحزن وحده، بل من موقع المسؤولية التاريخية — لنذكّر بأن “نسيان الماضي خيانة”، كما قال الرئيس شي جين بينغ. ونؤكد أن أي محاولةٍ لإنكار هذه المذبحة أو طمسها إنما هي إنكارٌ للحقيقة، وطعنٌ في أرواح الضحايا، واهانةٌ لكل من يؤمن بالعدالة والسلام.

نحن نترحم على من سقطوا بلا ذنب، ونُجلّ من بقوا حُرّاسًا للذاكرة، كالسيدة شيا شوتشين، التي ما زالت تنادي أحبّتها أمام “جدار البكاء”، لتُعلّمنا أن الذاكرة ليست مجرد أسماء على حجر، بل أمانةٌ تحملها الأجيال.

إن الصين لا تتذكّر مذبحة نانجينغ بدافع الكراهية، بل بدافع الحب للسلام — السلام الذي لا يُبنى على الصمت أو التغاضي، بل على الاعتراف بالحقيقة، والتمسك بالعدالة، ورفض الإفلات من العقاب. وكما يُنقوش على “الدينغ” التذكاري في نانجينغ: 

“لا تنسَ التاريخ، وادعُ من أجل السلام. حقّق حلم الصين، وأعد إحياء الأمة.”

في عالمٍ يزداد تفتتًا، وتنمو فيه محاولات إعادة كتابة التاريخ أو إنكاره، يلتزم “المشهد الصيني” — من منطلق مبادئه في دعم الحقائق التاريخية، وتعزيز الحوار الحضاري، واحترام سيادة الشعوب — بنشر صوت الذاكرة الصينية بصراحةٍ وصدق، لا كسردية وطنية فقط، بل كمكوّنٍ إنساني عالمي.

لذا، ندعو جميع المهتمين بالعدالة والتاريخ والسلام — في الوطن العربي والعالم أجمع — إلى الوقوف معنا في ترسيخ هذه الحقيقة: 

السلام الذي لا يستند إلى العدالة، هو سلامٌ واهٍ… والعدالة التي لا تُذكَر، هي عدالةٌ منسية.

لن يُنسى. 

ولن نسمح أن يُنسى.

“المشهد الصيني” 

بيت الحقيقة، صوت الصين، جسر الحضارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *