2025-12-20

كلمة الرئيس شي :العمل معاً من أجل مستقبلٍ مستدامٍ وأكثر إشراقاً

غيونغجو: المشهد الصيني

كلمة فخامة شي جين بينغ 

رئيس جمهورية الصين الشعبية 

في الجلسة الثانية لاجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) 

الدورة الثانية والثلاثون

غيونغجو، 1 نوفمبر 2025

حضرة الرئيس لي جيه ميونغ المحترم، 

زملائي القادة،

في الوقت الراهن، يشهد موجة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي تعمّقاً متواصلاً. وعلى وجه الخصوص، يفتح التقدّم السريع في التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة أمام البشرية. ومن ناحية أخرى، يواجه العالم نمواً اقتصادياً باهتاً، واتساعاً في فجوة التنمية العالمية، كما أن التحديات مثل تغيّر المناخ، والأمن الغذائي، والأمن الطاقي تزداد حِدّةً. ولهذا، يتعيّن على اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ تعزيز التعاون المتبادل المنفعة، والاستفادة الجيدة من الفرص الجديدة، ومواجهة التحديات الناشئة، والعمل معاً على صياغة مستقبلٍ مستدامٍ وأكثر إشراقاً. وفي هذا السياق، أودّ أن أطرح ثلاثة مقترحات:

أولاً: ينبغي أن نطلق العنان بشكل أعمق لإمكانات التنمية الرقمية والذكية، لنمنح منطقة آسيا والمحيط الهادئ ميزة جديدة في التنمية القائمة على الابتكار. يجب أن نستغل التقنيات الحديثة استغلالاً كاملاً لتمكيننا ودفعنا قدماً، وأن نغتنم فرص التنمية الرقمية والذكية والخضراء، وأن نُسرّع في تنمية وتعزيز قوى إنتاجية نوعية جديدة. وعلينا أن نُحيي البيانات كمورد أساسي ومحرّك للابتكار، وندعم تدفّق البيانات بشكل آمن ومنظّم، ونُعجّل بالتنمية عالية الجودة للاقتصاد الرقمي. كما ينبغي أن نعمّق التعاون في مجال التقنيات مفتوحة المصدر، ونبني نظاماً بيئياً مفتوحاً وتنافسياً للابتكار.

إن الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية كبيرة في تشكيل المستقبل، ويجب أن يسهم في رفاه شعوب جميع الدول والمناطق. وعلينا أن نضع نُصب أعيننا رفاه البشرية جمعاء، وندعم تنمية الذكاء الاصطناعي بشكل سليم ومنظّم، مع ضمان أن يكون مفيداً وآمناً وعادلاً. وقد اقترحت الصين إنشاء “منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”، آملين أن توفّر هذه المنظمة للمجتمع الدولي منافع عامة في هذا المجال من خلال التعاون في استراتيجيات التطوير، وقواعد الحوكمة، والمعايير التكنولوجية. وتستعد الصين للعمل مع جميع أعضاء أبيك لتعزيز الثقافة الرقمية والذكائية الاصطناعية، وسد الفجوة الرقمية والفجوة في الذكاء الاصطناعي داخل منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ثانياً: ينبغي أن نتمسّك بالتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، لبناء نموذج جديد للتنمية المستدامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فالمياه الصافية والجبال الخضراء تساوي ذهباً وفضةً. وعلينا أن نتحمّل مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة، ونعزّز التكامل بين استراتيجيات التنمية الخضراء لجميع الاقتصادات، ونُسهّل التدفّق الحر للتكنولوجيات والمنتجات الخضراء عالية الجودة، ونُسرّع التحوّل الأخضر ومنخفض الكربون، ونتصدّى بقوة لتغيّر المناخ. كما يجب أن نضمن التنفيذ الفعلي لمبدأ “المسؤوليات المشتركة ولكن المتفاوتة”، ونحثّ الاقتصادات المتقدمة على تقديم الدعم الضروري باستمرار للاقتصادات النامية في مجالات التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات وغيرها.

منذ أن أعلنت الصين قبل خمس سنوات عن أهدافها للوصول إلى ذروة الانبعاثات الكربونية والحياد الكربوني، أقامت أسرع وأكبر نظام للطاقة المتجددة نمواً في العالم. وتشهد صناعات مثل المركبات الكهربائية، والبطاريات الليثيومية، والطاقة الشمسية ازدهاراً كبيراً. وقدّمت الصين مساهماتها المحددة وطنياً لعام 2035 بشأن مواجهة تغيّر المناخ، وستطبّق بشكل شامل نظام “الرقابة المزدوجة” على حجم الانبعاثات الكربونية وكثافتها. كما مولّت الصين إنشاء “الصندوق الفرعي ضمن صندوق دعم أبيك لتعزيز الرقمنة من أجل التحوّلات الخضراء”، وستواصل تنفيذ المبادرات ذات الصلة بالطاقة النظيفة والتحوّل الأخضر.

ثالثاً: ينبغي أن نبني مستقبلاً شاملاً ومنفعياً للجميع، لنولّد زخماً جديداً للنمو الشامل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. يجب أن نضع الإنسان دائماً في صميم أولوياتنا، ونعزّز التواصل السياسي، وتبادل الخبرات، والتعاون القائم على النتائج، لتنفيذ جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بشكل كامل، والقضاء على الفقر معاً، وتحقيق الازدهار المشترك لجميع شعوب المنطقة. وعلينا أن نستفيد بشكل كامل من القوة التقليدية لأبيك في التعاون الاقتصادي والتقني، ونشجّع اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ على أن تكون رائدة في تجربة “اتفاق منظمة التجارة العالمية بشأن التجارة الإلكترونية”، ونُعمّق التعاون في مجالات مثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والموارد البشرية، والأمن الغذائي، والتحوّل الطاقي، والصحة، لتسهيل النمو المتوازن للاقتصادات النامية.

في هذا العام، اقترحت جمهورية كوريا “الإطار التعاوني للتغيّر الديموغرافي”، الذي سيسهم في التنمية الشاملة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومن جانبنا في الصين، سنُسرّع في تحسين النظام الذي يوفّر خدمات سكانية شاملة تغطي دورة الحياة الكاملة لجميع المواطنين الصينيين. وسنعمل بقوة على تطوير “الاقتصاد الفضّي”، ودفع عجلة التنمية السكانية عالية الجودة. كما سنعزّز تنفيذ المبادرات الرامية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، ورفع مستوى الثقافة والمهارات الرقمية لدى النساء، لضمان استفادة جميع دول آسيا والمحيط الهادئ من تعاون أبيك.

كما قال مفكّر صيني في القرن التاسع عشر: “لو سرنا وحدنا، لتعثّرنا تحت وطأة العبء؛ ولو سرنا معاً، فسنخطو بخطى واثقة على الطريق”. إن الصين على أتمّ الاستعداد للعمل مع جميع الأطراف، انطلاقاً من فلسفة التنمية المبتكرة والمنسّقة والخضراء والمنفتحة والمشتركة، لبناء مجتمع آسيوي-هادئي مشترك.

شكراً لكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *