نص كلمة وزير الخارجية في منتدى “لان تينغ”: تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية من أجل مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
بكين:المشهد الصيني
كلمة معالي وانغ يي
عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية
في المنتدى الـ23 لـ”لان تينغ”
بكين، 27 أكتوبر 2025
الضيوف الكرام،
السفراء الدبلوماسيون،
الأصدقاء الأعزاء،
صباح الخير! يسعدني كثيرًا أن أنضم إليكم اليوم في منتدى لان تينغ لمناقشة سبل تحسين الحوكمة العالمية، وتوسيع التضامن والتعاون، والمضي قُدمًا معًا نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
قبل أيام قليلة، احتفلنا بيوم الأمم المتحدة. على مدار الثمانين عامًا الماضية، ظل النظام الدولي الذي تتمحور حوله الأمم المتحدة حجر الزاوية في السلام والتنمية العالميين، وتعمّق مفهوم التعددية في قلوب الشعوب. ومع ذلك، وبعد مرور ثمانين عامًا، نشهد اليوم عودة تيارات الأحادية، وتتلاحق التحديات العالمية واحدة تلو الأخرى. كيف يمكننا إصلاح الحوكمة العالمية وتحسينها لجعلها أكثر ملاءمة للعالم متعدد الأقطاب الآخذ في التشكل؟ هذا سؤال جوهري يشغل عقول الجميع.
في الشهر الماضي، طرح الرئيس شي جين بينغ رسميًّا “مبادرة الحوكمة العالمية” (GGI)، مقدّمًا بذلك الجواب الصيني على هذا السؤال الملحّ في عصرنا. وتتميّز هذه المبادرة الكبرى بخمسة مفاهيم جوهرية:
أولًا: المساواة في السيادة لضمان مشاركة جميع الدول في الشؤون العالمية.
ثانيًا: سيادة القانون الدولي من أجل نظام حوكمة عالمي عادل ومنظّم.
ثالثًا: التعددية لتعزيز التضامن والتعاون بين جميع الدول.
رابعًا: نهج يركّز على الإنسان لضمان أن تكون نتائج الحوكمة العالمية شاملة ومنفعة للجميع.
خامسًا: التركيز على النتائج الفعلية لضمان عملية حوكمة عالمية عملية وفعّالة.
تستند مبادرة الحوكمة العالمية إلى مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتعكس التقاليد النبيلة للدبلوماسية الصينية، وتدعم رؤية المستقبل المشترك، وتحدّد المبادئ والأساليب والمسارات اللازمة لإصلاح الحوكمة العالمية وتحسينها. وهي تمثّل تقدّمًا إبداعيًّا وارتقاءً في فهمنا للحوكمة العالمية، كما تمثّل اختراقًا نظريًّا في مقاربتنا للعلاقات الدولية التقليدية. وبذلك، تُعدّ مبادرة الحوكمة العالمية خيرًا عامًّا عالميًّا جديدًا تقدّمه الصين للعالم.
إن مبادرة الحوكمة العالمية تستجيب لاحتياجات العالم وتطلعات الشعوب. وبالتكامل مع مبادرة التنمية العالمية (GDI)، ومبادرة الأمن العالمي (GSI)، ومبادرة الحضارة العالمية (GCI)، فإنها توفّر الاستقرار المنشود وتمنح اليقين في عالم مضطرب، وقد حظيت بتأييد سريع وواضح من أكثر من 140 دولة ومنظمة دولية. يرى المجتمع الدولي أن هذه المبادرة دعوة في الوقت المناسب للتضامن في عالم يهدّده التفكك، وأنها تحافظ على الركائز الأساسية في وقت تتآكل فيه أسس الأمم المتحدة، وأنها تدعو صراحةً إلى العمل الجماعي بدل الهيمنة كقاعدة للحوكمة العالمية. ويعتقد الكثيرون أن مبادرة الحوكمة العالمية تمثّل أقصى درجات التوافق بين جميع الدول، وأنها تدبير جوهري لمواجهة التحديات العالمية والدفاع عن التعددية، وأنها خطوة حاسمة نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافًا.
إن الرسالة الأكثر وضوحًا في مبادرة الحوكمة العالمية هي دعوة إلى تضامن أقوى. فاليوم، يشهد العالم أكثر من 50 نزاعًا جاريًا من أنواع مختلفة، وتشهد أكثر من 100 مليون شخص نزوحًا قسريًّا. في عالم كهذا، يمر بمرحلة تحولات واضطرابات، فإن الحاجة إلى حوكمة عالمية أقوى لم تكن يومًا أكثر إلحاحًا. إن العبادة العمياء للقوة، وسياسة القوة، والتنمّر لن تفعل سوى دفع العالم عائدًا إلى قانون الغاب، وستقوّض بشكل خطير أسس النظام الدولي وقواعده. لقد أرسل اقتراح الرئيس شي جين بينغ لمبادرة الحوكمة العالمية رسالة قوية مفادها أن على الدول أن تتحد لمواجهة التحديات، وتصوغ توافقًا في الآراء وقوة للتضامن والتعاون للتغلب على الانقسام والمواجهة.
تمثل مبادرة الحوكمة العالمية أيضًا أقوى تأكيد لمبدأ التعددية. فالتعددية هي حجر الزاوية في النظام الدولي الحالي، بل هي الطريق الذي يضمن السلام والتنمية. لكنها تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة من جراء محاولات تعسّفية تسعى إلى التخلّي عن المنظمات والاتفاقيات الدولية، وتشكيل تكتلات حصرية. ومع ذلك، فإن مسار التاريخ لا رجعة فيه، والعالم متعدد الأقطاب آخذ في البزوغ. ووفقًا لما تدعو إليه مبادرة الحوكمة العالمية، ينبغي أن تُناقَش الشؤون العالمية من قبل الجميع، ويُبنى نظام الحوكمة العالمية من قبل الجميع، وتُشارك نتائجه من قبل الجميع. ويجب رفض جميع ممارسات الأحادية. ويعكس هذا الموقف اتجاه العصر وتطلعات الغالبية الساحقة من الدول، وسيعزّز ثقة المجتمع الدولي وتصميمه على ممارسة التعددية وتعزيز آلياتها.
إن الرؤية الأكثر رغبة في مبادرة الحوكمة العالمية هي مستقبل عادل. فهي تهدف إلى جعل نظام الحوكمة العالمية أكثر عدلاً وإنصافًا، وتقود الجميع معًا نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وتنادي بتمثيل أوسع وصوت أقوى للدول النامية، وترفض التنمّر على الدول الصغيرة والضعيفة. وتطالب بتطبيق متساوٍ وموحّد للقانون الدولي والقواعد، وتعارض فرض قواعد داخلية على الآخرين. وتنادي بسد الفجوة بين الشمال والجنوب في أسرع وقت ممكن، وتعزّز المصالح المشتركة لجميع الدول. وتحثّ الدول المتقدمة على الوفاء بمسؤولياتها بجدّية، وتشجّع الدول النامية على طلب القوة من خلال الوحدة. إن مبادرة الحوكمة العالمية لا تبيّن فقط اتجاه الحوكمة العالمية، بل تحدّد أيضًا المسار الصحيح للوصول إليه. وسوف تساعد في حماية الحقوق والمصالح المشروعة لدول الجنوب العالمي، وتصحيح الظلم التاريخي جذريًّا.
أصدقائي الأعزاء،
الرؤية تضيء الطريق، والتعاون يفتح آفاق المستقبل الأفضل. الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لوضع مبادرة الحوكمة العالمية موضع التنفيذ. سنواصل دائمًا التشاور على قدم المساواة، ونستمع إلى وجهات النظر المختلفة، ونتقبّل النصائح المفيدة بعقل منفتح لبناء أوسع توافق ممكن. وسنستند في إبداعنا إلى الإنجازات السابقة، ونُجري التحديثات اللازمة لإصلاح وتحسين النظام الدولي الحالي، لا لاستبداله. وسنعزّز إصلاح الحوكمة العالمية بجهود تدريجية ومستدامة لجعلها مفيدة للعالم بأسره. ولتحقيق ذلك، ينبغي أن نتخذ الإجراءات التالية:
أولًا: يجب أن ندعم معًا سلطة الأمم المتحدة ومكانتها لترسيخ أساس الحوكمة العالمية. إن النظام الدولي الذي تتمحور حوله الأمم المتحدة كان دائمًا دعامة أساسية للتقدم البشري. ويجب تعزيزه، لا إضعافه. إن عدم الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة هو ما أدّى إلى تراكم المشكلات التي نواجهها اليوم. وعلى جميع الدول أن تلتزم بميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية، وأن تنفّذ التزاماتها الدولية بشكل كامل وبحُسن نيّة. ولا ينبغي تطبيق القواعد الدولية بشكل انتقائي وفقًا لمصالح خاصة. ولا يجوز السماح لأي طرف بإضعاف الأمم المتحدة. إن تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في العلاقات الدولية هو عملية لا يمكن وقفها. طالما بقينا مصمّمين ومتحدين، ستتغلب الأمم المتحدة على الصعوبات وتعيد تنشيط سلطتها وحيويتها.
إن الصين تدعم الأمم المتحدة بثبات واتساق. فقد أقمنا احتفالًا رسميًّا بالذكرى السنوية الثمانين لانتصار الحرب الصينية الشعبية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وذلك للحفاظ على نتائج الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي التالي لها، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين. وكان نجاح “الاجتماع العالمي للقادة حول المرأة” تجسيدًا عمليًّا لدعم الصين للنهوض بقضية المرأة عالميًّا. وقد أعلنا عن قرارنا بإنشاء “مرفق الصين والأمم المتحدة للتعاون بين بلدان الجنوب”، وإقامة “مركز عالمي للتنمية المستدامة” بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شنغهاي، لتسريع تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة. ونحثّ جميع الدول على التعاون مع الأمم المتحدة في مجالات الحد من الفقر، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة. وها قد وصلت “مبادرة الأمم المتحدة 80” إلى مرحلة حرجة، حيث تجري الدول الأعضاء مشاورات لدفعها قُدمًا. وتدعم الصين جهود إصلاح الأمم المتحدة، وستعمل مع جميع الدول لزيادة الدعم المقدّم لنظام الأمم المتحدة.
ثانيًا: يجب أن نعمل معًا لدفع عجلة التنمية المشتركة لتعزيز فعالية الحوكمة العالمية. فالتجارة الدولية هي محرك رئيسي للنمو الاقتصادي العالمي. إن منظمة التجارة العالمية التي تؤدي دورها في الحفاظ على بيئة تجارية منفتحة وشاملة تخدم المصالح الأساسية لجميع الأطراف. وقد أعلنت الصين أنه، رغم بقائها دولة نامية، فإنها لن تطلب معاملة خاصة وتمييزية جديدة في المفاوضات الحالية والمستقبلية في منظمة التجارة العالمية. وهذه خطوة ملموسة تعبّر عن ثقة الصين بالنظام التجاري متعدد الأطراف. ونطالب بإنهاء تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية، وتفتيت السوق العالمية، والقرارات المتهورة بشن حروب تجارية وجمركية.
اليوم، يفقد التعاون الدولي في مجال التنمية زخمه، وتتسع الفجوة بين الشمال والجنوب. ينبغي أن نعيد التنمية إلى مركز الأجندة الدولية، ونعبّئ الموارد العالمية من أجل التنمية، ونبني شراكة عالمية للتنمية قائمة على المساواة والتوازن. وقد واصلت الصين دفع تعاون “الحزام والطريق” عالي الجودة مع الدول الشريكة، مما استفاد منه أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم. وقد نفّذنا “عشرة إجراءات شراكة للتحديث” مع الدول الإفريقية، و”خمسة برامج” مع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، و”خمسة أطر تعاون” مع الدول العربية، وأقمنا “سبع منصات تعاون” مخصصة لدول جزر المحيط الهادئ، مما يحقق تقدّمًا مشتركًا في مساراتنا نحو التحديث. وستفتح الصين أبوابها على مصراعيها أكثر فأكثر. وسنطبّق بالكامل المعاملة الجمركية الصفرية على 100% من البنود الجمركية الممنوحة للدول الأقل نموًّا والدول الإفريقية التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية، لنشارك المزيد من الدول والشعوب فرص التنمية.
ثالثًا: يجب أن نقف معًا لمواجهة التحديات الملحة وسد الثغرات في الحوكمة العالمية. يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لاتفاق باريس. وقد أصبح تغيّر المناخ تحدّيًا ملحًّا. فلا ينبغي لأي دولة أن تتأخّر في مواجهة تغيّر المناخ، ولا أن تتهرب من مسؤولياتها. ويجب على الدول المتقدمة أن تفي بجدّية بالتزاماتها بتخفيض الانبعاثات، وأن توفّر الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية. والصين مستعدة للقيام بدور مهم، وترجمة كلماتها إلى أفعال ملموسة، والسعي لبذل أقصى ما تستطيع ضمن قدراتها. وقد أعلن الرئيس شي مؤخرًا عن “مساهمات الصين المحددة على المستوى الوطني” الجديدة، التي تعكس أقصى جهود الصين وفقًا لمتطلبات اتفاق باريس. ونحن مستعدون للعمل بشكل أوثق مع المجتمع الدولي في مجالات التكنولوجيا والصناعة الخضراء، والبقاء على المسار الصحيح للتحوّل الأخضر.
إن العلم والتكنولوجيا يتطوران بوتيرة غير مسبوقة، والحوكمة العالمية بحاجة إلى مواكبة العصر. ينبغي أن تعود الذكاء الاصطناعي بالنفع على البشرية جمعاء؛ فلا ينبغي أن يحتكره عدد قليل من الدول، ولا أن يُساء استخدامه. وتدعم الصين الأمم المتحدة، بصفتها القناة الرئيسية في حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي، لتوجيه الدول نحو تعزيز التوافق في استراتيجيات تطوير الذكاء الاصطناعي، وقواعد الحوكمة، والمعايير التقنية، لتشكيل إطار حوكمة ومعايير تحظى بتوافق واسع. وتنفّذ الصين بنشاط “مبادرة الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي”، وقد أطلقت “منظمة التعاون العالمي للذكاء الاصطناعي (WAICO)” لدفع الذكاء الاصطناعي نحو الخير والشمول، ودعم بناء القدرات في دول الجنوب العالمي. ونرحّب بمشاركة جميع الدول بنشاط في هذه الجهود.
إن بناء عالم آمن للجميع هو مسؤولية جوهرية للمجتمع الدولي. وبينما نرحب بالاتفاق في مرحلته الأولى بشأن النزاع في قطاع غزة، والذي خفّف أخيرًا من الكارثة الإنسانية، فإن السلام هناك لا يزال هشًّا للغاية. وتنادي الصين بوقف إطلاق نار حقيقي وشامل ودائم، وتطبيق مبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين”، وحل الدولتين، من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يستمر أزمة أوكرانيا. وتتمسك الصين بموقف موضوعي وعادل، وتدعم بنشاط المفاوضات من أجل السلام، ومستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة الجهود من أجل السلام.
رابعًا: يجب أن نستجيب بنشاط لتطلعات الجنوب العالمي ونحسّن هيكل الحوكمة العالمية. إن الجنوب العالمي يشهد صعودًا جماعيًّا. وضمان مشاركة الدول النامية على قدم المساواة في صنع القرارات الكبرى المتعلقة بالحوكمة العالمية هو مفتاح الحوكمة العادلة والفعّالة. ونحن نؤمن أنه عند وضع القواعد الدولية، يجب أن يُسمَع صوت الجنوب العالمي بوضوح، وأن يوسع حضوره، وأن تُحمى حقوقه ومصالحه المشروعة.
إن عملية إصلاح النظام المالي الدولي تتخلف بشكل خطير، ولا تعكس التحوّلات الكبرى في المشهد الاقتصادي العالمي. وندعم المضي قُدمًا في إعادة توزيع حصص صندوق النقد الدولي وفق الحصص المتفق عليها، ومراجعة الحصص في البنك الدولي وفق الجدول الزمني والخارطة المتفق عليهما، لمعالجة العجز الديمقراطي في الحوكمة الاقتصادية والمالية العالمية في أسرع وقت ممكن. وندعم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديد في لعب دور أكبر كمكمّلين مفيدين للمؤسسات المالية القائمة، للمساهمة معًا في الاستقرار المالي العالمي.
وفي مواجهة الأزمات والصراعات الكبرى، لم يتمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الاستجابة بشكل فعّال لتوقعات المجتمع الدولي. وبصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، تدعم الصين بثبات إصلاح المجلس. ويعني الحفاظ على الاتجاه الصحيح لهذا الإصلاح زيادة تمثيل الدول النامية وصوتها. والمهمة العاجلة الآن هي اتخاذ ترتيبات خاصة لتلبية تطلعات إفريقيا كأولوية.
إن الصين تؤمن أن الجنوب العالمي ليس فقط لديه الإرادة والحق، بل أيضًا القدرة على أن يكون قوة محورية في إصلاح الحوكمة العالمية. ومستقبلاً، ستدخل الحوكمة العالمية “عصر الجنوب العالمي”. وسوف تستضيف جنوب إفريقيا والبرازيل وقطر على التوالي قمة مجموعة العشرين، ومؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ (COP30)، وقمة العالم للتنمية الاجتماعية. وستقدّم الصين دعمًا كاملًا لدول الجنوب العالمي في استضافة هذه الاجتماعات، وتعزيز مساهمات الجنوب العالمي الجماعية في الحوكمة العالمية.
خامسًا: يجب أن نستفيد بشكل كامل من أدوار أصحاب المصلحة المتنوعين ونوحّد الجهود من أجل الحوكمة العالمية. إن آليات التعاون الإقليمي والمنصات المتخصصة تزدهر باعتبارها قوة جديدة حيوية في الحوكمة العالمية. وستتولّى الصين قريبًا الرئاسة الدورية لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC 2026). ونتطلع إلى العمل مع جميع الأطراف لدفع بناء مجتمع آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادئ، وتمهيد الطريق لمزيد من التنمية في المنطقة. وقد أصبحت آلية تعاون بريكس، بتمثيلها المتزايد، أهم منصة للتضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية. وتدعم الصين بثبات التنمية عالية الجودة لتعاون بريكس الموسع، مع اتخاذ العدالة والإنصاف والانفتاح والشمول مبادئ توجيهية لدفع إصلاح الحوكمة العالمية. وبتبنّيها “روح شنغهاي”، أصبحت منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) قوة دافعة متزايدة في تطوير الحوكمة العالمية وإصلاحها. وتدعم الصين منظمة شنغهاي للتعاون في توسيع التعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من الآليات متعددة الأطراف لتحسين الحوكمة العالمية والإقليمية معًا.
قبل أيام قليلة، تم افتتاح “المنظمة الدولية للوساطة” (IOMed) في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة للصين. وهي أول منظمة قانونية حكومية دولية في العالم مكرّسة لحل النزاعات الدولية عبر الوساطة، وتشكّل خيرًا عامًّا عالميًّا جديدًا قدّمته الصين مع الدول المؤسسة. ونرحّب بانضمام المزيد من الدول إلى هذه المنظمة، ونسعى لحل الخلافات، وتعزيز المصالحة، والحفاظ على السلام من خلال هذه المنصة.
أصدقائي الأعزاء،
لقد اختتمت للتو الدورة الرابعة الكاملة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، والتي قدّمت توصيات بشأن “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” للصين. ورسمت هذه الدورة خريطة طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين خلال الخمس سنوات القادمة، وكذلك رؤية واعدة للتعاون المربح للجميع بين الصين وبقية العالم. وقد شدّدت الدورة على ضرورة أن تعزّز الصين الانفتاح عالي المستوى، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المتبادل المنفعة، وتحقق مزيدًا من التقدّم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إن الصين التي تتقدّم بثبات في طريق التحديث ستفتح بلا شك فرصًا هائلة للتنمية المشتركة للعالم. والصين الملتزمة بالقضية النبيلة للسلام والتنمية ستظهر مسؤولية أكبر في دفع عجلة التقدم البشري. ونحن مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي، وتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية بشكل كامل، وبناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلاً وإنصافًا، والمضي قُدمًا معًا نحو غدٍ أكثر إشراقًا للبشرية.
شكرًا لكم.
