الصين حققت نقلة نوعية في تعزيز الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة والنظم الإيكولوجية
القاهرة :المشهد الصيني
أكد خبير البيئة المصري الدكتور مجدي علام أن الصين حققت نقلة نوعية كبيرة جدا في تعزيز الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة والنظم الإيكولوجية، مشيرا إلى أن الصين استطاعت أن تحقق التوازن بين سرعة التطور التكنولوجي والتنمية المستدامة.
وقال علام، وهو مستشار مرفق البيئة العالمي وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن “الصين من الدول الناشئة التي لها بصمة في الاقتصاد الأخضر، ومن أوائل الدول التي تأقلمت وخفضت غازات الاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره، وأصبحت نسبة كبيرة من الاقتصاد الصيني اقتصاد أخضر، وهذه نقلة نوعية كبيرة جدا”.
وأضاف أن “الصين اهتمت كثيرا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحد من التلوث، وسارعت بإنتاج الهيدروجين الأخضر، ثم الهيدروجين الأزرق، وهذا تطور كبير”.
وتابع أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن “الصين تنتج الوقود الصديق للبيئة، وتعتمد على اقتصاد المسطحات المائية للاقتصاد الأزرق، وهي رائدة في هذا الموضوع، ومن أوائل الدول التي أنتجت الهيدروجين الأخضر والأزرق”.
وقال علام إن “أكثر شيء أعجبني جدا أثناء زياراتي للصين هو حجم التشجير، حيث اكتملت الحضارة الصينية بالغطاء الأخضر، بعد أن قامت الصين بزراعة آلاف الكيلو مترات لتصبح غابات كثيفة ومثمرة وورقية تشكل مظلة وتخفف آثار حدة الاحترار العالمي”.
وزار الخبير المصري الصين ثلاث مرات، آخرها كان ضمن وفد رسمي، للتعرف على تجربة الصين في تحويل بقايا الزراعات إلى الغاز الحيوي.
وأشار مستشار مرفق البيئة العالمي إلى أن “الصين ساهمت في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستطاعت أن تحقق نوعا من التوازن بين سرعة التطور التكنولوجي والتقني من ناحية والقوة السكانية والتنمية المستدامة من ناحية أخرى”.
وواصل أن “الصين تملك قوة بشرية متقدمة علميا تنافس أكبر دول العالم، ونجحت في أن تحول اقتصادها لاقتصاد أخضر، وتقلل مساحة التصحر، وتستعيد الجبال الشجرية، بحيث أصبحت هناك أحزمة خضراء حول المدن الصينية”.
واستطرد قائلا إن “الصين نجحت في الحفاظ على النظم الإيكولوجية، حتى أنواع الحيوانات والطيور النادرة بما فيها حيوان الباندا استطاعت الصين الحفاظ عليها، على الرغم من أن العالم فقد أنواع كثيرة من الكائنات الحية على سطح الأرض لكن الصين نجحت في الحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض وتحقيق التنوع البيولوجي”.
ورأى علام أن “اهتمام الصين ببناء الحضارة الإيكولوجية أدى إلى تحسين معيشة الشعب الصيني ورفاهيته، كما أن اهتمامها بتحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية مع الحفاظ على البيئة حقق نقلة كبيرة في التحول السريع للتكنولوجيا لدى الشعب الصيني، والصين اليوم تنتج منتجات حديثة جدا تنافس بها أكبر قوة في العالم سواء في مجال الأقمار الصناعية أو الطيران وغيرها”.
وأكد أن “الصين تشهد حاليا نهضة غير عادية، وتنتج التكنولوجيا النظيفة التي لا تحتاج إلى نفط وفحم، ومن وجهة نظري أعظم نجاح للصين في مجال التقدم الحضاري البيئي هو التحول الكبير للطاقة الشمسية وطاقة الرياح لأنهما إضافتان لم تكونا موجودتين إلى أن قامت الصين بإنتاجهما، فالصين تخطت كل دول العالم في التحول للطاقة الشمسية، ومعظم منتجات الطاقة الشمسية في مصر والدول العربية وأوروبا أيضا كلها صناعة صينية”.
وختم أن “الصين رقم واحد في العالم في إنتاج الألواح الشمسية والآلات التي تولد الطاقة الشمسية، وهذا يؤكد أنها تشارك بنشاط كبير في الحوكمة البيئية العالمية”.