2024-12-03

فيحاء وانغ تكتب : ما هي الممارسات الصينية لـ”الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة”

تُعتبر “الدورتان السنويتان” في الصين منصتين مؤسستين تبرزان المزايا الملحوظة للسياسة الديمقراطية ذات الخصائص الصينية. يتمتع نواب المجلس الوطني لنواب الشعب بتمثيل واسع لأنهم يعيشون بين الشعب

بقلم فيحاء وانغ شين

افتُتحت في الرابع من مارس الجاري، الدورة الخامسة للمجلس الوطني الثالث عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وافتُتحت في الخامس من الشهر الجاري الدورة الخامسة للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني ( الدورتان السنويتان ) في بكين.

تُعتبر “الدورتان السنويتان” موضوعاً مهماً في النشاطات السياسية للشعب الصيني، كما تُمثلان أفضل نافذة يعرف من خلالها العالم الممارسات الصينية ل”الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة”، حيث يأتي نواب المجلس الوطني لنواب الشعب وأعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي من مختلف المناطق والقوميات والقطاعات في الصين إلى قاعة المؤتمرين حاملين معهم مطالب ورغبات جماهير الشعب الغفيرة، لمناقشة شؤون الدولة والبحث عن سبل التنمية والسعي وراء الحلم معاً خلال الدورتين السنويتين لكل عام.

إن النظام السياسي الذي تطبقه أي دولة وطريق التنمية الذي تختاره هما قضيتان هامتان تتعلقان بمستقبل الدولة وسعادة شعبها. تُعتبر “الدورتان السنويتان” في الصين منصتين مؤسستين تبرزان المزايا الملحوظة للسياسة الديمقراطية ذات الخصائص الصينية. يتمتع نواب المجلس الوطني لنواب الشعب بتمثيل واسع لأنهم يعيشون بين الشعب، وهم الأكثر قدرة على تمثيل الشعب، أما أعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، فهم يتمتعون بالمزايا السياسية لأنهم يشاركون الحزب الشيوعي الصيني في نفس الهدف، ويتمتعون بالمزايا الذكية لأنهم النخبة والأكفاء، ويتمتعون بمزايا الاتصالات الواسعة لأنهم ينتمون إلى مجالات مختلفة.

في سبتمبر عام 1954، عُقدت الدورة الأولى للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب الصيني، حيث أجاز “دستور جمهورية الصين الشعبية”، وأقام رسمياً النظام السياسي الأساسي للصين وهو نظام مجلس نواب الشعب.

يُعتبر نظام مجلس نواب الشعب جزءاً مهماً من نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه حامل مؤسسي مهم لتحقيق الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة في الصين.

خلال الأكثر من سبعين سنة منذ تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، سلك الشعب الصيني، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، لضمان أن يقوم الشعب بإدارة شؤون الدولة عبر مختلف السبل والأشكال، وإدارة القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية حسب القانون، وأن يمسك دائماً بمستقبل ومصير البلاد في يديه. وخاصة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تم توطيد وتطوير نظام مجلس نواب الشعب بشكل مطرد، وتم إثراء وإكمال الديمقراطية التشاورية الاشتراكية باستمرار، وأصبحت صياغة السياسات العامة أكثر دقة في التوقيت وأكثر منهجية واستهدافاً وفاعلية، فتشهد الديمقراطية الشعبية تطوراً مزدهراً.

عُقدت الدورة الكاملة الأولى للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في سبتمبر 1949. يُعتبر المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني منظمة للجبهة المتحدة الوطنية للشعب الصيني، وهيئة مهمة لنظام التعاون المتعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، كما أنه شكل مهم وحلقة مهمة لتطوير الديمقراطية الاشتراكية بعملياتها الكاملة في الحياة السياسية لجمهورية الصين الشعبية، وقناة مهمة ومؤسسة متخصصة للديمقراطية التشاورية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وجزء مهم ومخطط مؤسسي لمنظومة حوكمة الدولة للصين.

قدم المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني مساهمات تاريخية في تأسيس الصين الجديدة، حيث قام الشيوعيون الصينيون من خلاله بالأعمال التحضيرية لتأسيس الصين الجديدة. بعد تأسيس الصين الجديدة، يتطور ويتحسن المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وقد حدد مبادئ “التعايش الطويل الأمد والمراقبة المتبادلة والمعاملة الصادقة والمشاركة في السراء والضراء” بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية الأخرى، وقدم مساهمات مهمة في توطيد السلطة السياسية الشعبية الوليدة واستعادة وتطوير الاقتصاد الوطني وإنجاز الثورة الاشتراكية وتأسيس النظام الاشتراكي الأساسي ودفع بناء الاشتراكية. خلال السبعين سنة الماضية، يتمسك المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بالموضوعين المتمثلين في التضامن والديمقراطية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ليخدم المهمات المركزية للحزب والدولة، ويلعب دوراً مهماً في تأسيس الصين الجديدة، وفي الثورة الاشتراكية والبناء والإصلاح في مختلف الفترات التاريخية.

الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية جمعاء، ولكن ليس هناك نمط ديمقراطي موحد يمكن اعتماده في كل دول العالم. فلا يمكن لأي دولة شق طريق ديمقراطي يتفق مع ظروفها الذاتية إلا انطلاقاً من الحقائق الموضوعية وفي ضوء تاريخها وثقافتها وتقاليدها.

أشار شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى أنه “يجب الحكم على ما إذا كانت دولة ما دولة ديمقراطية من قبل شعبها، وليس من خلال قلة من الغرباء يبدون ملاحظات طائشة. إن قياس الأنظمة السياسية المتنوعة للعالم حسب معيار أحادي ودراسة الحضارات السياسية المتنوعة للبشرية بعين رتيبة، ذلك بحد ذاته غير ديمقراطي”.

من خلال الممارسات والاستكشافات الطويلة المدى، أقامت الصين النظام الديمقراطي الاشتراكي ذا الخصائص الصينية والذي يتفق مع ظروفها المحلية، وإنما نظام مجلس نواب الشعب ونظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية ونظام الديمقراطية القاعدية ونظام التعاون المتعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، هي الأنظمة الأساسية للسياسة الديمقراطية والتي تتفق مع الظروف الصينية وذات المزايا الفريدة. وتتمسك هذه الأنظمة بالمبادئ الأساسية للاشتراكية، بينما تستفيد من الثمار النافعة لبناء الأنظمة القديمة والحديثة والصينية والأجنبية، وهي أنظمة متقدمة تتميز بالخصائص الصينية الجلية والتفوقات المؤسسية الملحوظة والقدرة القوية على التحسين الذاتي، وهي ضمان مؤسسي أساسي لتنمية وتقدم الصين.

إن الشعب هو نقطة البداية ونقطة النهاية ل”الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة”. وسيادة الشعب هي جوهر ومحور السياسة الديمقراطية الاشتراكية.

أشار التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى أن تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية ليس سوى تجسيد لإرادة الشعب وتأمين لحقوقه ومصالحه وتحفيز لحيويته الابتكارية، يضمن سيادة الشعب بالمنظومة المؤسسية. ويجسد طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني فكرة التنمية التي تتخذ الشعب محوراً لها بشكل مستفيض.

وأشار الأمين العام شي جين بينغ إلى أن الديمقراطية ليست زخرفة، ولا تُستخدم للزينة، بل ينبغي استخدامها لحل المشكلات التي يريد الشعب حلها. والميزة الأنفس للديمقراطية الصينية هي أنها عملية وفعالة، والتي عززت بالفعل تقدم الحضارة الاجتماعية واستفاد منها 4ر1 مليار صيني.

خلال الدورتين السنويتين، يطرح نواب المجلس الوطني لنواب الشعب وأعضاء المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي اقتراحات تشتمل على موضوعات كبيرة، مثل صياغة قوانين الدولة وصياغة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية وصياغة وتنفيذ ومراقبة الميزانية المالية، كما تشتمل أيضاً على أشياء عادية، مثل إدارة هيئات التدريس خارج أوقات الدوام وإصلاح الحلقات الضعيفة لرعاية المسنين الريفيين، وحل مشكلة الإسكان في المدن الكبرى، وتوفير مزيد من المساعدات والضمان المعيشي للمسنين الذين يعيشون بعيدين عن أولادهم وغير ذلك. مفهوم “الشعب أولاً” في الدورتين السنويتين محفور بعمق في عملية ممارسة الديمقراطية على الطريقة الصينية.

لا تضمن الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة سيادة الشعب فحسب، وإنما أيضاً تحشد القوة الجبارة لجماهير الشعب الغفيرة في دفع الإصلاح والتنمية على نطاق واسع. وإنما بفضل الترتيبات المؤسسية التي تضمن مشاركة الشعب في حوكمة الدولة والمجتمع بشكل فعال، قفزت القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الشاملة ومستوى معيشة الشعب للصين إلى ربوة جديدة، وأصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة صناعية وأكبر دولة لتجارة البضائع وأكبر دولة من حيث الاحتياطي من العملات الصعبة في العالم، وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لها مائة تريليون يوان الدولار الأميركي يساوي 3ر6 يوانات حالياً، وتجاوز معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عشرة آلاف دولار أميركي، وتجاوزت نسبة السكان المقيمين إقامة دائمة في الحضر 60%، وتجاوز عدد أفراد الفئة المتوسطة الدخل أربعمائة مليون نسمة.

إن ضمان ودعم سيادة الشعب ليس شعاراً أو كلاماً فارغاً، بل يُنفذ في كل الجوانب من النشاطات السياسية والاجتماعية للدولة. على أرض الصين، أصبحت الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة هي الديمقراطية الأكثر شمولاً وواقعية وفعالية

الديمقراطية الشعبية هي الديمقراطية بعملياتها الكاملة

الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، هي ديمقراطية عميقة وشاملة تغطي جميع الجوانب، حيث لا تتميز بإجراءات مؤسسية كاملة فحسب، وإنما أيضاً تتميز بالمشاركة الكاملة في الممارسات. بحيث تتيح لكل شخص فرصة المشاركة في وضع سياسات الدولة. وذلك سحر “الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة”.

من خلال التطور الطويل المدى، تتحسن منظومة المراقبة للحزب والدولة، وتم بناء شبكة مراقبة صارمة، لضمان التغطية الشاملة للمراقبة وجعل السلطة تُمارس تحت أشعة الشمس. تعمل الصين على حشد قلوب أبناء الشعب وقوتهم إلى أقصى حد لإذكاء حماسة ومبادرة وقوة ابتكار الشعب. وتضمن ولادة وتنمية وتحسن الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة نجاح الطريق الصيني، ومن المؤكد أن الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة ستضع حجر الأساس الديمقراطي الثابت لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية والاستقرار السياسي الدائم للدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصفح ايضاً