نمو صناعة السياحة حول العالم مع استئناف الصين للسفر الجماعي للخارج
بكين :المشهد الصيني
سيكون استئناف الصين للسفر الجماعي إلى الخارج بعد تحسين استجابتها لوباء كوفيد-19 بمثابة دفعة قوية لقطاع السياحة العالمية وفرصة للعالم، خاصة للاقتصادات التي تعتمد على السياحة.
استأنفت الصين يوم الاثنين الماضي السفر الجماعي للخارج إلى 20 دولة، بما في ذلك تايلاند وجزر المالديف والإمارات العربية المتحدة وروسيا ونيوزيلندا. كما استؤنفت الرحلات الجماعية بين البر الرئيسي الصيني ومنطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين.
جاءت هذه الخطوة بعدما خفضت البلاد تصنيف إدارتها لوباء كوفيد-19 من الفئة “أ” إلى الفئة “ب” في 8 يناير الماضي. ويعد استئناف السفر إلى الخارج هو أحد الإجراءات في تعديل استجابة الصين لكوفيد-19.
لقد مرت ثلاث سنوات منذ تعليق البلاد السفر الجماعي للخارج، وهو الشكل الرئيسي لسفر السياح الصينيين إلى الخارج. وتعد إعادة تشغيل الخدمات هي بلا شك جزء من اليقين والزخم الذي يساهم به ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عالم يواجه حالة من عدم اليقين وآفاق نمو قاتمة هذا العام.
قبل تفشى الجائحة، كانت الصين أكبر سوق سفر خارجي في العالم، حيث بلغ العدد الإجمالي للرحلات السياحية الخارجية 155 مليونا في عام 2019، وسجل إجمالي إنفاق الصين على السياحة الخارجية 277 مليار دولار أمريكي في عام 2018، وفقا لمنظمة السياحة العالمية.
في يوم الاثنين الماضي، رحبت دول مثل تايلاند وكمبوديا والإمارات العربية المتحدة بأول مجموعات سياحية من الصين منذ ثلاث سنوات. في الماضي، كان السياح الصينيون يشكلون حوالي ربع إجمالي السياح الأجانب الوافدين إلى تايلاند، التي تهدف إلى استقبال 7 ملايين سائح صيني هذا العام.
خلال عطلة عيد الربيع من 21 إلى 27 يناير الماضي، شهدت الصين ما يقرب من 2.9 مليون رحلة عبر الحدود، بزيادة 120.5 في المائة على أساس سنوي، و308 ملايين رحلة محلية، بزيادة 23.1 في المائة وعودة إلى 88.6 في المائة من المستوى لنفس الفترة في عام 2019.
توقعت منظمة السياحة العالمية أن يصل عدد السياح الدوليين الوافدين في عام 2023 إلى ما بين 80 في المائة و 95 في المائة من مستويات ما قبل تفشى الجائحة (مقابل 63 في المائة في عام 2022)، على الرغم من استمرارية الرياح المعاكسة العالمية.
من المتوقع أن تستقبل المزيد من الدول مجموعات سياحية من الصين، تماشيا مع التعافي التدريجي و المنظم للسياحة الخارجية.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان متوسط معدل النمو في الصين 4.5 في المائة، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 1.8 في المائة. ويظهر استئناف السفر الجماعي للخارج أن الصين ستعزز التبادلات بين الشعوب إلى جانب التبادلات الاقتصادية مع البلدان الأخرى في المرحلة الجديدة من استجابتها لكوفيد-19، وستضخ المزيد من الثقة والقوة في التعافي الاقتصادي العالمي.