قطارات الشحن تعزز التجارة بين الصين وأوروبا
بكين :المشهد الصيني
يصادف عام 2023 الذكرى السنوية العاشرة لطرح مبادرة “الحزام والطريق”. وفي السنوات العشر الماضية، وقعت الصين وثائق تعاون بشأن هذه المبادرة مع أكثر من 150 دولة ومنظمة في العالم.
واقترح تقرير المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني تعزيز التنمية العالية الجودة للتشارك في بناء “الحزام والطريق”، ويدل ذلك على أن الصين لا تسعى إلى تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية فحسب، بل الأهم منه تحقيق تنمية عالية الجودة.
وأثناء قمة قادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا التي عقدت في الـ9 من فبراير عام 2021، اقترحت الصين التعاون في بناء مشترك عالي الجودة لـ”الحزام والطريق”، وتسريع بناء المشاريع الكبرى مثل سكة حديد المجر وصربيا، ومواصلة تقديم الدعم لتطوير النقل بقطارات الشحن الصينية-الأوروبية. واعتبارا من نهاية العام الماضي، تجاوز العدد التراكمي لرحلات قطارات الشحن الصينية-الأوروبية خمسين ألف رحلة. ويساعد “أسطول الهجن الفولاذي” هذا البلدان المطلة على مسار “الحزام والطريق” على التوجه نحو مستقبل أفضل.
ويعمل توماس كراجنيكي في إحدى الشركات بمدينة دويسبورغ الألمانية. وبعد وصول البضائع بقطارات خط الصين-أوروبا إلى هذه المدينة، تنقل منها بواسطة شاحنات الحاويات، ويكون كراجنيكي والعمال الآخرون مسؤولين عن التحميل والتفريغ. وقد أدى التطور السريع للنقل بقطارات الشحن الصينية-الأوروبية إلى زيادة التجارة بين الصين وألمانيا. وقال كراجنيكي لمراسل وكالة أنباء شينخوا إنه سعيد جدا بالعمل في هذه الشركة منذ سبتمبر عام 2019، لأنه على رغم من بلوغ عمره 55 عاما، فلا يزال بإمكانه الحصول على عقد عمل ثابت، وهذا الأمر غير شائع جدا في ألمانيا. ويرغب في مواصلة العمل هنا حتى التقاعد، لأن هذه الوظيفة تمنحه إحساسا قويا بالسعادة.
وفي مارس عام 2011، غادر أول قطار شحن صيني-أوروبي من مدينة تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، وخرج من البلاد عبر منطقة شينجيانغ، ومر عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروسيا وبولندا، ووصل إلى مدينة دويسبورغ التي تعد مركزا لوجستيا مهما في ألمانيا، مما فتح فصلا جديدا في النقل البري بين آسيا وأوروبا. وفي أكتوبر عام 2016، أُصدرت “خطة تطوير بناء السكك الحديدية الصينية الأوروبية (2016-2020)” رسميا، وفي أبريل 2017، وقعت إدارات السكك الحديدية في سبع دول، بما في ذلك الصين وألمانيا، “اتفاقية تعميق تعاون حول تطوير السكك الحديدية بين الصين وأوروبا”، وفي سبتمبر 2019، وقعت جميع الوحدات الأعضاء في لجنة تنسيق النقل السريع بالسكك الحديدية بين الصين وأوروبا بشكل مشترك على “اتفاقية تعزيز التنمية العالية الجودة للسكك الحديدية بين الصين وأوروبا”. وبحلول نهاية عام 2021، سُيرت أكثر من خمسين ألف رحلة قطار بين الصين وأوروبا.
وتعد مدينة دويسبورغ مدينة صناعية مهمة في غرب ألمانيا، وهي مركز رئيسي لصناعة الصلب وأكبر ميناء ومركز مهم للسكك الحديدية في أوروبا. وبفضل قطارات الشحن الصينية-الأوروبية ومبادرة “الحزام والطريق”، استعاد التطور الاقتصادي في دويسبورغ حيويته، كما عززت مكانتها كمركز لوجستي مهم في أوروبا. وقال كراجنيكي إن رحلة القطار المباشرة بين المدن الصينية ودويسبورغ تستغرق حوالي 16 يوما فقط، الأمر الذي جلب حيوية جديدة إلى طريق الحرير القديم. وأضاف كراجنيكي للمراسل أنه على الرغم من عدم زيارته الصين حتى الآن، ولكن من خلال التعامل مع زملائه الصينيين، وكذلك المنتجات الصينية التي يمكن رؤيتها في كل مكان في حياته، فإنه يرغب في التعرف على هذا البلد الشرقي العظيم، وأوضح أن معظم المنتجات الإلكترونية التي يستخدمها أصدقاؤه مصنوعة في الصين، مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والتلفزيونات وغيرها، وأضاف أنه يذهب دائما إلى المطاعم الصينية المحلية حيث أطباقه المفضلة هي “قونغ باو جي دينغ” (لحم دجاج مع صلصة الحلو والحار). وإذا أُتيحت له الفرصة، فإنه يأمل في السفر إلى الصين وإحياء السير على طريق الحرير بقدميه ليشعر بالتغيرات المذهلة التي طرأت على الصين.