الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد … “وجهة نظر من العالم العربي “
هل يمكن لاي شخص في العالم أن يتخيل “صين قوية من دون الحزب الشيوعي”؟ من المستحيل ان تكون هناك صين معاصرة وقوية من دون الحزب الشيوعي الصيني لسبب بسيط وهو أن الحزب الشيوعي الصيني هو ذات نفسه الشعب الصيني.
بقلم :عبدالوهاب جمعة محمد نعيم
يبرز الحزب الشيوعي الصيني كـ”حجر الزاوية” في سور نهضة الحضارة الصينية الممتدة على أرث آلاف السنوات، ومن الصعب والمستحيل تخيل نهضة الصين الحديثة لولا وجود الحزب الشيوعي الصيني والذي يعد محرك نهضة الصين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
سر النجاح “خدمة الشعب”
سر نجاح الصين وتفوقها الهائل في كآفة المجالات هو الحزب الشيوعي الصيني والذي حمل في داخلة “جينات” النجاح والتفوق لأن فلسفته ونظرياته وأعماله كانت تدور في محور واحد هو “خدمة الشعب ” عبر نهج مستمر ومستدام استطاع تكييف النظرية الاشتراكية مع الخصائص الصينية.
أثبتت “الاشتراكية بخصائص صينية ” والتي ساهم الرئيس شي جينبينغ ببلورتها في تشكيل الصين الحديثة والعصرية ، لم تكن مجرد نظرية تم تكييفها مع سياق صيني وانما أصبحت منهج طريق في كيفية تحقيق أحلام وتطلعات الشعب الصيني.
كتاب مسيرة نهضة الصين كتب بـ”حبر” الحزب الشيوعي لهدفان هما العيش الكريم للشعب الصيني ومشاركة شعوب العالم ثمار نهضة الصين والتي ظهرت من خلال مبادرة الحزام والطريق والتي أينعت ثمارها وقطفت الشعوب من آسيا إلى أوروبا ومن إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية ثمار نجاحها
أفكار وتجارب الحزب الشيوعي الصيني بنيت من خصائص الشخصية الصينية القائمة على المرونة والصبر والاستجابة لكل الظروف والمتغيرات.
استطاع الحزب الشيوعي الصيني من تحويل كلمات تبدو وكأنها مجرد عبارات تحفيز إلى نهج مستمر ومستدام من العمل، فكلمات مثل “الاستجابة ” و “المرونة ” و”المناورة ” تشكل قوة دفع جعلت من الصين ذات قدرة هائلة من التاثير والتعامل مع كآفة أوجه المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لضمان حصول الشعب الصيني على تنمية مستدامة لا تقف فقط عند حدود الصين وانما تشمل العالم بأسره.
“من الشعب ولأجل الشعب”
الصين “العصرية ” كما نراها الآن ولدت من رحم الحزب الشيوعي الصيني والذي جعل من “الشعب ” هو مدار أنشطته وأعماله.
كتاب مسيرة نهضة الصين كتب بـ”حبر” الحزب الشيوعي لهدفان هما العيش الكريم للشعب الصيني ومشاركة شعوب العالم ثمار نهضة الصين والتي ظهرت من خلال مبادرة الحزام والطريق والتي أينعت ثمارها وقطفت الشعوب من آسيا إلى أوروبا ومن إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية ثمار نجاحها.
يعد كتاب نهضة الصين احد فصول قصة حضارة الصين وهو كتاب متجدد استطاع الحزب الشيوعي الصيني مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص.
جيل وراء جيل استطاعت عضوية الحزب الشيوعي من “بناء سور صين عظيم متجدد” شيد بـ”عرق” و”جهد ” عضوية الحزب عملوا بنكران ذات من اجل عيش كريم ورخاء للشعب الصيني ولشعوب العالم.
سيكون من الصعب علينا الشرح والتوضيح في عبارات قليلة كيف حقق الحزب الشيوعي قصة نهضة الصين عبر التجارب التاريخية المتواصلة والتي لم تتوقف أبدا.
“ديمقراطية عملية”
حسنا … وضع الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني نصب عينيه وعبر “الديمقراطية العملية ” والتي تجمع ولا تفرق استطاع جعل صوت كل صيني يصل إلى المجالس التشريعية ودائرة صنع القرار
حيث يمكن لاكثر من مليار ناخب يدلون بأصواتهم على أساس مبدأ “شخص واحد-صوت واحد” اختيار ممثليهم في مجالس نواب الشعب.
انعكست ثمار “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” على العالم وأصبحت نتائجها تظهر على دول العالم من خلال التنمية والتعاون الدولي في مواجهة الازمات والتضامن حول القضايا العالمية.استطاع الرئيس شي حصد اعجاب شعوب ودول العالم للمضي معا.
وحد الحزب الشيوعي الشعب الصيني عبر قيادته التي تعمل بلا كلل على مواجهة التحديات للوصول إلى تنمية اقتصادية فعالة عبر تعزيز نهج الاصلاح والاستقرار وهو ما ساهم في النهاية في خلق صين اشتراكية حديثة حققت احلام شباب الصين.
وعبر خطط خمسية قصيرة ضمن خطة استراتيجية طويلة المدى حولت البلاد قدرتها ومواردها إلى التنمية عالية الجودة عبر الابتكار وسياسات الاقتصاد الكلي والتي ضمنت تنمية متوازنة لكل المقاطعات الصينية.
لكن الصين استطاعت دفع عمليات الانفتاح والإصلاح إلى أبعد مدى عبر تحسين بيئة العمل وتوسيع التعاون وكانت بذرة ” الحزام والطريق” والتي نمت اخضرت وقطفت شعوب العالم ثمارها
حيث شيدت الصين 21 منطقة تجريبية للتجارة الحرة ووقعت على وثائق تعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع 149 دولة و32 منظمة دولية.
“مشاركة ثمار النجاح”
فكرة الرئيس شي جينبينغ عبر اطلاق مبادرة “الحزام والطريق” كانت تتمحور حول هدف واحد وهو “أن يتذوق العالم مع الصين طعم النجاح معا” استطاع الرئيس شي جينبينغ تطوير مبادرات ورؤى هدفت لخلق “مجتمع المصير المشترك للبشرية ” عبر دفع عجلة بناء الحزام والطريق بالعمل مع العالم لتوسيع الانفتاح والاندماج عبر التسامح والشمول بجانب بناء فلسفة حوكمة عالمية بالمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة.
طرح الرئيس شي عدة مبادرات عالمية لاجل مستقبل واعد ومزدهر وآمن بعيدا عن الصراع وتعظيما للسلم العالمي ومن بينها مبادرة التنمية العالمية التي تدعو إلى التركيز على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
الافكار والرؤى التي صاغها الرئيس شي جينبينغ في “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” تظهر قدرة الانسان الصيني على “خلق المكانة” و “المضي قدما “.
انعكست ثمار “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” على العالم وأصبحت نتائجها تظهر على دول العالم من خلال التنمية والتعاون الدولي في مواجهة الازمات والتضامن حول القضايا العالمية.استطاع الرئيس شي حصد اعجاب شعوب ودول العالم للمضي معا.
“الصين تسهل حياة الناس بالعالم العربي”
وبالنسبة لي كشخص يعيش في العالم العربي فان ثمار “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” أظهرت لنا مدى قدرة الصين في منح العالم العربي سبل التنمية المستدامة وتسهيل حياة الناس بالمنتجات الصينية.
من الخليج العربي إلى المغرب العربي ومن منطقة الهلال الخصيب إلى السودان عملت الشركات الصينية في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، ولا يمكن ان نتصور انتفاع الناس من التنمية في العالم العربي دون وجود الصين.
وفي السودان فان التطور في البنى التحتية من طرق وجسور وسدود وفي مجال الصناعة والنفط لم تكن ممكنة لولا الشركات الصينية كما أن مساهمات الصين في تعزيز الصحة بالسودان كانت الأكبر والاهم.
وبالرغم من أني لم اتمكن من زيارة الصين أبدا إلا أن الصين ظلت دوما في “قلبي ” و”عقلي “، ومن خلال منظار المتابعة والمشاهدة فان الصين شكلت عالمنا ورؤيتنا للأمور وأصبحت المسافة بيننا اقرب واقرب.
من الخليج العربي إلى المغرب العربي ومن منطقة الهلال الخصيب إلى السودان عملت الشركات الصينية في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، ولا يمكن ان نتصور انتفاع الناس من التنمية في العالم العربي دون وجود الصين.
“صنع المعجزات”
مسيرة الحزب الشيوعي الصيني مهرت بـ”الجهد” و”المثابرة ” والعمل المستمر ومواجهة التحديات.
يمكن ان ننظر إلى عدة أمثلة تكشف كيف استطاع الحزب الشيوعي الصيني المتحصن بدعم الشعب الصيني من خلق “معجزات ” في ظل الظروف المتغيرة وهو امتلاكه القدرة الهائلة على مواكبة العصر بابتكار الحلول واختيار القيادة الصحيحة.
يمكن النظر إلى استئصال مرض الملاريا من الصين كمثال على وضع الحزب الشيوعي الصيني الشعب كـ”أولوية”، حيث مثل “دحر “الصين لمرض الملاريا مثال يحتذى لدول العالم.
هل يمكن لاي شخص في العالم أن يتخيل “صين قوية من دون الحزب الشيوعي”؟ من المستحيل ان تكون هناك صين معاصرة وقوية من دون الحزب الشيوعي الصيني لسبب بسيط وهو أن الحزب الشيوعي الصيني هو ذات نفسه الشعب الصيني.
هناك مثال آخر قوي استطاع فيه الحزب الشيوعي الصيني من تحقيق معجزة المعجزات بجهود الشعب وقيادته فقط دون مساعدة من العالم وهو “انهاء الفقر ” في الصين واخراج اكثر من (700) مليون شخص من دائرة الفقر مع تصميم برامج تنموية تمنع انزلاق من خرج من دائرة الفقر بالعودة اليه.
في ظل جائحة كوفيد-19 التي ضربت فجاءة استطاع الحزب الشيوعي من قيادة جهود الدولة في مكافحة الوباء وهو ما تكلل بالنجاح ، ولاحقا استطاعت الصين تصميم سياسة ” صفر –كوفيد” ذات النهج الفعال وفق طبيعة الحزب الشيوعي.
استطاعت تلك السياسة من إيقاف موجات الوباء المتوالية التي ضربت العالم، وشكلت جدار حماية فعال من هجوم الوباء الضاري.
تشكل سياسة ” صفر –كوفيد” أحد قدرات الحزب الشيوعي في المؤامة والتكيف مع التحديات.
“عالم من دون الصين … مستحيل”
هل يمكن لاي شخص في العالم أن يتخيل “صين قوية من دون الحزب الشيوعي”؟ من المستحيل ان تكون هناك صين معاصرة وقوية من دون الحزب الشيوعي الصيني لسبب بسيط وهو أن الحزب الشيوعي الصيني هو ذات نفسه الشعب الصيني.
انظر إلى الحزب الشيوعي الصيني وكيف استطاع قيادة الصين لتوفير حياة كريمة لـ(1.4) مليار نسمة وتوفير اكثر من (750) مليون طن من الحبوب تشكل الامن الغذائي للبلاد.
انظر إلى الحزب الشيوعي الصيني وكيف صنع أكبر نظام ضمان اجتماعي في العالم ورعاية صحية وطبية
انظر إلى كل البنية التحتية والتطور العلمي والصناعي في الصين لكن انظر مرة أخرى إلى المنتجات الصينية المصدرة إلى العالم وكيف جعلت الحياة أسهل
صنع الحزب الشيوعي الصيني “مفتاح ” النجاح عبر افكاره وممارساته وخبراته والتي تكمن في خدمة الشعب
ذلك النجاح الهائل والذي يشبه قوة اندفاع الأنهار كان نتاج رؤية الحزب الشيوعي الصيني عبر “تكييف” النظرية الاشتراكية في سياق الشخصية الصينية فكانت “الاشتراكية بخصائص صينية ” والتي محورها الاساسي جعل الشعب الصيني في المقام الاول وذلك بخدمة الحزب الشيوعي للشعب الصيني
خلقت “الاشتراكية بخصائص صينية ” للصين وللعالم حياة مزدهرة عبر التعاون بعيدا عن التصارع.