منظمة الأغذية والزراعة توقّع اتفاقًا رئيسيًا مع الحكومة الصينية للتعاون بين بلدان الجنوب
وصل برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة إلى أكثر من مائة ألف مستفيد مباشر ومئات الآلاف من المستفيدين غير المباشرين
روما :المشهد الصيني
وقّعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة اتفاقًا مع الحكومة الصينية لإطلاق المرحلة الثالثة من برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة بشكل رسمي.
ووقّع كل من السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، والسيد TANG Renjian، وزير الزراعة والشؤون الريفية في جمهورية الصين الشعبية على الاتفاق العام.
وجاء هذا الاتفاق إبّان إعلان فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر 2020 عن مساهمة الصين بمبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لتمويل البرنامج.
وصرّح الرئيس شي عن هذا التعهد في كلمة وجّهها بواسطة الفيديو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال المناقشة العامة.
ويشدّد هذا الاتفاق على “الجهود التي تبذلها الصين من أجل إعطاء الأولوية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية من خلال استراتيجيتها الجارية لإعادة تنشيط المناطق الريفية” وعلى ولاية المنظمة في مجال الأمن الغذائي والتغذية والزراعة ومصايد الأسماك والغابات، “بما يشمل تقديم المساعدة الفنية لأعضائها في مجال التنمية المستدامة وسبل كسب العيش القادرة على الصمود”.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة: “هذا الاتفاق مهم، من ناحية التآزر بين تجربة الصين وأولويات منظمة الأغذية والزراعة، ومن أجل مساهمة الصين المستمرة في تشجيع التعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية لتحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب”، على حدّ سواء.
يتمثل الهدف الرئيسي من المرحلة الثالثة من برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة في دعم البلدان النامية لتحقيق تحوّل مستدام على المستوى الزراعي والغذائي، والمساهمة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدفين 1 و2 منها.
وتغطّي المرحلة الثالثة من برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة ستة مجالات مواضيعية رئيسية وهي: الإنتاج الزراعي والإنتاجية؛ وسلاسل القيمة والتجارة؛ والزراعة الاستوائية وزراعة الأراضي الجافة؛ وبناء القدرة على الصمود؛ والاستجابة في حالات الطوارئ، والحوكمة العالمية، والمجالات الزراعية التقليدية. وسيتم التركيز بوجه خاص على جملة من الأمور من بينها الفاقد والمهدر من الأغذية، والابتكار، والزراعة الرقمية.
النتائج الهامة
تم إنشاء، في عام 2009، برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة بفضل مساهمة أوّلية بقيمة 30 مليون دولار أمريكي للمرحلة الأولى، ممّا أتاح تبادل المعارف والتجارب بين الصين وبلدان أخرى من بلدان الجنوب. وفي عام 2015، قدّمت الصين مساهمة جديدة بقيمة 50 مليون دولار أمريكي للمرحلة الثانية من البرنامج.
وحقق برنامج التعاون في ما بين بلدان الجنوب المشترك بين الصين والمنظمة نتائج هامة حتى تاريخ اليوم. وفي إطار هذا البرنامج الرئيسي للتعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، تم تنفيذ ما مجموعه 25 مشروعًا وطنيًا وإقليميًا وفي ما بين الأقاليم وعالميًا لدعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي تماشيًا مع أولويات البلدان واحتياجاتها. وقد وصل هذا البرنامج إلى أكثر من مائة ألف (000 100) مستفيد مباشر ومئات الآلاف من المستفيدين غير المباشرين على المستوى الشعبي في المناطق الريفية. ونقل الخبراء الصينيون الذين أوفدوا إلى الميدان في البلدان المضيفة تكنولوجيات عمليّة وقابلة للتكييف عن طريق تقديم عروض إيضاحية ودورات تدريبية قائمة على الطلب بالتعاون مع النظراء على المستوى المحلي.
وبالإضافة إلى هذه المشاريع الميدانية، تم تنظيم أكثر من 50 فعالية ونشاطًا في مجال تنمية القدرات على الصعيد العالمي بمشاركة آلاف المسؤولين الحكوميين والخبراء الفنيين وصغار المزارعين وسائر أصحاب المصلحة من أكثر من 100 من الدول الأعضاء في المنظمة.
ساهم النجاح في إدماج التكنولوجيات الجديدة من خلال التعاون في ما بين بلدان الجنوب في العديد من البلدان، في تعزيز الأمن الغذائي، ولا سيما من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية وتنويع المحاصيل الغذائية وإنتاج الحيوانات الصغيرة والأسماك، والمداخيل الريفية.
وخلال العقدين الماضيين، تم استثمار أكثر من 435 مليون دولار أمريكي في مشاريع وأنشطة للتعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي. ويمكن الاطلاع هنا على مزيد من المعلومات عن الدور الرائد الذي تضطلع به منظمة الأغذية والزراعة في مناصرة التعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي.