2024-12-03

فيحاء وانغ تكتب : لماذا أصدرت الصين قانونا خاصا لحماية حفش اليانغتسي ؟

سمك الحفش الصيني أو حفش اليانغتسي نوع نموذجي من الأسماك المهاجرة بين المياه العذبة ومياه البحر يجد العناية من الصين، وأصدرت الحكومة المحلية بـ “شنغهاي ” اللوائح الإدارية لحماية الحفش الصيني …. فيحاء وانغ الاعلامية الصينية تمنح قراء “المشهد الصيني ” فرصة المشاركة في رحلة من المنبع إلى المصب لتوضيح سمات وتحركات اكبر هجرة سمك عاش منذ العصر الطباشيري في النهر الصيني العظيم

بقلم: فيحاء وانغ

صورة للاستاذة فيحاء امام سمك الحفش

  الحفش الصيني أو حفش اليانغتسي نوع نموذجي من الأسماك المهاجرة بين المياه العذبة ومياه البحر، يقضي معظم حياته في المياه المالحة ولا يبقى في المياه العذبة إلا للتكاثر وفي فترة حياته الأولى.

 خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام، يهاجر الحفش من مصب نهر اليانغتسي في اتجاه المنبع، حيث يتم تطوير الغدد التناسلية هناك. بين أكتوبر ونوفمبر من العام التالي، تنتقل هذه الأسماك إلى منطقة معينة في المجاري العليا والمتوسطة لنهر اليانغتسي لوضع البيوض. ثم تغادر إناث سمك الحفش مباشرة بعد وضع البيوض بينما يبقى الذكور حتى انتهاء موسم التكاثر.

بعد أن تفقس البيوض، يسبح سمك الحفش الصغير على سطح الماء ويندفع مع تيارات الماء. بعد فترة من ثلاثة إلى سبعة أيام، يبدأ الغوص للبحث عن الطعام في قاع النهر والبقاء في أخاديد عميقة هناك حتى فصل الشتاء.

 يمكن العثور على سمك الحفش في مصب نهر اليانغتسي بين إبريل وأكتوبر من العام التالي، حيث يجتاز مرحلة التأقلم. تصبح الأسماك الصغيرة جاهزة لدخول المحيط عندما يتجاوز طول كل منها ثلاثين سنتيمترا. تستغرق دورة الهجرة والتكاثر بالكامل 18 شهرا، وتبلغ مسافة الهجرة حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر، وهي الأطول بين جميع أنواع الأسماك المهاجرة في نهر اليانغتسي.

سمكة حفش صينية

يعود تاريخ ظهور سمك الحفش الصيني إلى العصر الطباشيري، ويعرف كأحد أنواع مجموعة “الغضروعظميات، وهو حالة انتقالية ما بين الغضروفية إلى العظمية. تتميز الأسماك العتيقة بجسد قوي ذي طرف مستدق ولكن مدبب بشكل حاد مع أربع زوائد استشعارية تنحدر من الخطم بالقرب من مقدمة الفم. وعلى خياشيم (منطقة أنف) الحفش، توجد نقوش على شكل أزهار البرقوق، بينما يكون الجسد مغطى بخمسة صفوف من الحراشف العظمية السميكة، واحدة على الظهر، واثنتان على كل جانب. يختلف عدد الحراشف بين الأسماك. عادة، هناك ما بين اثنتي عشرة إلى خمس عشرة حرشفة كبيرة مرتبة بشكل مبعثر على ظهر السمكة.

سمك الحفش الصيني ينمو بسرعة، ويمكن أن يصل إلى أحجام هائلة. يبلغ وزن صغار الحفش التي تربى في حقول خاصة، وتبلغ من العمر عاما واحدا، كيلوغرامين، بينما تكسب الأنواع المتكاثرة في بيئتها الطبيعية ما بين ثمانية إلى 5ر14 كيلوغراما سنويا. يبلغ متوسط حجم ذكر سمك الحفش 250 سنتيمترا، ويزن 150 كيلوغراما بينما يبلغ طول الأنثى 400 سنتيمتر وتزن أكثر من 350 كيلوغراما، والأكبر على الإطلاق هو 700 كيلوغرام.

قاع النهر أو البحر هو المنطقة الرئيسية التي يعيش فيها الحفش الصيني. تتغذى أسماك الحفش على النباتات واللافقاريات تحت الماء. يتميز الحفش الصيني بحاسة شم حادة، مثل حاسة الكلب تماما، وهو خبير في البحث عن الأسماك الصغيرة والقواقع المخبأة في الرمال.

يمكن أن يصل عمر الحفش الصيني إلى خمسين عاما، ويصل إلى مرحلة البلوغ في سن الحادية عشرة للذكور وأربع عشرة للإناث التي تضع بيوضها مرة واحدة كل ثلاث إلى خمس سنوات. وما يزيد الأمر سوءا، أن معدل بقاء هذا الأسماك على قيد الحياة منخفض للغاية.

في عام 1988، تم إدراج الحفش الصيني ضمن الحيوانات المحمية من الدرجة الأولى في الصين. وفي عام 1997، تم إعلان الحفش الصيني كنوع من الأنواع المهددة بالانقراض في الملحق الثاني من اتفاقية التجارة الدولية (CITES)، وفي عام 2010، أدرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) للأنواع المهددة بالانقراض.

سمكة حفش اخرى

في الصين، تم تطبيق التكاثر الاصطناعي للحفش الصيني، حيث تم إطلاق أكثر من ستة ملايين من زريعة السمك في نهر اليانغتسي حتى الآن. ومع ذلك، فإن عدد الحفش الصيني في بيئاته الطبيعية، القادر على التكاثر انخفض إلى أقل من مائة. وبسبب ندرة الحفش الصيني، يطلق عليه اسم باندا الماء.

وتعمل الحكومة الصينية على إنقاذ الحفش الأصلي منذ سبعينات القرن الماضي. في ذلك الوقت، كان هناك الآلاف من سمك الحفش في نهر اليانغتسي، وأكثر من تسعة عشر مكانا لوضع البيوض في المجاري الدنيا لنهر جينشا السفلي والمجاري العليا لنهر اليانغتسي. ومع ذلك، فإن مشروعات الحفاظ على المياه والصيد الجائر والتلوث وحركة الشحن الثقيلة دفعت هذه الأنواع إلى حافة الانقراض.

مع دخول القرن الجديد، فرضت الحكومة الصينية حظرا موسميا على الصيد في نهر اليانغتسي وحظرا دائما على صيد سمك الحفش الصيني في بيئاته الطبيعية، إلى جانب حملات لزيادة وعي الناس بحماية هذا النوع النادر من الأسماك. بعد غياب علامات التكاثر الطبيعي لمدة عامين، وفي عام 2015، تم اكتشاف صغار سمك الحفش الصيني مرة أخرى في مصب نهر اليانغتسي، مما يدل على أن سمك الحفش قد وجد بيئة جديدة للتكاثر. في شهر سبتمبر عام 2017، تم العثور على حفش صيني طوله حوالي 180 سم ووزنه حوالي 100 كيلوغرام في نهر اليانغتسي. لحسن الحظ، لم يتعرض هذا المخلوق العملاق لأذى عند الإمساك به، وتم إطلاقه على الفور في المياه. وفي شهر مايو عام 2020، أصدرت الحكومة المحلية بشانغهاي ” اللوائح الإدارية لحماية الحفش الصيني “ رسميا، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الصين من أجل تعزيز الأعمال في المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تصفح ايضاً