مسجد تشينغ جينغ… أقدم جامع متواجد في الصين
نذرت فيحاء وانغ نذرت نفسها ان تكون جسرا بين العرب والصين.. استخدمت مفردات اللغة العربية في ايصال رسالتها، خصت الإعلامية المخضرمة فيحاء المشهد الصيني بمقال عن أقدم قصة حقيقية عن دخول الإسلام في الصين .. حيث شيد التاجر العماني المشهور أبو عبيدة بن عبد الله أول مسجد في بلاد الصين البعيدة ….وكانت تلك لحظة كثيفة الضياء والنور العرفاني البهي حيث مسجد الأصحاب العابدين وهو أول وأقدم مسجد في شرق العالم، وأول مئذنة تقابل الشمس في بزوغها كل يوم من جهة الشرق.

بقلم : فيحاء وانغ
يسعدني أن أقدم لكم قصة حقيقية عن دخول الإسلام في الصين. عندما وصل التاجر العماني المشهور أبو عبيدة بن عبد الله إلى مدينة تشوانتشو بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، طاف أرجاء المدينة المختلفة وهو في ضيافة الأسرة الإمبراطورية، وقع بصره عليه ورنا ببصره طويلاً مع الشمس في زوالها نحو الغرب، قرر شراء قطعة أرض تتوسط المدينة، تحلق حوله ملاك الأرض وأتباع السلطة الإمبراطورية ورهط من البحارة العرب والتجار الذين قدموا ومعه ومن كان قد وصل قبله، ودفع من النقود الذهبية التي أخرجها من جراب جلدي مزين بخيوط مزركشة، وقال: هنا نشيد مسجدنا ليكون أول مسجد في بلاد الصين البعيدة .وكانت تلك لحظة كثيفة الضياء والنور العرفاني البهي حين ولد مسجد الأصحاب العابدين وهو أول وأقدم مسجد في شرق العالم، وأول مئذنة تقابل الشمس في بزوغها كل يوم من جهة الشرق.

بدأت أعمال البناء للمسجد في عام 1009 ميلاديا، ومن الحجر البركاني والجرانيت، بدأ المسلمون العرب والمسلمون الصينيون من الذين اعتنقوا الإسلام، وعرفوا أخلاق المسلمين وثقافتهم وقيمهم الحضارية عبر التواصل عبر طريق الحرير البرية والبحرية، وهما ينطلقان من مدينتهم التي سماها العرب مدينة الزيتون، بدأوا في بناء المسجد على الطراز المعماري الأموي الدمشقي السائد في ذلك الوقت، وأكمل بناء المسجد في عهد أسرة سونغ الشمالية، وبرزت بوابته الضخمة التي تشبه بوابات دمشق التاريخية القديمة، وعلى مساحة 2250 متراً مربعاً يقع المسجد وفناؤه العريض، وممراته ومداخله، وتميزت أعمدة البناء بضخامتها وصلابتها فهي من أفضل الهياكل الصخرية الصينية، وطليت جدرانه بمواد ظل بعضها باقياً حتى اليوم. درجات المنبر من الحجارة والجرانيت، بينما البهو الخارجي واماكن الوضوء الحجرية مازالت باقية، وهناك نصب رسومات وأدعية آيات قرآنية يحتضنها المتحف الحالي للمسجد والملحق به تعبر عن عظمة أولئك الرجال من المسلمين، حيث نقشوا آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتاريخ المسلمين الأوائل الذين وصلوا الصين ونشروا الإسلام، وتعتبر الحجارة والنقوش كنزاً تاريخياً إسلامياً عريقاً وعتيقاً وشامخاً وباقياً على مر الأيام.
وقد زاره في وقت لاحق بعد بنائه الرحالة العربي المسلم الشهير ابن بطوطة في أطول رحلة له في التاريخ من مدينتة طنجة بالمغرب ليصل الى شاطئ الصين الشرقي، وعاش عامين كاملين في مدينة تشوانتشيو وهو من نقل أن اسمها العربي هو مدينة الزيتون.
والآن أصبح هذا المسجد من الآثار التاريخية البارزة في جمهورية الصين الشعبية، وضمه مجلس الدولة في عهد الزعيم ماو تسي تونغ ضمن القائمة الأولى للآثار الثقافية المحمية.
وبنى السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان في عام 2009 ميلاديا بعد زيارة سابقة قام بها للصين وللمدينة، بجوار المسجد القديم، قاعة ضخمة ومسجداً لصلاة الجمعة أكبر حجماً وأوسع فناءً وصحناً، وصار البناء الجديد معلماً مكملاً للمسجد العتيق، تخليداً لذكرى الرحالة والتاجر العماني أبو عبيدة بن عبد الله بن قاسم أول من أسس مسجداً في الصين، وفتح طريق التجارة والتبادلات بين المنطقة العربية والصين، وجسد بقيمه وأخلاقه قيم الحضارة الإسلامية، ومعروف في التاريخ أن الإمبراطور الصيني سون شين زون أطلق عليه جنرال الأخلاق الحميدة والطيبة، ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد في هذه المدينة إلا الذبح الحلال، فإذا طلبت طعاماً حلالاً يقولون للك: من فجر التاريخ وتقديراً للعرب والمسلمين ولكثافة وجودهم.لا تتم عمليات الذبح إلا بالطريقة الإسلامية
