شي يتطلع إلى التطور الثابت للشراكة الصينية-الروسية
عرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استعداد الصين للعمل مع روسيا من أجل التطوير الثابت والمستمر لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في عصر جديد بين البلدين، وتحقيق التنمية والنهوض لكل منهما، وتقديم مساهمات أكبر لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
بكين:المشهد الصيني
أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استعداد الصين للعمل مع روسيا من أجل التطوير الثابت والمستمر لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في عصر جديد بين البلدين، وتحقيق التنمية والنهوض لكل منهما، وتقديم مساهمات أكبر لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية.
صرح شي بذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تبادل خلالها الزعيمان التهاني بمناسبة العام الجديد وتمنيا لشعبي البلدين عامًا جديدًا سعيدا.
وفي إشارته إلى أن عام 2020 هو عام استثنائي بالنسبة للصين وروسيا والعالم بأسره، أوضح شي أنه نظرًا لأن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) قد شكل تحديا غير مسبوق لحياة البشرية وسلامتها ووجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي، يشهد العالم فترة اضطراب وتحول.
وأضاف أن الذهب الحقيقي يمكن أن يصمد أمام اختبار النار، وقد منحت الفترة العصيبة مزيدا من الأهمية للقوة الفريدة والقيمة الكبيرة للعلاقات الصينية-الروسية.
وأشار شي إلى أن الجانبين دعم كل منهما الآخر في التغلب على التحديات الراهنة، وواصلا دعم بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، مما أظهر الثقة والصداقة المتبادلتين على مستوى رفيع.
وأضاف أن البلدين أخذا بزمام المبادرة في التعاون الدولي ضد كوفيد-19، وعززا بسلاسة التنسيق بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، واحتفلا بشكل مشترك بالذكرى السنوية الـ75 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة.
وقال شي إن البلدين لعبا أيضًا دورًا قياديًا هامًا ضمن أطر متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنظمة شانغهاي للتعاون وبريكس، وأصبحا الدعامة الأساسية في حماية النزاهة والعدالة على المستوى الدولي وممارسة التعددية.
وشدد على أن فكرة الصداقة الدائمة ومبدأ نمط جديد من العلاقات الدولية الذين أقيما في المعاهدة الصينية-الروسية لحسن الجوار والتعاون الودي يمثلان ابتكارًا عظيمًا في تاريخ العلاقات الدولية، وستستمر حيويتهما القوية وتأثيرهما النموذجي في الظهور في الوضع الدولي الراهن.
وبينما يشهد العام المقبل الذكرى العشرين لتوقيع المعاهدة، اقترح شي أن يستغل الجانبان الذكرى فرصة لتوسيع وتعميق التعاون الثنائي على نطاق أوسع.
وقال إن الصين تعمل بنشاط على تعزيز نموذج تنمية جديد والإصلاح والانفتاح عند نقطة انطلاق أعلى، مما يمد التعاون الصيني-الروسي بفرص تنمية أوسع.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما وتعزيز الأشكال والدوافع الجديدة للتعاون، وحثهما على المضي قدمًا في برنامج عام الابتكار العلمي والتكنولوجي بين الصين وروسيا، والدفع من أجل التبادلات الشاملة والتعاون الشامل بين مجتمعاتهما العلمية والتكنولوجية وقطاعاتهما الصناعية، من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة في البلدين بشكل أفضل.
وأكد شي أن العلاقات بين الصين وروسيا تعتز بقوتها الداخلية القوية وقيمتها المستقلة، ولن تتأثر بالتغيرات التي تطرأ في الساحة الدولية أو بأي عوامل أخرى.
وقال إنه من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي، تستطيع الصين وروسيا مقاومة أي محاولة لقمع وتقسيم البلدين بشكل فعال، وفي الوقت ذاته تأسيس درع قوية لحماية النزاهة والعدالة على المستوى الدولي.
ومن جانبه، قال بوتين إن العلاقات الروسية-الصينية تتطور بشكل مطرد هذا العام رغم تأثير كوفيد-19، مع دعم الجانبين بعضهما البعض في مكافحة المرض، كما أن تعاونهما في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والعلوم والتكنولوجيا يمضي قدمًا بدأبٍ.
وأضاف أنه في الوقت الذي يستعد فيه البلدان للاحتفال بالذكرى العشرين لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي، فإن ذلك سيشكل معلمًا هامًا في تاريخ العلاقات الثنائية.
وقال إن روسيا ملتزمة بثبات بالدفع نحو تنمية رفيعة المستوى لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في عصر جديد بين الدولتين، مضيفا أنه على استعداد للعمل مع شي لضمان استمرار القيادة الاستراتيجية ومزيد من التطوير للعلاقات الثنائية في العام الجديد.
وأعرب عن استعداد روسيا للتكاتف مع الصين لمواصلة دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وتعميق التنسيق والتعاون الاستراتيجيين في الشؤون الدولية والمساهمة في الاستقرار الاستراتيجي العالمي.
كما اتفق الزعيمان على مواصلة الحفاظ على تواصل منتظم بشتى الطرق.