كيف حوّل الانفتاح والتعاون شنتشن من منطقة منعزلة صغيرة إلى حاضرة عالمية
في غضون أربعة عقود فقط، نمت شنتشن لتصبح حاضرة متألقة يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة وتضم أكثر من 30 ألف من شركات تكنولوجيا، وتدير اقتصادا بقيمة 400 مليار دولار أمريكي تقريبا. ويأتي تحولها كمثال على التطور الإعجازي الذي حققته الصين ودليل على الممارسة التي تنتهجها البلاد منذ عقود لتوسيع الانفتاح وتكثيف روابطها مع بقية المجتمع العالمي.
بكين:شينخوا ، سينو بانوراما
مع احتفال منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة في الصين بعيد ميلادها الـ40 هذا العام وسط تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد واقتصاد عالمي ينزف وتحولات عالمية عميقة نادرا ما شوهدت منذ قرن من الزمان، فإن فك شفرة الصيغة السرية للنهوض السريع لقرية صيد صينية صغيرة يحمل أهمية عالمية خاصة.
في غضون أربعة عقود فقط، نمت شنتشن لتصبح حاضرة متألقة يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة وتضم أكثر من 30 ألف من شركات تكنولوجيا، وتدير اقتصادا بقيمة 400 مليار دولار أمريكي تقريبا. ويأتي تحولها كمثال على التطور الإعجازي الذي حققته الصين ودليل على الممارسة التي تنتهجها البلاد منذ عقود لتوسيع الانفتاح وتكثيف روابطها مع بقية المجتمع العالمي.
يقف العالم اليوم حقا عند منعطف حاسم. فالتقاء الحمائية والانعزالية والقومية الاقتصادية يقوض التوجه العالمي الرامي إلى التغلب على مسببات الأمراض الفتاكة ويهدد بإطالة أمد الركود العالمي المؤلم.
وبينما يرجع نجاح المدينة الصينية إلى مجموعة من العوامل الرئيسية والمترابطة، مثل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والحفاظ على مسار التنمية المناسب للظروف الخاصة للبلاد، فضلا عن الشجاعة في إجراء إصلاحات صعبة ولكن ضرورية، فإنه من المفيد بالفعل اليوم إبراز أهمية الحفاظ على روح الانفتاح والتعاون في عالم اليوم المشوب بحالة عدم يقين متصاعدة.
إن الصين ليست المستفيد والباني الوحيد في العالم لقرية عالمية متزايدة الترابط. فعلى مدى العقود القليلة الماضية، ومع التدفق الدينامي عبر الحدود لرؤوس الأموال والأكفاء في جميع أنحاء العالم، أصبحت الاختراقات التكنولوجية شبه سحرية، وازدهر التعاون الدولي، وشهد الاقتصاد العالمي والتجارة نموا في منحنى أسي.
وبناء على القيمة الحالية للدولار الأمريكي، ارتفع إجمالي الناتج المحلي العالمي من 1.37 تريليون في عام 1960 إلى 87.7 تريليون في عام 2019، وفقا للأرقام الصادرة عن البنك الدولي، وزادت التجارة العالمية إلى الناتج المحلي الإجمالي من 26.7 في المائة إلى 60.4 في المائة.
ومن أجل سحق الفيروس القاتل وإخراج العالم من الركود ورسم مسار مستقبلي للتنمية، يتعين على البلدان في جميع أنحاء العالم مواصلة الالتزام بالانفتاح، ودعم التجارة متعددة الأطراف مع اتخاذ منظمة التجارة العالمية حجر زاوية في هذا الصدد، والعمل معا لضمان سلاسل توريد عالمية موثوقة ومنتجة.
إن العولمة الاقتصادية ليست خيارا، وإنما حقيقة. وستظل موجة المستقبل. وإن فكرة قيام المرء بفك الارتباط أو الانسحاب إلى داخل حدوده الخاصة ضارة بقدر ما هي مستحيلة.
ويجب على البلدان العمل بشكل مشترك على تنشيط العولمة الاقتصادية وجعلها أكثر شمولا واستدامة، بدلا من إقامة جدران من الحمائية والانعزالية. وأي محاولة متعمدة لقطع العلاقات أو تعطيل التعاون والتبادلات الدولية لا تصب في مصلحة أحد ومحكوم عليها بالفشل.
في تجمع كبير للاحتفال بعيد الميلاد الأربعين لشنتشن يوم الأربعاء، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ المدينة إلى توسيع الانفتاح الشامل، وقال إن الصين ترحب بمشاركة الدول الأجنبية بشكل أكبر في الإصلاح والانفتاح والتنمية بالمناطق الاقتصادية الخاصة في الصين.
لقد أثبت التاريخ أن الانفتاح والتعاون، وليس العزلة أو المواجهة، يمكن أن يؤديا إلى التقدم والازدهار في مجتمع مترابط بشكل وثيق. ومع التطلع إلى المستقبل، ستواصل الصين، وهي من أشد المؤيدين للعولمة، كعادتها دائما، الانضمام إلى بقية العالم لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الرخاء المشترك.