بعد ختام معرض دولي ببكين…صناعة الخدمات في الصين تزدهر وتلقى اهتماما عالميا
اختتم أمس الأربعاء معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات حيث عقد في الفترة من 4 إلى 9 سبتمبر في بكين ومن خلاله تبين أن صناعة الخدمات في الصين تشهد ازدهارا وتحظى باهتمام عالمي.
بكين:المشهد الصيني
اختتم أمس الأربعاء معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات حيث عقد في الفترة من 4 إلى 9 سبتمبر في بكين ومن خلاله تبين أن صناعة الخدمات في الصين تشهد ازدهارا وتحظى باهتمام عالمي.
تعد تجارة الخدمات أحد المؤشرات المهمة لقياس مستوى التحديث الاقتصادي لأي دولة. وفي عملية تعزيز الصين للتنمية عالية الجودة وبناء دولة تجارية قوية ومع استمرار توسع وانفتاح صناعة الخدمات واستمرار ارتفاع نسبة صناعة الخدمات في إجمالي الاقتصاد الصيني، يواصل حجم تجارة الخدمات في الصين توسعه. وفي الوقت الحالي، صُنفت الصين كثاني أكبر دولة في تجارة الخدمات في العالم لست سنوات متتالية، وهي الدولة النامية الوحيدة من بين أكبر خمس دول في العالم في مجال تجارة الخدمات.
في النصف الأول من هذا العام، أظهرت تجارة الخدمات في الصين عموما اتجاها نحو الاستقرار. وباستثناء تجارة خدمات السفر التي تأثرت جراء جائحة فيروس كورونا الجديد، زادت واردات وصادرات الصين من الخدمات بنسبة 2.1 في المائة، لتصبح قوة مهمة في استقرار التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، وكذا مساهما في الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي. وقد لعبت دورا داعما مهما للغاية في استعادة التنمية ومقاومة الركود الاقتصادي العالمي.
وبدورها أشارت أنطونيا كازانيجا، مستشارة إدارة تجارة الخدمات والاستثمار بمنظمة التجارة العالمية، عند تناولها لـ”تقرير التجارة العالمية لعام 2019″ إلى أن تجارة الخدمات أصبحت الجزء الأكثر دينامية في التجارة العالمية. ومن عام 2005 إلى عام 2017، تجاوز معدل نمو تجارة الخدمات عالميا معدل تجارة السلع، بمتوسط نمو سنوي بلغ 5.4 في المائة، ولعبت الصين دورا كبيرا في هذا النمو.
ومن ناحية أخرى، فإنه في الجولة الجديدة من الإصلاح والانفتاح، واصلت الصين توسيع انفتاح كل من الصناعات التحويلية وصناعات الخدمات ذات القيمة المضافة العالية، ما أعطى قوة دفع جديدة لتنمية تجارة الخدمات في الصين.
وفي هذا الصدد، أعربت الكاتبة الفرنسية سونيا بريسلير عن إعجابها بمواصلة الصين لسياسة الانفتاح في وقت تميل فيه بعض الدول إلى الانغلاق على نفسها، مضيفة بقولها “إنني منبهرة للغاية بتنوع الشركات والدول التي شاركت في المعرض والتقنيات التي عُرضت خلاله”.
وفي المستقبل، لا يزال هناك مجال وإمكانات هائلة لتطوير تجارة الخدمات في الصين، إذ أنه وفقا لإحصاءات منظمة التجارة العالمية، فإن حصة تجارة الخدمات في إجمالي التجارة العالمية ارتفعت من 9 في المائة في عام 1970 إلى 23 في المائة في عام 2017. وبحلول عام 2040، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 1/3.
وتعد آسيا المنطقة الأسرع نموا في تجارة الخدمات العالمية، وأصبحت الصين أهم مصدر للنمو في هذا الصدد. ففي السنوات الأخيرة، كان متوسط معدل نمو تجارة الخدمات في الصين أعلى من مثيله في العالم. وزادت نسبة تجارة الخدمات في التجارة الخارجية من 11.1 في المائة في عام 2012 إلى 14.7 في المائة في عام 2018.
ومع انعقاد معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات في سياق الانتشار المستمر للجائحة العالمية والوضع الاقتصادي والتجاري العالمي شديد التعقيد، لفت الخبراء إلى أن المعرض يساهم في تعزيز ثقة وتوقعات السوق، وتحقيق الارتباط الفعال بين العرض والطلب في مجال الخدمات، وتوفير فرص قيمة لاحتواء الاتجاه الهبوطي للاقتصاد العالمي ودفع تعافيه.
وقد وصف رئيس مجلس إدارة مجموعة مسقط للإعلام محمد الزدجالي خطوة إقامة المعرض في هذا التوقيت بأنها “واحدة من أفضل الخطوات العملية التي تلقي حجر في المياه الراكدة وتحرك الاقتصاد ليس الصيني فقط وإنما الاقتصاد العالمي”.
وفي إطار سعيها إلى توسيع انفتاح صناعة الخدمات وتسجيلها لنمو مستمر في تجارة الخدمات، تعمل الصين بنشاط أيضا على تعزيز إصلاح قواعد إدارة تجارة الخدمات، حيث باتت هذه التجارة مجالا بالغ الأهمية.
ومن المتوقع في المستقبل أن تكون هناك المزيد والمزيد من فرص التعاون بين الصين وشركائها في تجارة الخدمات، وسيصبح فضاء التعاون أكثر رحابة، حيث يمكن لكل شريك الحصول على فوائد ملموسة من التجارة