2024-11-02

حفظة السلام الصينيين بدارفور يواجهون المخاطر وينجزون المهمة

مراسلة مجموعة الصين للإعلام في افريقيا ليو سو يون تستكشف كيف انجزت بعثة سلام صينية بدارفور السودانية مهمتها وتادية واجبها .. انها وحدة مهندسي حفظ السلام الصينيين الخامسة عشرة التي وصلت إلى منطقة دارفور السودانية في ديسمبر عام 2018 لتنفيذ مهمة حفظ سلام… الوحدة الصينية واجهت المخاطر وجها لوجه للوفاء بمهمتهم مما يعكس تمسك الجيش الصيني بتحمل المسؤولية وأداء الواجب

الخرطوم:المشهد الصيني

يصادف اليوم  السبت  الاول من اغسطس الذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني. واليوم سنتعرف على مجموعة من الجنود الصينيين الذين يشاركون في مهمة حفظ السلام في افريقيا.

عملت وحدة مهندسي حفظ السلام الصينيين الخامسة عشرة التي وصلت إلى منطقة دارفور السودانية في ديسمبر عام  2018 لتنفيذ مهمة حفظ سلام، عملت هناك 20 شهرًا، حيث يواجهون المخاطر وجها لوجه للوفاء بمهمتهم مما يعكس تمسك الجيش الصيني بتحمل المسؤولية وأداء الواجب. وعن التفاصيل تفضلوا بالاستماع إلى تقرير كتبته ليو سو يون مراسلة مجموعة الصين للإعلام في افريقيا.

المراسلة: في يوليو 2007 ، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بإرسال قوات حفظ السلام المكونة من 25 ألف شخصا إلى منطقة دارفور بالسودان، والتي تُسمى بالبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. وفي أكتوبر من العام نفسه، بدأت الصين في إرسال قوات حفظ سلام إلى تلك المنطقة، وكانت الوحدة الهندسية أول قوة حفظ سلام صينية تتمركز في دارفور. والتي تقوم بالمهام الآن هي الدفعة الخامسة عشرة من الوحدات الهندسية لحفظ السلام. قال دو جين بو المفوض السياسي لوحدة مهندسي حفظ السلام الصينيين

” تتكون الدفعة الخامسة عشرة من وحدات مهندسي حفظ السلام إلى دارفور السودانية من 225 فردا، تم إرسالها إلى المنطقة في 18 ديسمبر 2018، لقد مضى ما يقرب من 20 شهرا. تتركز مهامنا الرئيسية في إصلاح الطرق وتسوية الأرض في مختلف المناطق الحربية التابعة للبعثة المشتركة، بما في ذلك صيانة المطار، وبناء المشروعات وصيانة المرافق المكتبية والمهام الأخرى. ومنذ وصولنا إلى منطقة المهمة، كنا دائمًا نكرم الشرف فوق رؤوسنا، ولا ننسى نيتنا الأصلية مع مراعاة مهمتنا، ونعمل بنشاط على إظهار سلوك الجيش الصيني خلال إكمال المهام الرئيسية مثل بناء المشروعات والوقاية من الوباء ومكافحتها والتحقق والتقييم.”

وصف دو جين بو مهمة عاجلة قامت بها الوحدة الهندسية العام الماضي. في مايو من العام الماضي، قبلت الوحدة الهندسية مهمة رفع الحاويات من المستودع اللوجستي للأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الإفريقي، واستكملت رفع 120 حاوية في يومين فقط.

“كان ذلك خلال موسم الجفاف، حيث تبلغ درجة حرارة السطح نحو 55 درجة مئوية. كانت حارة جدا. تسابق الجنود الستة عشر مع الوقت على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة، وكسبوا وقتا كافيا لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المشتركة في دارفور لإحصاء الإمدادات، ما أظهر “سرعتنا الصينية”، وقد كسب تقدير عاليا من الإدارة المعنية.”

أثناء تنفيذ مهمة حفظ السلام، استخدمت قوات حفظ السلام الصينية مزاياها الخاصة في المجال الهندسي وميزة فريق تقني محترف لمساعدة القوات الصديقة الأخرى والسكان المحليين. وخلال موسم الأمطار في أغسطس من العام الماضي، قاموا على وجه السرعة بإصلاح الممر الرئيسي الوحيد داخل مدينة غلو وخارجها، وفتحوا “شريان الحياة” لضمان شحن إمدادات المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة والمنتجات المحلية، ما أحرز إشادة واسعة النطاق من السكان المحليين. وقالوا جميعا: “إن قوات حفظ السلام الصينية مخلصة في مساعدتنا”.

إن عمليات حفظ السلام مهام شاقة، وكثيرا ما تواجه صعوبات ومخاطر. تحدث دو جين بو عن حادثة تعرضت لها الوحدة الهندسية خلال مهمتها:

“كان أخطر وقت هو أننا عندما كنا نبني طريقا في الجبال، كنا على بعد أقل من 300 متر من الموقع الأماماي للحراس المناهضين للحكومة، يمكننا رؤية أسلحتهم. كان جنودنا متوترين نفسيا.”

ويقع إقليم دارفور في المناطق النائية من الصحراء الكبرى وتتسم بظروف جوية قاسية، وتعتمد ثلاث وجبات يوميا لقوات حفظ السلام بشكل رئيسي على الأمم المتحدة، وعموما، يتم تسليم المواد الغذائية كل نصف شهر، ولكن بسبب الطقس السيئ أو انقطاع الطريق، تمدد مدة تسليم المواد الغذائية إلى شهر واحد في بعض الأحيان، لهذا السبب،أنشاء ضباط وجنود قوة حفظ السلام الصينية مساحة الخضار في المخيم، والتي لا تحل فقط النقص في الإمدادات، بل تزيد أيضا أنواع الأطباق على طاولة الطعام.

مع انتشار فيروس كورونا المستجد في هذه السنة، تواجه قوات حفظ السلام تحديات جديدة، إذ قال دو جين بوه:

“خاصة بعد أن بدأ (الوباء) ينتشر تدريجياً في المنطقة التي نؤدي المهمة فيها، خلال تنفيذ مهام البناء، كان من الصعب على الوحدة تجنب التواصل مع العالم الخارجي، والتي كانت أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. بالإضافة إلى ذلك، كانت الظروف الطبية المحلية متواضعة للغاية، مما تسبب في ضغط كبير على الوحدة في الوقاية من الوباء. لكننا نثابر على ضمان البناء من جهة والوقاية من الوباء والسيطرة عليه من جهة أخرى”.

وخلال هذه العملية، قامت قوات حفظ السلام بترتيب أعمال الوقاية من الوباء ومكافحته في أقرب وقت ممكن، وشراء مواد للوقاية من الوباء، وصياغة خطة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وإرشاد الضباط والجنود إلى الوقاية العلمية والسيطرة عليه، كما قامت قوات حفظ السلام بالتفاوض بنشاط مع بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في دارفور بشأن القيام بالبناء في موعد مختلف لتجنب التواصل مع بعضهم البعض، وتم التعامل بطريقة صحيحة مع العلاقة بين تنفيذ المهمة والوقاية من الوباء والسيطرة عليه، والتكيف بفعالية مع تهديد الوباء، وتحقيق الهدف الأساسي “صفر إصابة” في الوقاية من الوباء ومكافحته.

وحظى الأداء الرائع لقوة حفظ السلام الصينية مرات ب”إعجاب” من قبل بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، التي أشادت عاليا بوحدة الهندسة الصينية باعتبارها الوحدة الأكثر ثقة وقوة. وعند تفقد الوحدة، أشاد كارلوس هامبيرتو لويتي، المستشار العسكري بالأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، أشاد عاليا بأن وحدة الهندسة الصينية قدمت مساهمات هامة في إعادة الإعمار السلمي لإقليم دارفور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *