رد الجميل بالاجمل.. الصين والشرق الاوسط يتبادلان المساعدات في المعركة ضد الوباء
مثل صيني يعود الى (3) آلاف عام يقول : ” إذا أعطيتني شيء جميلا، فسأعطيك شيء أجمل” .. تبدو روح ذلك المثل تتجسد بين الصين ودول الشرق الاوسط … في مواجهة جائحة الوباء تعتبر المساعدات المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط أفضل ما يتمثل في هذه الجملة القديمة…. ترصد سعاد ياي المختصة في شؤون الصين والعالم العربي ما قدمه العرب للصين من ” جميل ” في مواجهة الوباء .. وما قدمته الصين من ” الاجمل ” من المساعدات للعرب لمكافحة الوباء

سعاد ياي كاتبة شؤون الصين الدول العربية
بقلم : سعاد ياي شين هوا
أصدرت الحكومة الصينية يوم ال7 من يونيو الجاري كتابا أبيض حول جهود الصين في مكافحة الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، واستعرضت فيه العمل الشاق الصيني في مكافحة الوباء خلال الأشهر الماضية والتجارب الصينية في السيطرة عليه. كما أشاد الكتاب بالتعاون الدولي في هذه المعركة واسعة النطاق.
وفي تفشي الفيروس في عدد من دول العالم، أصبحت المساعدات المتبادلة بين مختلف الدول طريقا مهما لمكافحة الوباء. وفي هذا الصدد، يجب علينا أن نذكر التعاون والمعونات المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط، والتي قدمت إسهامات كبيرة في مكافحة الوباء.
هناك قول صيني انتشر منذ القدم حتى الآن، ألا وهو: إذا أعطيتني شيء جميلا، فسأعطيك شيء أجمل. وظهر هذا القول في كتاب صيني للبيوت القديمة قبل أكثر من 2500 سنة. ويدعو القول إلى رد الجميل بالجميل. وفي جائحة الوباء، تعتبر المساعدات المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط أفضل ما يتمثل في هذه الجملة القديمة.
وفي بداية عام 2020، بدأت جائحة كورونا المستجد تجتاح العالم. وعندما تفشي الوباء في الصين، أسرعت العديد من دول الشرق الأوسط إلى تقديم المساعدة للصين، تعبيرا عن تضامنها مع الشعب الصيني. وفي أوائل فترة تفشي الفيروس بالصين، بعثت الجزائر طائرات خاصة تحمل الإمدادات الطبية إلى الصين لمساعدتها على مكافحة الوباء. وخلال جائحة الوباء بالصين، توجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد في أوائل مارس الماضي إلى بكين، حاملة “رسالة تضامن” مع الشعب الصيني في مواجهة الفيروس.
تظهر الصداقة وقت الضيق والشدة. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ: عندما كنا في أصعب الأوقات، قدم العديد من أعضاء المجتمع الدولي المساعدة والدعم الصادقين للصين، هذه الصداقة سنتذكرها دائما ونعتز بها.
فحينما بدأ الوباء ينتشر في الشرق الأوسط، بادرت الصين بتقديم المساعدة الفورية بكل أنواعها إلى دول المنطقة. هذا وسجلت إيران في التاسع عشر من فبراير الماضي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، وكانت الأولى في منطقة الشرق الأوسط. وبعد ذلك بعشرة أيام فقط، أرسلت الحكومة الصينية فريقا من الخبراء الطبيين إلى طهران للمساعدة في مواجهة الوباء.
وفي نفس الوقت، وصل فريق آخر متكون من الخبراء المتطوعين من الجمعية الصينية للصليب الأحمر إلى بغداد العاصمة العراقية وتوجه الخبراء الصينيون إلى المقاطعات الجنوبية العراقية والمنطقة الكردية الذاتية الحكم وقاموا بتبادلات مع العاملين الطبيين المحليين وجها للوجه.
وخلال أسبوعين فقط، أقام فريق الخبراء الصيني مختبرا جديدا لفحص الحمض النووي، اعتمادا على المعدات الطبية المجيئة من الصين، مما زاد قدرة الفحص للعراق ليصل إلى ألف حالة مصابة بالالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا المستجد يوميا.
إضافة إلى إيران والعراق، وتلبية لدعوة من الحكومة السعودية وصل فريق خبراء صيني إلى الرياض في أواسط إبريل الماضي وقام الخبراء الصينيون بتقاسم الخبرات في مكافحة الوباء مع نظرائهم السعوديين وقدموا الإرشاد والتدريب في مجال الوقاية والسيطرة والتشخيص.
إن الوباء لا يتميز القومية والمساعدة لا تتميز الحدود.
وبعد حدوث الوباء في منطقة الشرق الأوسط، أُرسلت إمدادات المساعدة الطبية من الصين إلى دول عديدة بالمنطقة. وبالإضافة إلى دفعات من إمدادات المساعدة من الحكومة الصينية إلى إيران والعراق، وصلت إمدادات الوقاية من الوباء إلى كل من أفغانستان وسوريا والجزائر وتونس ومصر ولبنان وغيرها من الدول المختلفة.
وبالإضافة إلى المساعدة من الحكومة الصينية، قدمت الوحدات والهيئات الصينية على مختلف المستويات والمؤسسات والجماهير العادية مساهماتهم لمكافحة الوباء بالشرق الأوسط، حيث تبرعت حكومة مدينة شانغهاي الصينية وحكومة مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين بسلع استهلاكية طبية لإسطنبول ومنطقة الرباط المغربية، وقدم صندوق “ما يون” الخيري وشركة إنشاء السكك الحديدية الصينية وشركة البناء الصينية وغيرها من الهيئات والمؤسسات الصينية مساعدات للسودان والأردن والجزائر والكويت، وتبرع المغتربون الصينيون في الجزائر بأموال لشراء إمدادات وقائية من الوباء وشملت 10 آلاف صناديق الكشف عن الفيروسات و160 ألف قناع جراحي طبي لتقديمها إلى جمعية الحلال الأحمر الجزائرية.
كما كان تنفيذ التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية وتقاسم تجربة الصين لمكافحة الوباء بالفيديو تجري بين الخبراء الصينيين ونظرائهم بمختلف الدول منذ تفشي الوباء في الشرق الأوسط، من أجل مساعدة البلدان على مكافحة الوباء بطريقة أكثر شمولاً.
وفي الوقت المناسب، اعتمدت الصين على السفارات والقنصليات والمؤسسات في الخارج لتنظيم مؤتمرات بالفيديو مع خبراء الصحة من العديد من دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية. وفي ال26 من مارس الماضي، عقدت الصين أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة حول وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد مع دول في غرب آسيا وشمال إفريقيا. وشارك في المؤتمر عبر الإنترنت حوالي 200 شخص من 16 دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا مثل مصر والجزائر وفلسطين ولبنان والكويت وقطر، بالإضافة إلى مسؤولين صحيين وخبراء من مجلس التعاون الخليجي.
في ال9 من ابريل الماضي، عقدت الصين وأمانة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة لتبادل الخبرات في مكافحة الوباء. وفي الوقت نفسه، رتبت الصين خبراء طبيين لمكافحة الوباء وخبراء اقتصاديين لعقد مؤتمرات بالفيديو عن بعد مع مسؤولي إدارة الصحة والوقاية من الأوبئة في لبنان وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتبادل وعرض تجارب الصين في مكافحة الوباء واستئناف العمل والإنتاج في ضوء الظروف الوطنية المختلفة والقدرات المختلفة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في مختلف البلدان، والإجابة بصبر على الأسئلة التي أثارها المشاركون، وتقديم مقترحات فعالة.
كلمات التحية مفعمة بالتعاطف والأخوة. ولا تسعى الصين إلى تقديم المساعدات الممكنة إلى دول العالم فحسب، بل توصل تحيات البلاد حكومةً وشعباً إلى شعوب البلدان المتضررة.
دليل على ذلك أن الحكومة الصينية اقتبست في كلماتها المكتوبة على صناديق المواد الطبية المقدمة لمصر قصيدة شعرية للشاعر أحمد شوقي ألفها للإخوة السوريين عام ١٩٣٢، قائلة: “نصحت ونحن مختلفون داراً، ولكن كلنا في الهم شرق”، مما جسد الصداقة المتينة بين الشعبين الصيني والمصري.
وعلى صناديق المواد الطبية المقدمة للبنان، كتبت الحكومة الصينية: “من أجل مستقبل الجميع”، الأمر الذي جسد تمسك الصين بمفهوم المصير المشترك للبشرية.
رد الجميل بالجميل. حصلت المساعدات الصينية على الشكر والتقدير من الشعوب المختلفة. هذا وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمة ألقاها خلال البث التلفزيوني المباشر للمواطنين الجزائريين في نهاية مارس الماضي أن الصين بعثت بإمدادات طبية ملحة للجزائر، وإنها صديقة حقيقية لبلاده. ومن جانبه، أشاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال استقباله السفير الصيني في بغداد تشانغ تاو في مايو الماضي، بجهود الصين في دعم العراق لمجابهة مرض فيروس كورونا المستجد.
وعلى صعيد آخر، تلقت المساعدات المتبادلة بين الصين ومختلف الدول دعما وإشادة لدى الشعوب المختلفة.
وخلال زيارة خبراء الفريق الصيني جناح العزل للمركز الاستشفائي الجامعي باب الوادي بالجزائر لزيارة المرضى المحليين في مايو الماضي، عبرت سيدة مسنة عن شكرها للأطباء الصينيين، وقالت: “الجزائر ترحب بكم، وإن الجزائر والصين صديقان!”
رغم بعد المسافة بين الصين ودول الشرق الأوسط، إلا أن الخطوات المتخذة من قبل الصين تثبت على أن قلوب الشعب الصيني ترتبط مع قلوب شعوب دول الشرق الأوسط، وذلك عبر تضافر الجهود وتكاتف الأيدي لتحقيق النصر النهائي ضد كوفيد ١٩.
وأشار الكتاب الأبيض الصيني لمكافحة الوباء إلى أنه حتى نهاية مايو الماضي، قد أرسلت الصين 29 فريق خبراء طبيين إلى 27 دولة، وقد قدمت أو تقدم حاليا مساعدات لمكافحة الوباء ل150 دولة و4 منظمات دولية. ومن المتوقع أن تواصل الصين معوناتها إلى المزيد من الدول والمنظمات الدولية لمكافحة الوباء.
رد الجميل بالجميل، لم يعكس هذا صفات الأخلاق التقليدية الصينية الحسنة فحسب، بل إنه ما يحتاج إليه العالم في هذا الوقت الحرج. وتحدونا ثقة راسخة بأن نتمكن من التغلب على هذه الأزمة المشتركة لكل البشر بجهودنا المشتركة في المستقبل القريب.
مقال سعاد عن التبادلات بين الصين ودول الشرق الاوسط مقال رائع اطلعنا ان هناك تعاون مستمر وعلاقة وطيدة بين الطرفين والدليل على متانة هذه العلاقات هو التعاون في زمن كوفيد١٩ الذي يعد مخنة وبلاء وهو امتحان حقيقي لصمود العلاقات بين الدول وتعاون الشعوب فيما بينها .
شكرا الصين حكومة وشعبا فنحن باليمن أيضاً قد تلقينا مساعدات طبية عديدة عبر سفارة جمهورية الصين الشعبية ونقدر كل جهود وتعاون الصين وتضامنها معنا حيث تعيش بلدنا ظروف الحرب والوباء والحمد لله على كل شي .