مبادرة الحزام والطريق.. منارة للانتعاش العالمي
على خلفية العزلة التي تعاني منها التجارة والاقتصاد، أصبحت مبادرة الحزام والطريق جزءا لا غنى عنها للانتعاش العالمي. الصين تلعب دورا مهما في مجالات الإنتاج العالمي وسلسلة التوريد وهي قوة دافعة قوية للتجارة العالمية.. وعن طريق الحزام والطريق، أنشأت الصين شبكات البنية التحتية المترابطة مع نظام لوجستي ضخم بهدف دفع التجارة العالمية .. وعلى خلفية العزلة التي تعاني منها التجارة والاقتصاد، أصبحت مبادرة الحزام والطريق جزءا لا غنى عنها للانتعاش العالمي
الخرطوم: هوانغ يونغ فو *
مع انخفاض حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19، بدأت الكثير من الدول الغربية ترفع قيود الإغلاق من أجل إعادة الاقتصاد إلى طبيعته، على رغم من أن التفاصيل والوقت تختلفان باختلاف الدول والمناطق. فهل يمكن أن يتم الانتعاش في أسرع وقت بعد إعادة فتح الاقتصاد؟
منذ تفشي جائحة كوفيد-19، تكشف التناقض في سلسلة التوريد في العالم. عانت معظم الاقتصادات من ما يسمى بـ”صدمة التوريد الكينزية”، حيث توقفت سلسلة التوريد بسبب إجراءات الإغلاق، كما أثارت “القومية التجارية” قطع سلسلة التوريد وتراجع العولمة في أنحاء العالم.
إن أفق انتعاش الاقتصاد العالمي مخيبة للغاية، لكن مبادرة الحزام والطرق تجلب ضوءا ساطعا لنا. كما أن روح طريق الحرير المتمثلة في “السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة” تظهر قسوة القومية التجارية.
لا شك أن الصين تلعب دورا مهما في مجالات الإنتاج العالمي وسلسلة التوريد وهي قوة دافعة قوية للتجارة العالمية. في السنوات الـ20 الماضية، وفي ظل رؤية تدويل السياسة الصناعية، أنشأت الصين شبكات الصناعة الضخمة ونظام المصانع الشامل التي يمكنها أن تنتج المنتجات الصناعية والاستهلاكية بسرعة بما فيها الملابس والمنتجات الإلكترونية والألعاب والأدوية.
وعن طريق الحزام والطريق، أنشأت الصين شبكات البنية التحتية المترابطة مع نظام لوجستي ضخم بهدف دفع التجارة العالمية.
والبنية التحتية الصينية قوية، البرية والبحرية على حد سواء، ولا يمكن لدول أخرى أن تتنافس معها في هذا المجال.
وتمتلك الصين سبعة موانئ من أكبر 10 موانئ في العالم، يمتلك ميناء شانغهاي ثلاثة أضعاف السعة السنوية المجتمعة في العالم للوس أنجلوس ولونغ بيتش – أكبر البوابتين الأمريكيتين في الولايات المتحدة.
وعلى الصعيد العالمي، بنت الصين شبكة ضخمة للمدن الساحلية العالمية. يعد ميناء بيريوس القديم في اليونان، أبرز نجاح لميناء محوري في العالم. قد يتفوق على فالنسيا في إسبانيا ليصبح أكبر ميناء في البحر الأبيض المتوسط وسابع أكبر ميناء في أوروبا، مما يوفر الوقت والمال مقارنة بالموانئ العملاقة الأخرى في شمال أوروبا مثل روتردام.
وفي مجال البنية التحتية البرية، يعد أكبر تقدم شهرة في الصين هو قطارات الشحن بين الصين وأوروبا. مرت أول قطارات الشحن عبر خورجوس واستغرقت من شرق الصين إلى لندن 12 يوما فقط في يناير 2017، قللت نصف الوقت للسفر على الأقل مقارنة مع الطرق البحرية ووفرت نصف التكلفة مقارنة مع الطرق الجوية. أصبح المسار أكثر شيوعا بسرعة مع تزايد عدد القطارات كل أسبوع. وصل عدد القطارات إلى مستوى قياسي بلغ 800 قطار في مارس الماضي، على الرغم من تفشي فيروس كورونا.
لا تقتصر الحزام والطريق على شبكة البنية التحتية فحسب، بل في الحقيقة هي مشروع يشمل كل شيء مثل مناطق صناعية وممرات اقتصادية تغطي مجالات التصنيع واللوجستيات والبناء والطاقة وغيرها. وتهدف إلى تعزيز النمو المحلي.
بفضل التقدم التكنولوجي المتزايد في الكوابل البحرية وتقنية الجيل الخامس للاتصالات والحوسبة السحابية، أصبح “طريق الحرير الرقمي” أولوية للتعاون. بالإضافة إلى ذلك، تساعد العلامات التجارية الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية مثل تطبيقات “ويتشات باي” و”علي باي”، تساعد في إنشاء البنية التحتية للمدفوعات عبر الحدود.
فيما تناولت الإنجازات الصينية، أشارت دراسة للبنك الدولي في عام 2019 بعنوان “اقتصاديات الحزام والطريق: فرص ومخاطر لممر النقل” إلى أن مبادرة الحزام والطريق يمكنها توسيع حجم التجارة والاستثمار وتخليص 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع، خاصة في الاقتصادات في آسيا الوسطى.
- هوانغ يونغ فو