عضو مجلس السيادة بروفسور تاور : الصين من اوائل الدول التي دعمتنا بالمعينات الطبية
أجرى الموقع الإليكتروني للتلفزيون المركزي الصيني لقاء صحفيا مع البروفيسور صديق تاور عضو مجلس السيادة والرئيس المناوب لللجنة العليا لمواجهة كوفيد 19 تحدث فيه عن قراءته لمؤشرات الإصابة بالبلاد وتحدث عن دعم الصين للسودان.

عضو مجلس السيادة السوداني بروفيسور صديق تاور:
مؤشرات انتشار كورونا بالسودان كارثية ومؤسساتنا تفتقر للأساسيات
الصين صاحبة المبادرة وذات دور أكبر في اسناد الشعوب على مواجهة الجائحة
الصين من اوائل الدول التي دعمت السودان بالمعينات الطبية
موقف أمريكا الرافض لرفع الحصار الاقتصادي يثير الاستفهام
حوار: بله علي عمر
لا يخفي كبار المسئولين السودانيين قلقهم من احتمالات الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد في ظل عوامل عديدة تساهم في انتشاره و أبرز هذه العوامل الثقافة الراسخة بالبلاد التي ترتكز علي التواصل والتداخل المجتمعي إضافة إلي فقر المنظومة الطبية سواء بسبب هجرة وقلة الكادر البشري أو ضعف كفاءة المؤسساات العلاجية والمختبرات بالبلاد والتي تفتقر للأجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة الكوارث والأوبئة
أجرى الموقع الإليكتروني للتلفزيون المركزي الصيني لقاء صحفيا مع البروفيسور صديق تاور عضو مجلس السيادة والرئيس المناوب لللجنة العليا لمواجهة كوفيد 19 تحدث فيه عن قراءته لمؤشرات الإصابة والسبل التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الموقف وكشف عن الصورة القاتمة لهشاشة وضعف القطاع الصحي وافتقاره لميعنات العمل وتحدث تاور عن الموقف الصيني الداعم لبلاده مبديا استغراب أهل السودان للموقف الأمريكي الذي يصر علي إبقاء الحصار الاقتصادي رغم انتفاء أسبابه فالي مضابط الحوار:
كيف تقراون واقع كورونا بصفتكم رئيسا مناوبا للجنة كورونا؟
المؤشر ومنذ منتصف مارس وحتي اليوم غير مبشر بل قد يغدو مخيفا إذ يشير إلي الانسجام والاتساق التام مع تتنبوات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بخصوص انتشار الوباء في إفريقيا ماذا تقول مؤشرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في إفريقيا؟ مؤشر دراسات الصحة العالمية والأمم المتحدة توقع وضعا كارثيا بإفريقيا لهشاشة النظم الصحية بالقارة إضافة إلي انخفاض الوعي المجتمعي صحيا إضافة إلي تضعضع الأوضاع بالبني التحتية للمنظومة الصحية وضعف الاقتصاديات الافريقية لكل تلك العوامل فمن المتوقع وفقا للصحة العالمية أن يصل عدد الوفيات الناجمة عن انتشار الفيروس إلي (3300000) ثلاثة ملايين وثلاث مائة ألف شخص في المنظور القريب.
كيف للسودان مواجهة مثل هذه البكارثة المرتقبة؟
هنالك صعوبات بالغة لمواجهة هذه الجانحة لأكثر من سبب أولها أن النظام الصحي الموروث بمختلف مسمياته الوقائية والعلاجية والمختبرات عاجز تماما إضافة للطروف المحيطة بالكادر الصحي من أطباء وتقنيين وفنيين وكوادر مساعدة اضطرت غالبيتهم للهجرة بسبب ظروف العمل الطاردة والافتقار لمتطلبات الخدمات الطبية فيما يعاني من أثروا البقاء كثيرا، ثاني تلك الأسباب تتمثل في اتساع الرقعة الجغرافية للسودان وهشاشة المجتمعات خاصة في المناطق التي شهدت حروبا امتدت لسنوات طويلة حيث تعيش مجموعات سكانية كثيرة العدد في مجمعات تفتقر لأسباب الرعاية الصحية الأولية سواء في معسكرات النازحين أو في مدن الصفيح علي هامش المدن الكبيرة وهناك الفقراء الذين يعيشون في نطاق وساع بشتي بقاع السودان فهذه جميعا تمثل بيئة موائمة لانتشار المرض ثالث الصعوبات التي تواجهها البلاد في استراتيجية الحد من انتشار المرض تتمثل في الموقع الجغرافي للبلاد إذ تتوسط عدة دول افريقية ما جعلها وجهة لمواطني تلك الدول الراغبين في الهجرة إذ تصنف البلاد بانها منطقة عبور هامة للهجرة نحو اوربا كل هذه العوامل تحد من قدرة البلاد علي مواجهة الجائحة وتصعب من السيطرة علي انتشار هذا الفيروس القاتل
يري البعض بامكانية سد الفجوة الناجمة عن الوضع الاقتصادي بتفعيل التواصل مع المنظمات والدول الصديقة؟
فيروس كورونا المستجد جائحة عالمية والتصدي لها يتطلب تضافر جهود المنظومة الدولية لتقوية الحلقات الضعيفة لمواجهة المشكل ومن اوائل الدول التي دعمت السودان في هذا الأمر بالمعينات وأدوات الكشف والملابس الواقية للأطقم الطبية جمهورية الصين الشعبية حيث استلمت البلاد دعم السيد جاك ما وهو دعم مقدر يمثل الدفعة الاولى تلاه الدعم المقدم من سفارة الصين بالخرطوم.
كيف ترون الموقف الصيني في اعقاب الاتصال الهاتفي المطول بين السيد رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الذي تم مؤخرا؟
نثق تماما في علاقتنا القوية مع الصين والتي ابدت استعدادها لاسناد السودان في هذا المجال سيما أن الصين هي الدولة صاحبة المبادرة وكان لها الدور الأكبر في اسناد الشعوب علي مستوي العالم علي مواجهة الجائحة ولا يفوتنا ان نشيد بالتعاون الصيني في المجال الصحي اذ شيدت وتدير اربع مستشفيات كبري بالبلاد واحدة بابي عشر بالجزيرة ومستشفي اخر في مروي واثنين بالخرطوم قدمتها الصين دعما للشعب السوداني وإضافة للصين لا ننسي بعض البلدان الشقيقة التي قدمت دعما للسودان علي رأسها المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
عمدت الحكومة إلي إغلاق الخرطوم كيف تقيمون مخرجات الإغلاق؟
إغلاق الخرطوم كان إجراء احترازيا ضروريا للحد من انتشار الفيروس في جغرافية السودان خاصة أن أغلبية الإصابات المؤكدة بالبلاد تنحصر في ولاية الخرطوم وقد بدأت بالحالات القادمة من بعض البلدان الموبوءة وتحسبا لعدم انتقال المرض إلي الأقاليم الأخري كان قرار إغلاق الخرطوم ومنع مغادرتها وحظر السفر بين الولايات ونعتقد أننا نجحنا إلي حد كبير في حماية الأقاليم من الفيروس.
ماذا عن الوضع داخل الخرطوم؟
في الخرطوم بدأنا بالحد من التجمعات والاصطفاف بلوغا إلي الإغلاق التام الذي تعيشه الخرطوم الان
ما هي التحديات التي تواجه إغلاق العاصمة؟
التحديات اللوجستية لمقابلة الزيادة المضطردة لمعدلات الاصابة من أكبر التحديات التي تواجهها البلاد إضافة إلي صعوبة التزام المواطن البقاء بالمنازل خاصة أن المجتمع السوداني يقوم علي الجماعية في كل تفاصيل حياته وهنالك الضائقة الاقتصادية التي أدت لشح الوقود وغاز الطبخ ودقيق الخبز وهذه ضائقة موروثة من النظام السابق تعمل الحكومة جهدها للتغلب عليها والحد من آثارها ولكنها تحتاج لبعض الوقت مع حال الخزانة العامة الخالية واستدامة الحصار الأمريكي الذي يكبل البلاد بقسوة.
يتفق المراقبون علي انتفاء أسباب الحصار الأمريكي للبلاد فلماذا استمراريته برأيكم؟
حسب وجهة نظري الشخصية فان تعاطي الحكومة الأمريكية مع الملف السوداني فيه الكثير من القسوة والتعسف ذلك أن كافة المبررات التي اتخذتها أمريكا مبررا لحصارها قد زالت تماما بارادة الشعب السوداني في أعقاب أعظم ثورة سلمية سجلها التاريخ في العصر الحديث كنا ولا زلنا نتوقع أن تبادر أمريكا إلي إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. على الولايات المتحدة الأمريكية إن كانت صادقة في دعم التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي بالبلاد ان تعمد إلي تغيير مواقفها بنسبة (180) درجة وليس بالإصرار علي الحصار وعليها أن تدرك بأن أهل السودان علي درجة من الوعي وباتت جموعهم تتساءل ماذا تخفي في جعبتها تجاه بلادنا؟ لماذا هذا الإصرار علي تكبيله؟
……….