2025-01-18

( الانتباهة) تجري حوار الساعة مع السفير الصيني بالخرطوم ( 2 من 2)

اجرت صحيفة ( الانتباهة ) السودانية اليومية حوارا مميزا مع السفير الصيني بالخرطوم ما شينمين ، اجرى الحوار صحفي الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية المخضرم المثنى عبدالقادر الفحل وهو محرر صحفي ذو خلفية كبيرة في العلاقات الدولية كما انه يعد من ابرز المحررين الذين وضعوا بصمة مغايرة في تغطية الشؤون الدولية.. لاهمية المقابلة تعيد ( المشهد الصيني) نشر الحوار.

الســفير ما شينمين: الحياة عادت لطبيعتها في الصين بعد (كورونا(

* اكتشافنا (7) اجهزة لفحص(كوفيد 19) و التـعافى بلغ الان 88%

* اصابة 76 مسلم وهذا دور اقلية (الايغور) بمحاربة الفيروس (..).

* على الدول التكاتف للسيـطرة على الفيروس لـحفظ الامـن العالمي

حوار: المثنى عبدالقادر الفحل

  أكد السفير الصيني في الخرطوم، ما شينمين، أن بلاده تمكنت من تخطي مرحلة الخطر لوباء فيروس (كورونا) الذي اجتاح العالم في الأسابيع الماضية، (الانتباهة) بعد أن ناقشت مع السفير ملفات العلاقات بين البلدين السياسية والاقتصادية بحثت معه تطورات ما بعد فيروس (كورونا) وفضّلت أن تستمع في ذلك من لسان السفير الصيني الذي كشف عن معلومات للمرة الأولى خاصة منها أن الصين خصصت مبلغ (14) مليار دولار أمريكي لمكافحة الفيروس داخل البلاد بالإضافة لتوزيع عدد (42) ألف كادر طبي (مدني وعسكري)، كما كشف السفير حقيقة ما يثار في بعض وسائل التواصل الاجتماعي أن ظهور الفيروس كان سببه ما يحدث لأقلية (الإيغور) المسلمة في إقليم شينجيانغ الصيني، فإلى الجزء الثاني والأخير من الحوار الذي يتناول دور الصين في مكافحة الفيروس داخل البلاد وعلى النطاق الدولي:-

 صف لنا الوضع الحالي لـ(كورونا) في الصين؟ وما دور الصين سيما وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن الفيروس (وباءً) عالمياً؟

 ظهور فيروس كورونا (كوفيد 19) يعد من التحديات الرئيسية والطارئة التي لم تشهدها الصين منذ تأسيسها, فهو مرض سريع الانتشار وصعب الاحتواء حيث تسبب فى اصابة العديد من الحالات كما انه احد التحديات الصحية الكبيرة التى واجهت الصين والمجتمع الدولي، لكن بالتلاحم الشعبى الذى جسد روح الوطنية من خلال العمل على قلب رجل واحد تغلبت الصين على الفيروس والوضع الان تحت السيطرة, حيث إن هنالك 73793 مريضاً من جملة 81896 تم علاجهم مما يعنى ان نسبة التعافى بلغت 90% وكذلك نسبة الوفيات قد انخفضت حيث بلغ عدد الذين ماتوا من جراء الفيروس بصفة عامة 3287, يمكن القول إن الوباء فى الصين يتحه نحو التعافى التام وان الحياة عادت الى طبيعتها وعاد الانتاج بسرعة وان الدولة استطاعت ان تعمل فى وقت واحد لاحتواء الوباء والدفع بعجلة الاقتصاد والتنمية الاجتماعية, فمكافحة الصين للفيروس اتت بنتائج مهمة فى هذه المرحلة بالذات، وذلك جاء لان التطور الايجابى الذى قامت به الصين فى مكافحة الوباء نتج عنها خمس تجارب عملية اولها ان الحكومة المركزية قادت العمل المشترك لوقف الوباء على الصعيد الوطنى بطريقة موحدة, والرئيس الصينى شي جين بينغ اشرف بنفسه على عمليات احتواء الوباء, وسافر الى موقع الحدث فى مدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي ليقوم بتقديم الارشادات من خط المواجهة، وتم تخصيص (14.7) مليار دولار لمكافحة الفيروس في كل المقاطعات واقاليم الحكم الذاتى والبلديات والتى تتبع مباشرة للحكومة المركزية اعلنوا حالة الطوارئ من الدرجة الاولى للتعامل مع طوارئ الصحة العامة، و اكثر من (19) مقاطعة كرست جهدها لمساعدة مدينة ووهان لتتمكن من احتواء الوباء, الدولة سخرت الموارد القومية لدعم الحرب على الوباء القاسى فى مدينة ووهان.

 وماذا عن بقية دول العالم؟

 التنسيق والتعاون الدولى للمجتمع الانسانى ذات المصير المشترك, وذلك من خلال الاحساس بالمسؤولية فى التعامل مع الوباء عبر الانفتاح والشفافية والقيام بكافة الالتزامات الدولية وتبليغ منظمة الصحة العالمية بظهور الوباء فى الوقت المناسب, هذا الى جانب تزويد الجهات المختصة بأحدث المعلومات عن الفيروس وسبل ضبطه والقضاء عليه, وقد تبادلت المعلومات والبحوث مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة الفايروس وصفاته الوراثية, كما ان الحكومة الصينية دعت خبراء من منظمة الصحة العالمية للقيام بزيارات ميدانية تفتيشية فى مدينة ووهان وذلك من اجل رعاية الامن الصحى الدولى العام, كذلك الصين تعاونت مع المجتمع الدولى لاجراء بحوث مشتركة للوصول الى اكتشاف ادوية مضادة للوباء, كما تعاونت الصين مع عدد من الدول و المنظمات لتبادل الخبرات فى كيفية احتواء الفايروس وعلاجه, ومن المنظمات والدول التى تعاونت معها الصين, منظمة الصحة العالمية, رابطة دول جنوب شرق اسيا, الاتحاد الاوروبي, كوريا الجنوبية, ايران, ودول اخرى, كما بعثت الصين فرقاً طبية الى كل من دول (ايطاليا, ايران والكويت) كما ارسلت مواد طبية وادوات تكنولوجية لـ(باكستان) ودول الاتحاد الافريقى الى جانب دول ومنظمات اخرى، فضلاً عن تبرعها بمبلغ 20 مليون دولار لدعم منظمة الصحة العالمية للقيام بدورها فى مكافحة فيروس كورونا ومنعه من الانتشار ونحن على ثقة بان الصين سوف تقضى على الوباء بما اكتسبته من تجربة خلال مكافحتها لوباء سارس, وبما تمتلكه من علم وتكنولوجيا وادوية حديثة وبدعم المجتمع الدولي.

 كيف تمكت الصين من إلزام المواطنين للحد من الفيروس؟

 اتبعنا اجراءات صارمة اتخذت للحد من انتشار الوباء شملت الاغلاق والحجر الصحى لكل الطرق المؤدية الى مدينة ووهان والخارجة منها, ووُضعت تحت المراقبة المشددة, واتخذت الحكومة اجراءت صارمة تهدف الى الكشف و التقرير المبكر والعزل والعلاج المبكر, ومن الاجراءات ايضاً تمديد زمن عطلة الربيع وتعليق الدراسة فى المدارس ومنع التجمعات والسفر وكذلك ايقاف النقل العام ووضع قيود تمنع التواجد فى الاماكن العامة, ومن الاجراءات التى اتُخذت القيام بمسح عام على جميع الاسر لمعرفة المصابين الى جانب رش المناطق العامة, الحكومة اتخذت كل التدابير وبذلت كل الجهود لقطع الطريق امام انتقال فيروس كورونا وخفض معدلات الاصابة، كما تم تصنيف المرضى حسب الحالة وذلك لاغراض الحجر الصحى وتقديم العلاج فى الوقت المناسب، فالحكومة الصينية ارسلت عدداً من الكوادر الطبية المدنية والعسكرية حيث بلغ عددهم (42) الف كادر تم توزيعهم في (346) مجموعة طبية الى ووهان المدينة الرئيسة في خوبي لمراجعة الحالات المؤكدة والمشتبهة، وفى ظرف 10 الى 12 يوماً على التوالى تم تشييد كل من مستشفى هوشين شان بسعة (1000) سرير, ومستشفى لي شين شان بسعة (1600) سرير وهذان المستشفيان الان قيد العمل, علاوة على ذلك فقد تم تحويل الميادين الرياضية ومقرات الاجتماعات الى 15 مستشفى متنقلاً بسعة (13) الف سرير حيث تم استقبال (12) الف يعانون من اعراض خفيفة وتم علاجهم. ومن العجائب ان جميعهم شفي من غير اصابة او موت او حتى تراجع فى الحالات, كما ان مجموعة الطوارئ تقوم بتوفير الدعم الطبى والاحتياجات الضرورية اليومية للمراكز الصحية والتأكد من ان الخطوط الامامية مزودة بالمواد الطبية الكافية.

 هل وجدت الصين لقاحاً للفيروس؟

 المجهودات تضاعفت فيما يتعلق بالبحث العلمى من اجل اكتشاف الامصال واللقاحات والادوية الفاعلة, والاطباء الاختصاصيون يقومون باجراء بحوث مكثفة فى شكل مجموعات لايجاد الدواء المناسب, وقد تم دمج العلاج الصينى التقليدي مع الادوية الحديثة لعلاج الذين يعانون من مرض كوفيد 19، الشكر للجهات ذات الصلة التى تعاونت بصورة لصيقة من اجل احداث تطور علمى فى مجال البحوث لتقديم علاج للعيادات ولاحتواء الوباء في خط المواجهة، كما ان الصين احدثت تطوراً فى اكتشاف سبعة اجهزة لفحص كوفيد 19 وعلاج الالتهاب الرئوى الذى اصبح العالم يعتمد عليه فى العيادات العلاجية.

 ما الذي ينبغي للمجتمع الدولي القيام به في ظل انتشار وباء فيروس كورونا عالمياً؟

 اصبح وباء كوفيد 19 وكيفية الحد من انتشاره تحدياً مشتركاً للمجتمع الدولى, لم تكن هنالك دولة قادرة على حفظ نفسها من انتقال الفيروس, علينا ان نعمل باسلوب جماعى حتى يتحقق الامن المشترك للجميع, نحن نعتقد ان هنالك ثلاثة اشياء يجب القيام بها لإحكام التعاون القوي للانتصار فى المعركة ضد فايروس كورونا، حيث يجب على الجميع تبنى رؤية مشتركة من اجل بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية لان الفيروس كشف لنا ان عالمنا اليوم هو مجتمع المستقبل المشترك مثل كل الاوراق في نفس الشجرة، ومن اجل المصلحة العامة ينبغى على دول العالم ان تتجنب التمييز او مفهوم الافضلية او الانحياز بسبب الايدولوجية وعلى الدول ان تدعم بعضها البعض بروح مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وذلك لبناء عالم يسوده السلام والازدهار والجمال والامن، كما يجب اتخاذ خطوات عملية لتحسين الحكم فى العالم، فظهور كوفيد 19 كشف مدى النقص والاستعداد فى ادارة الصحة العامة عالمياً، وبيّنت ان هنالك حاجة لاصلاح نظام الطوارئ, على المجتمع الدولى دعم جهود منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة والاشادة بدورهما فى الاستجابة للطوارئ الصحية وسعيهما في تحسين نظام ادارة الصحة العامة عالمياً, وانشاء آلية دولية لوقف وضبط الوبائيات تتميز بالاستشارات المكثفة والمساهمات والفوائد المشتركة, هذه الجهود هى التى تعزز من مفهوم وممارسة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، هذا بجانب انه يجب الالتزام بتحقيق الهدف الامنى العالمى المشترك, على دول العالم ان تتعاون مع بعضها فى السراء والضراء لمحاربة فيروس كورونا الذي لا تستطيع اي دولة او شعب التغلب عليه منفردين , وعليه فإن النصر او الانهزام سيتأثر به العالم بأجمعه , فبدلاً من ان تضع بعض الدول مصلحتها فوق مصالح الاخرين وترغب فى كسب المعركة بلا خسائر , يجب على الامم والدول ان تتكاتف وتضع ايديها فوق ايدي بعض لحماية المصالح المشتركة وحفظ الامن الصحى العالمى العام, وعلينا انتهاج مبدأ الفوز للجميع وهذه هى الطريقة الوحيدة التى نستطيع بها تحقيق مكاسب امنية وصحية مشتركة.

 أشاعت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أن ظهور الفيروس كان سببه ما يحدث لأقلية (الإيغور) المسلمة في إقليم شينجيانغ الصيني.. ما مدى صحة ذلك؟

 بما ان فيروس كورونا مستمر فى الانتشار في العالم و قد ظهر فى عدد من الاماكن , فلن تستطيع اي دولة او امة حماية نفسها ضد الفيروس دون التعاون مع الاخرين, واي ادعاء لربط كوفيد 19 بمسلمى (الإيغور) في اقليم شينجيانغ الصيني هو ادعاء خال من الصحة ومن المسؤولية , بعض وسائل التواصل الاجتماعى وبعض القوى المضادة للصين (استغلت) فرصة الوباء لاثارة (النعرات العرقية) و (الدينية) كمحاولة لإحداث شُقة بين (الصين والدول الاسلامية) وهذا واضح من خلال ما يبثونه من «ادعاءات»، ومنذ ظهور الوباء فإن المجموعات العرقية المختلفة في اقليم شينجيانغ اقامت اتحاداً مع بعضها البعض فى الالتزام بتوجيهات وارشادات الاجهزة المناط بها احتواء الوباء, اما الائمة والدعاة استخدموا وسائل التواصل الحديثة لتعميم الارشادات المتعلقة بمنع انتشار الوباء في وسط المسلمين, كما انهم أسهموا بفاعلية مما سرّع بعملية الاحتواء على المستوى المحلى خلال فترة وجيزة, فى يوم 25 من مارس الجارى تم تأكيد 76 حالة اصابة بفيروس كورونا فى اقليم شينجيانغ حيث لم يتم تسجيل حالات جديدة خلال 37 يوماً على التوالى، المسلمون على نطاق الصين بمن فيهم مسلمو اقليم شينجيانغ تطوعوا فى المشاركة للحد من انتشار الوباء كما انهم تبرعوا ايضاً بملبغ 100 مليون يوان صينى لمكافحة الفيروس وهذا تجسيد قوي لمشاعر المسلمين بمختلف إثنياتهم فى دعم الصين (الوطن الأم).

 هل هناك دعم صيني خاص للقارة الأفريقية؟

  الصين دعمت الاتحاد الافريقى بأجهزة اختبار (كوفيد 19) لاجراء فحوصات للدول الافريقية بما فيها السودان , واحساساً منها بالمسؤولية قامت الحكومة الصينية بحظر المواطنين الصينيين المشتبه بهم بأعراض الفيروس من السفر خارج البلاد, كما انها امرت بعدم التجمعات والسفر لمنع الفيروس من الانتقال إلى خارج الأراضي الصينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *